وشارك في المؤتمر عدد كبير من أنصار الحزب إضافة إلى ممثلين عن الدول الغربية، وسط اهتمام إعلامي غربي، استغله "الشعب الجمهوري" في توجيه الانتقادات لسياسات الحكومة التركية حيال سورية، فيما كانت هناك دعوات متكرّرة إلى عودة العلاقات بين أنقرة ودمشق.
ومن الجانب السوري شاركت، بحسب البرنامج الرسمي، الصحافية الأرمنية سركيس كاساردجيان، ورئيس الجمعية المسيحية السورية وائل الملازي، فضلاً عن رئيس مركز "عصام فارس للسياسات" ناصر ياسين، ورئيسة جمعية "رضوة" رضوة نور جمعة، فضلاً عن الصحافي المؤيد للنظام السوري والمقيم في تركيا حسني محلي.
في حين نشرت صحيفة "خبر تورك"، أن أحد المقربين من النظام وهو خلف المفتاح لم يأتِ إلى المؤتمر، بينما رفضت أنقرة منح الموافقة والتأشيرات لشخصيتين رشحهما حزب "البعث"، من دون الكشف عنهما.
وشكل المؤتمر فرصة لحزب "الشعب الجمهوري" لنقل وجهات نظره التي تخالف سياسات الحكومة، رغم تأييدها في بعض السياسات مثل مكافحة الإرهاب خارج الحدود التركية، ومشاطرة الرأي بالمخاوف من موجة نزوح جديدة في إدلب، ودعم تشكيل اللجنة الدستورية.
وشهدت الجلسة الافتتاحية كلمات من قبل قيادات الحزب فقط، بدأها نائب رئيس الحزب ولي أغابابا، لافتاً إلى أن "المشاركين هم من 22 دولة وأكثر من 30 منظمة، بهدف مناقشة التطورات في سورية وسبل حل المشاكل فيها".
كما ألقى رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، كلمة تحدّث فيها عن اللجوء، وأزمة تواجد السوريين في إسطنبول، والعمل على حل مشكلة تواجدهم من دون عمل، انطلاقاً من الوجدان، مبيناً أن لا أحد يعلم ما يجري في سورية.
وألقى رئيس الحزب، كمال كلجدار أوغلو، كلمة أيضاً استعرض فيها نداءات الحزب الداعية إلى وقف دعم تركيا للمعارضة السورية وأن تكون محايدة في الصراع، مقدماً خطة الحزب لإحلال السلام في سورية، عبر إعادة العلاقات المباشرة بين دمشق وأنقرة، وتقرير السوريين مصيرهم، ووحدة تراب البلاد وسيادتها واستقلاليتها، وتعزيز الدبلوماسية لهذا الهدف، وإعادة النظر في الموقف التركي الرسمي.
وطرح عدم تواجد قيادات وأصحاب قرار سوريين، وعدم وجود ممثلين رفيعي المستوى من الدول الغربية، تساؤلات عديدة عن أهداف المؤتمر، خاصة أن المعارضة التركية غير فاعلة في الملف السوري، حيث تزامنت كلمة كلجدار أوغلو مع الإعلان عن تسيير الدورية السابعة بين تركيا والولايات المتحدة الأميركية في شرق الفرات.
وشكل المؤتمر فرصة للمشاركين للنيل من سياسات الحكومة التركية، منها كلمة لإيمي أوستن هولمز، من الجامعة الأميركية في القاهرة، حيث دافعت عن "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، ونفت علاقتها بالأقلية الكردية، أو حزب "العمال الكردستاني"، موجهة انتقادات للرئيس رجب طيب أردوغان بتهديداته المتواصلة للعمل العسكري شرق الفرات رغم حصول توافقات، رافضة عودة السوريين إلى المنطقة الآمنة.
كما تحدّث مختصون يمثلون بلدانهم من روسيا وإيران والاتحاد الأوروبي والعراق، دافعوا عن وجهات نظر بلدانهم الرسمية، وإلقاء اللوم في الأزمة السورية، بحسب هذه الآراء، من دون التطرق إلى المضمون الأساسي وهو سبل إيجاد السلام في سورية.
واتهم وزير الخارجية التركي الأسبق حكمت جتين، حكومات حزب "العدالة والتنمية"، بارتكاب سياسات خاطئة، بالوقوف إلى جانب طرف، والتعاون مع بعض الدول من دون الانتباه للنظام، وكلفة ذلك لتركيا بما يقرب من 250 مليار دولار، من بينها مساعدات اللاجئين والصرف العسكري في سورية.
المؤتمر شكل لوناً واحداً فقط تمثل في توجيه أصابع الاتهام إلى الحكومة التركية من دون تقديم حلول، ومن دون مشاركة سورية كما كان منتظراً، وهو ما دفع مراقبين إلى عدم التفاؤل، خاصة أن عنوان وشعار المؤتمر كتب فيهما باللغة العربية اسم "سورية"، مرة بالأف الطويلة، ومرة بالتاء المربوطة، ما دفعهم إلى القول إن "المكتوب واضح من العنوان".