كما كان متوقعاً، لم يخرج اجتماع التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، الذي انعقد أمس الثلاثاء في باريس، باستراتيجية جديدة لمواجهة تمدّد التنظيم سواء في سورية أو العراق على الرغم من اعترافه بأن الاستراتيجية التي بدأها قبل قرابة 10 أشهر، والتي تخللتها قرابة 4100 غارة جوية، لم تنجح في وقف تمدد التنظيم في كلا البلدين. وكان "داعش" قد تمكن منتصف الشهر الماضي من السيطرة على مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار والقريبة من العاصمة بغداد، فضلاً عن استمرار تمدده في سورية بعد الاستيلاء على مدينة تدمر التاريخية وتهديده للمعارضة السورية في حلب.
تطورات جعلت البحث عن استراتيجية أكثر فعالية أمراً ملحاً، وإن كانت الخيارات المتاحة أمام التحالف محدودة في ظل القناعة بقصور العمل العسكري وحده وضرورة أن يتزامن مع تقدم في المسار السياسي الذي لا يبدو أنه متوفر حتى اللحظة لا في العراق أو سورية.
وبينما تصرّ الحكومة العراقية على اعتماد مبدأ إقصاء أطراف أساسية عن القتال وعدم تفعيل المصالحة السياسية مع طيف واسع من العرب السنة خصوصاً، تقتصر التطورات في سورية منذ أشهر على الشق الميداني حيث تسجل المعارضة انتصارات على النظام فيما تواجه "داعش" في نفس الوقت، وسط اتهام واضح وجهته واشنطن عبر الحساب الرسمي لسفارتها في دمشق على موقع "تويتر" للنظام السوري بتنفيذ غارات جوية لمساعدة تنظيم "داعش" على التقدم حول مدينة حلب في شمال البلاد.
اقرأ أيضاً: العراق يطالب واشنطن بتنفيذ عقود الأسلحة المبرمة معه
وتم التوافق بين الحاضرين في مؤتمر باريس، الذي عقد بمشاركة 20 دولة فيما غابت عنه كل من روسيا وسورية وإيران، على الدعوة إلى "إطلاق عملية سياسية شاملة وصادقة في سورية من أجل تطبيق مبادئ بيان جنيف"، الذي يدعو الى وقف لإطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في سورية. وجاء في البيان الختامي أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد "غير قادر ولا يرغب" في محاربة جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية.
في موازاة ذلك، فإنه على الرغم من حرص البيان الختامي للاجتماع، على إظهار التوافق على كيفية مواجهة "داعش" خلال المرحلة المقبلة في العراق، إلا أن تصريحات المسؤولين الفرنسيين والأميركيين وكذلك رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أثبتت وجود خلافات بين دول التحالف من جهة، والحكومة العراقية من جهة ثانية، حول تقييم أسباب الفشل طوال الفترة الماضية.
وأعلن الائتلاف الدولي، في بيانه الختامي، عن دعمه الخطة العسكرية والسياسية العراقية التي اعتمدتها بغداد لاستعادة مناطق من أيدي تنظيم "داعش" بعد سقوط مدينة الرمادي الاستراتيجية. وقال نائب وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن، الذي حضر الاجتماع نيابة عن وزير الخارجية جون كيري بعد الإصابة التي تعرض لها قبل أيام، "إنها خطة جيدة عسكرياً وسياسياً"، مشيراً إلى أن "وزراء الائتلاف تعهدوا بتقديم دعمهم لهذه الخطة". وأضاف بلينكن "في العراق الآن، لدينا الاستراتيجية الصائبة، مزيج من ضربات جوية وعمليات تدريب وشركاء دوليين يعملون بفاعلية".
من جهته، أكد وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس "التصميم التام" على مكافحة التنظيم، مشيراً إلى أن "المعركة طويلة الأمد". وأشار فابيوس إلى أن العبادي تعهد بدوره بمصالحة جميع مكونات المجتمع العراقية، قائلاً إن "العراقيين سيقاتلون داعش عندما يشعرون أنهم ممثلين في الحكومة"، في إشارة على الأرجح إلى تهميش الجزء الأكبر من العرب السنة سياسياً.
في المقابل، دعا وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، إلى تقييم عمل المجموعة في الفترة السابقة واتخاذ القرارات المناسبة لإعادة بناء القدرات العراقية. وأضاف هاموند "ما علينا أن نفعله اليوم هو مراجعة التقدم المتحقق منذ الاجتماع السابق في لندن قبل ستة أشهر، وما لم يكن مجدياً خلال هذه الفترة وأن نحدد ما يجب عمله تالياً، ونتخذ في اطار مجموعة الدعم بعض القرارات بشأن المرحلة التالية من عملية بناء القدرات العراقية على الأرض".
اقرأ أيضاً: إجراءات أمنية عراقية غير مسبوقة لتحصين المنطقة الخضراء
وبينما تصرّ الحكومة العراقية على اعتماد مبدأ إقصاء أطراف أساسية عن القتال وعدم تفعيل المصالحة السياسية مع طيف واسع من العرب السنة خصوصاً، تقتصر التطورات في سورية منذ أشهر على الشق الميداني حيث تسجل المعارضة انتصارات على النظام فيما تواجه "داعش" في نفس الوقت، وسط اتهام واضح وجهته واشنطن عبر الحساب الرسمي لسفارتها في دمشق على موقع "تويتر" للنظام السوري بتنفيذ غارات جوية لمساعدة تنظيم "داعش" على التقدم حول مدينة حلب في شمال البلاد.
