مبادرات جمع الأموال والتبرعات تتقاطر، والفرنسيون وغيرهم مدعوون للمساهمة في إعادة تشييدها بصفة أجمل. عائلة الثري أرنو سارعت لتقديم هبة تصل إلى 200 مليون يورو، وفرانسوا بينو أعلن تقديم مبلغ 100 مليون يورو، وجهة "إيل دو فرانس" قدمت مساعدة عاجلة قدرها 10 ملايين يورو، كما أعلنت بلدية باريس عن تقديم مبلغ 100 مليون يورو.
كما أن آن هيدالغو، عمدة باريس، التي حرصت منذ البداية على الوجود في المكان إلى جانب مسؤولي الداخلية ومسؤولي الكنيسة، اقترحت، صباح اليوم، تنظيم مؤتمر دولي كبير للمانحين في الأسابيع المقبلة، في قصر البلدية، يقوم فيه رعاة الفن والمحسنون بجمع أموال من أجل إعادة تشييد الكاتدرائية. أما وزير الثقافة، فرانك ريستر، الذي ذهب في نفس اتجاه الرئيس ماكرون، الذي تحدث، أمس الإثنين، عن فتح "اكتتاب وطني يتجاوز حدودنا"، فرأى أنه من السابق لأوانه تحديد حجم الخسارة، وأكد أن الدولة ستتحمل مسؤوليتها، و"لكننا في حاجة إلى الجميع"، وأعلن عن موقع إلكتروني لجمع المساعدات.
رجال الإطفاء، أبطال ليلة أمس، الذين صفق لهم المواطنون كثيرا، استطاعوا، بعد 9 ساعات، السيطرة على الحريق الرهيب، من دون سقوط أي ضحية، مع استمرار مقاومة ما تبقى منه، كما استطاعوا إنقاذ ما يمكن إنقاذه، خاصة بسبب صعوبة العمل واستحالة استخدام الطائرات. ولكنهم يواصلون عملهم، ويحاول مائة منهم، رصد مصادر جديدة للحريق، دون انهيار البناء العام للكاتدرائية. كما أنهم يواصلون عملية المراقبة وأيضا مرافقة المهندسين في البحث عما يمكن إنقاذه من كنوز الكاتدرائية.
النتيجة إذاً، كما يؤكد رجال الإطفاء أن "البناء العام للكاتدرائية تم إنقاذُهُ والتحف الفنية الرئيسية تم وضعها في مكان آمن". على الرغم من تحذير سكرتير الدولة في وزارة الداخلية، نونيز، من أن "شكوكا لا تزال تحوم حول مدى صلابة البناء ومقاومته".
وقال المتحدث باسم فرق الإطفاء، الليفتنانت كولونيل غابريل بلوس، لوكالة فرانس برس: "تمت السيطرة بالكامل على الحريق. لقد أخمد جزئياً، وهناك بؤر لا تزال مشتعلة نعمل على إخمادها".
وأعلن وزير الدولة للداخلية لوران نونيز صباح اليوم الثلاثاء، أن "خطر النيران قد أبعد" لكن التساؤلات الآن هي معرفة كيف يمكن لهذا البناء "أن يصمد". وقال خلال مؤتمر صحافي: "سيُعقد بالتالي اجتماع مع خبراء ومهندسين معماريين من فرنسا لمحاولة تحديد ما إذا كان المبنى ثابتا وما إذا بإمكان رجال الإطفاء العمل في داخله لمواصلة مهمتهم"، مشيرا إلى أن السلطات تواصل تحقيقاتها لمعرفة كيف اندلع الحريق.
وأوضحت نيابة باريس مساء الإثنين، أنه تم فتح تحقيق بتهمة "تدمير غير متعمد عبر حريق". وأوضح مصدر مقرب من الملف أن فرضية حريق عرضي بسبب أعمال الترميم "يركز عليها المحققون".
وتم تعزيز إجراءات السلامة حول الكاتدرائية. وهي عملية ضرورية قبل أن يبدأ عمل الشرطة القضائية داخل هذا المكان الديني. وهو عمل يتلخص في معرفة سبب الحريق، ويستلزم الوصول إلى كل سلاليم الكاتدرائية. ولكن عمل المحققين سيكون طويلا.
ومن جهة أخرى، فإن من المبكر معرفة حجم الخسارة التي تعرضت لها كاتدرائية نوتردام. وإن كان الشيء المؤكد أن عملية إعادة التشييد ستستلزم سنوات كثيرة، بل عقودا عديدة، باعتراف الناطق باسم الكاتدرائية، أندري فينو.
ويعود السبب إلى حدوث انهيارات كثيرة، منها انهيار قسم هام من القبة. وكان قسمٌ كبير من الكنوز الفنية، أو كل ما أمكن إنقاذه من التحف الفنية، قد تم وضعه في مكان آمن في بلدية باريس، قبل نقله اليوم أو غدا إلى متحف اللوفر.
Twitter Post
|
من جهتها، أعلنت مؤسسة التراث، الخاصة التي تعمل على حماية الآثار الفرنسية، اليوم الثلاثاء، عن "حملة جمع أموال وطنية" لإعادة بناء الكاتدرائية.
وكانت منظمتا "فرنش هيريتيدج سوسايتي" و"غو فند مي" من أوائل المنظمات التي بدأت في الولايات المتحدة حملات جمع أموال لصالح المَعْلم الفرنسي الشهير.
Twitter Post
|
"فرنش هيريتيدج سوسايتي"، المعنية بالحفاظ على التراث الفرنسي ومقرها نيويورك، أنشأت موقعا إلكترونيا لصالح الكاتدرائية، وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة جينيفر هيرلين، إن الأموال ستذهب مباشرة إلى الكاتدرائية التي وصفتها بأنها "أعجوبة" معمارية.
وعلى موقع GoFundMe، أطلقت أكثر من 50 حملة جمع تبرعات، بحسب المتحدث باسم "غو فاند مي" جون كونفينتري. وسيتم التنسيق مع السلطات لإيجاد أفضل الطرق للاستفادة من الأموال التي سيتم جمعها، وِفقا لكونفينتري.