مأساة عبّارة الموصل: #فسادكم_يقتلنا

لجأ عراقيون إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن غضبهم، بعد حادثة غرق عبّارة الموصل التي راح ضحيتها نحو مئة قتيل وعشرات الجرحى، وألقى إعلاميون وناشطون باللائمة على سياسات الفساد في المحافظة.

الإعلامية جمانة ممتاز قالت إن العائلات في الموصل تعيش حالة من الانهيار النفسي، مبينةً في صفحتها على "فيسبوك" أن هذا الحزن والإحباط دفعا الشباب إلى طرد محافظ نينوى نوفل العاكوب من مكان حادثة العبّارة. وأضافت: "نعلم جيداً أن الفساد ينخر في المدينة ولا يمكن التهاون معه بأي شكل من الأشكال، وليست حادثة العبّارة إلّا دليلاً على حدّة الفساد الذي صار من الطبيعي أن يستهتر بحياة الناس". وتابعت: "لقد فجعنا بالكرادة قبل ثلاث سنوات بسبب الخرق الأمني، ولكن كان من الممكن إنقاذ الناس لو كان هناك شروط ومستلزمات السلامة"#فسادكم_يقتلنا".

وألقى الناشط جعفر حسن الكعبي بمسؤولية ما حصل على فساد محافظ نينوى نوفل العاكوب، الذي ظهر ضاحكاً في إحدى الصور أثناء تفقده مكان غرق العبّارة، وأطلق وسم #أنت_التالي، في إشارة إلى أن الفساد سيقتل بقية العراقيين. وتساءل الكعبي: "ماذا تنتظرون من هذا النكرة، أعصبوها برأسي وأقيلوه؟". وتابع مخاطباً السياسيين: "طفحت جيفته وهي من ريحتكم، فسادكم واستخفافكم زكم الأنوف لو كان لديكم ذرة من الشرف قيلوه واستقيلوا... لو كان هناك شعب لما سكت على كل هذه المصائب، انتظروا دوركم في الموت بطريقة أخرى".

كما انتقد الإعلامي والأكاديمي مؤيد جبير فرحة محافظ نينوى وظهوره ضاحكاً قرب جثث الضحايا بالقول على "فيسبوك": "عندما تموت القلوب والضمائر". أما الناشط أمين البكوع فقال: "هل تعلم أنه يوجد في الموصل قسم أمني يسمى الأمن السياحي، وقام هذا القسم سابقاً بتقديم أكثر من مذكرة وتقرير عن أمن وسلامة العبّارة والجزيرة أيضاً، ولكن الفساد أوقف جميع الإجراءات".

من جهته، اعتبر الناشط حيدر كعيد على "تويتر" أن الفوضى والتخلف والمآسي والآلام التي يعيشها العراق كلها جاءت بسبب الفساد بأشكاله المختلفة، موضحاً أن الفساد هو الذي حوّل الفاسد إلى شخص مستهتر وغير مكترث لأي شيء وأولها حياة الآخرين. وتابع: "ألمنا مستدام مثل فساد ساستنا، الرحمة لأطفالنا وأهلنا".

وجاءت هذه التدوينات والتغريدات بالتزامن مع قيام المئات من سكان الموصل بالتظاهر مساء اليوم احتجاجاً على كارثة العبّارة، وفقاً لمصدر محلي قال لـ "العربي الجديد" إن المتظاهرين طالبوا بمحاسبة المسؤولين المقصرين، والإسراع بتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل. وأطلق المحتجون خلال وقفتهم حملة جديدة سمّوها "لن نسكت".