اقرأ أيضاً: العراق يطالب واشنطن بتنفيذ عقود الأسلحة المبرمة معه
وتم التوافق بين الحاضرين في مؤتمر باريس، الذي عقد بمشاركة 20 دولة فيما غابت عنه كل من روسيا وسورية وإيران، على الدعوة إلى "إطلاق عملية سياسية شاملة وصادقة في سورية من أجل تطبيق مبادئ بيان جنيف"، الذي يدعو الى وقف لإطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في سورية. وجاء في البيان الختامي أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد "غير قادر ولا يرغب" في محاربة جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية.
في موازاة ذلك، فإنه على الرغم من حرص البيان الختامي للاجتماع، على إظهار التوافق على كيفية مواجهة "داعش" خلال المرحلة المقبلة في العراق، إلا أن تصريحات المسؤولين الفرنسيين والأميركيين وكذلك رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أثبتت وجود خلافات بين دول التحالف من جهة، والحكومة العراقية من جهة ثانية، حول تقييم أسباب الفشل طوال الفترة الماضية.
وأعلن الائتلاف الدولي، في بيانه الختامي، عن دعمه الخطة العسكرية والسياسية العراقية التي اعتمدتها بغداد لاستعادة مناطق من أيدي تنظيم "داعش" بعد سقوط مدينة الرمادي الاستراتيجية. وقال نائب وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن، الذي حضر الاجتماع نيابة عن وزير الخارجية جون كيري بعد الإصابة التي تعرض لها قبل أيام، "إنها خطة جيدة عسكرياً وسياسياً"، مشيراً إلى أن "وزراء الائتلاف تعهدوا بتقديم دعمهم لهذه الخطة". وأضاف بلينكن "في العراق الآن، لدينا الاستراتيجية الصائبة، مزيج من ضربات جوية وعمليات تدريب وشركاء دوليين يعملون بفاعلية".
في المقابل، دعا وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، إلى تقييم عمل المجموعة في الفترة السابقة واتخاذ القرارات المناسبة لإعادة بناء القدرات العراقية. وأضاف هاموند "ما علينا أن نفعله اليوم هو مراجعة التقدم المتحقق منذ الاجتماع السابق في لندن قبل ستة أشهر، وما لم يكن مجدياً خلال هذه الفترة وأن نحدد ما يجب عمله تالياً، ونتخذ في اطار مجموعة الدعم بعض القرارات بشأن المرحلة التالية من عملية بناء القدرات العراقية على الأرض".
اقرأ أيضاً: إجراءات أمنية عراقية غير مسبوقة لتحصين المنطقة الخضراء
واتهم العبادي التحالف بعدم بذل ما يكفي من الجهود للتصدي للتنظيم، معتبراً أن الفشل هو "فشل للعالم بأسره" وأن تدفق المقاتلين مشكلة دولية يجب حلها. وقال العبادي، إن القوات العراقية تحرز تقدماً في مواجهة التنظيم لكن "في ما يتعلق بدعم العراق، الكلام كثير لكن الأفعال قليلة على الأرض".
وحدّد العبادي مطالب العراق لتفعيل استراتيجية مواجهة "داعش"، مشيراً إلى أنه "في حاجة عاجلة إلى المزيد من معلومات الاستخبارات والأسلحة ومنها الأسلحة المضادة للدبابات". ولفت إلى أن العراق يعتمد على نفسه وبالكاد حصل على سلاح، مشيراً إلى أنه "ينتظر موافقة الأمم المتحدة لشراء أسلحة من إيران". كما تطرق العبادي إلى وجود نقص في دعم العمليات البرية، مشيراً إلى أن "داعش" يتنقل ويتحرك في مجموعات صغيرة جداً وأن الدعم الجوي ليس كافياً.
في موازاة ذلك، تجاهل العبادي دور حكومته في تعطيل الحلول والمصالحة السياسية وتعمد إقصاء وتدريب وتجهيز أي قوى لمواجهة "داعش" وتحديداً العشائر في مقابل منح صلاحيات واسعة لمليشيات الحشد الشعبي الحليفة لإيران والمتهمة بارتكاب انتهاكات وجرائم في المناطق التي تدخل إليها. خطر كان قد حذر منه مسؤول أميركي، رفض الكشف عن اسمه، لكنه أكد في تصريحات صحافية على ضرورة أن تضع "خطة الحكومة العراقية في مقدمة أولوياتها فرض سلطة الدولة على كل المليشيات التي تقاتل إلى جانبها".
وفي السياق، هاجمت حكومة إقليم كردستان العراق، أمس الثلاثاء، بشدة حكومة العبادي، لأنها لم تقم بإشراك ممثلين عن الإقليم في مؤتمر باريس. وقالت حكومة الإقليم في بيان "كنا ننتظر أن تحترم الحكومة العراقية والمجتمع الدولي تضحيات شعب كردستان وبطولات البشمركة، وأن تنظر بتقدير إلى جهوده في إيواء أكثر من مليون ونصف المليون من النازحين واللاجئين بسبب حرب داعش، إلا أن الحكومة العراقية لم تشرك ممثلي إقليم كردستان بالمؤتمر هذه المرة أيضاً، وشاركت بمفردها في مؤتمر باريس".
اقرأ أيضاً: ملتقى دولي في تونس حول خطر "داعش" ليبيا