مؤتمر "النهضة": هل يبقى الغنوشي مرشحاً وحيداً لرئاسة الحركة؟

21 مايو 2016
النهضة تقرر تعديل قانونها الأساسي (العربي الجديد)
+ الخط -

يحسم مؤتمر حركة "النهضة" العاشر، يوم غد الأحد، مسألة رئاسة الحركة، عبر انتخاب رئيس جديد أو التجديد لولاية رئيسها الحالي، راشد الغنوشي. ووفق كواليس المؤتمر، فإن المرشح الوحيد إلى الآن هو الغنوشي، ما جعل قيادات تطالب بترشيحات أخرى في سبيل إضفاء نفس ديمقراطي على المحطة الانتخابية للمؤتمر.


وعلم "العربي الجديد" أنه لم تتقدم قيادات أخرى لانتخابات رئاسة الحركة كما لم تعرب عن نيتها ذلك، رغم أن أنباء من داخل المؤتمر أكدت أن كل من عبد اللطيف المكي وعبد الكريم الهاروني قد يقدمون بدورهم ترشحاتهم للرئاسة. ويفتح يوم غد رسمياً باب الترشح لخلافة الغنوشي.

من جهته، قال نائب رئيس الحركة عبد الفتاح مورو لـ"العربي الجديد" إنه لن يجدد ترشحه للرئاسة، بحيث سبق وأن قدم ترشحه في المؤتمر الماضي ولم يحظ بمساندة واسعة أدت إلى خسارته. وأضاف مورو مازحاً أنه "أعلن التوبة عن الترشح لرئاسة الحركة"، مؤكداً أن زعيم الحركة هو المرشح الوحيد إلى غاية اليوم، ولم يتول أي قيادي إلى غاية الآن الإعلان عن نيته في الترشح أو طلب المساندة من أشخاص آخرين.

وإذ يحيل الترشح الوحيد المعلن لرئاسة الحركة إلى أن التيارات داخل الحركة لم تنضج بعد حتى تكون أجنحة أو تكتلات واضحة تتنافس حول رئاسة الحركة أو تنافس الغنوشي المؤسس والزعيم، وهو ما لم ينفه القيادي بالمهجر والنائب بالبرلمان عن "النهضة" الناجي الجمل، الذي أوضح أنه لا وجود لتيارات داخل الحركة كما يشير إليه مفهوم التيارات. لكن الأوضح أن هناك تيار حول الشيخ راشد يدعمه ويناصر مواقفه، وأوضح الجمل أن التباينات في الحركة والاختلافات طالما كانت تحل في إطار مؤسسة الشورى أو المكتب التنفيذي، وأن المشهد داخل الحزب لم يتطور إلى تكتلات متباينة المواقف كما في الحزب الاشتراكي الفرنسي وإنما هناك نقاشات قد تحتد أحيانا أو تخف وتيرتها أخرى، موضحا أنه هناك "بدايات للتكتل حول بعض الآراء والمواقف لكنها لم تصل الى المنافسة حول الرئاسة".

وبين الجمل أن دور زعيم الحركة راشد الغنوشي، في الفترة المقبلة هو محل توافق داخل الحركة وحتى على الساحة السياسية التونسية وخارجها إقليميا ودوليا، معبرا عن أمله أن تحمل الساعات المقبلة ترشحات أخرى مبررا ذلك بضرورة خلق منافسة باعتبار أنها ترسخ الديمقراطية حتى وإن لم يكن المترشح على يقين من الفوز.

ويرى عبد الكريم الهاروني في حديث لـ"العربي الجديد" وهو أحد المرشحين المرتقبين للرئاسة رغم تكريره نفي ذلك أن المسألة التي تثير الأهمية هي الأغلبية التي سيحظى بها الغنوشي في الانتخابات، معتبرا أنها قد تكون مفاجئة في ظل بروز تيار يرى أنه حان الوقت لتسليم المشعل لقيادات أخرى وتشبيب الحركة.

وتجرى انتخابات الحركة يوم غد الأحد، حيث سيفتح رسميا باب الترشحات لرئاسة الحركة ومؤسسة الشورى إلا أن جدلا لا يزال قائما ولم يفصل بعد الخلاف حول انتخاب المكتب التنفيذي أو تعيينه من قبل رئيس الحركة.



أعلنت حركة النهضة عن انتخاب رئيس مؤتمر الحركة ونائبيه، إضافة إلى تركيبة المؤتمر التي تضم 16 اسماً، ليكون رئيسه هو علي لعريض، ونائبه الأول رضا إدريس، أما النائب الثاني فهو علي حرّاث.

وشهد انتخاب رئيس المؤتمر منافسة حادة بين لعريض والبحيري، إذ فاز الأول بـ678 صوتاً مقابل 414 للثاني، وترشحت امرأة وحيدة لنيل رئاسة المؤتمر وهي فريدة العبيدي.

وقال النائب بمجلس نواب الشعب أسامة الصغير، خلال ندوة صحافية نظمها، اليوم السبت، بياسمين الحمامات، إنّ "التصويت على انتخاب رئيس المؤتمر كان إلكترونياً، وضمن جلسة علنية، خلافاً للسابق، إذ كان يتم في جلسة مغلقة وذلك لضمان مزيد من الشفافية، بحسبه، ولكي يتعرف الناس أكثر على الحركة".

وأوضح أنّه على أثر التصويت على رئيس ومكتب المؤتمر، سيتم التصويت على جدول أعماله وعرض التقريرين الأدبي والمالي، اليوم السبت.

وأكد الصغير أنّ القانون الأساسي لحركة النهضة سيشهد تغييراً، إذ ستتم إضافة فصول إلى القانون حيث ستصبح 136 فصلاً بعد أن كانت 40 فصلاً، مبينا أنّ المؤتمرين سيصوتون على هذه الفصول التي من شأنها أنّ تنظم وتطور حركة النهضة، حسب قوله.

واعتبر المتحدث ذاته أنه سيتم، غداً الأحد، النظر في الكتلة النيابية، وانتخاب رئيس الحركة، وثلثي أعضاء مجلس الشورى، مبيناً أن ثلث مجلس الشورى، أي 50 عضواً، سيتم اختيارهم من قبل المجلس بحسب القانون الأساسي.