ليلى نشواتي: أفهم مشاعر الإسبان

03 مايو 2015
ذاكرة العرب باتجاه الفردوس المفقود(العربي الجديد)
+ الخط -
ليلى نشواتي، اسم لم يغب عن ساحة السياسة والإعلام الإسبانيين، يكفي أن تذكره ليدل على نفسه بعمله.
2014، تنشط في "جمعية الاتصالات التقدمية"، وهي شبكة للنشطاء تساعد الحركات الشعبية والمواطنين لاستخدام وسائل الاتصال بشكل فعال. وهي أيضاً عضو في فريق "حكاية ما انحكت" السوري، حيث يهتم الفريق بأرشفة الحركة الشعبية السورية من خلال محتوى فني وابداعي. وكانت ليلى منذ بداية الحراك الشعبي السوري تنشط في وسائل الإعلام الإسبانية لتوضيح معاني ثورة شعبها. وقدمت العديد من الترجمات عن الصحافة الإسبانية والعكس في ما يتعلق بكل الوضع السوري والفلسطيني.
ليلى، الأستاذة في قسم الإعلام والاتصالات في جامعة الملك كارلوس الثالث في مدريد، تَعود أصولها إلى أب سوري وأم إسبانية، ولِدت في إسبانيا عام 1979، وكانت أول زيارة لها إلى سورية في عام 1982، عند وصولها إلى مطار دمشق في ذلك الحين، اعتُقِل والدها لِيُساق إلى الخدمة العسكرية، ذلك الطبيب الذي بلغ عمره في حينها 36 عاماً. بقيت ليلى في سورية حتى أنهى والدها خدمته العسكرية، لتعود إلى إسبانيا في عام 1986.
نالت ليلى إجازة في الأدب العربي، وأخرى في الأدب الانكليزي من جامعة غرناطة، ثم حصلت على: ماجستير في النقد الأدبي، ماجستير في التعاون الدولي، وماجستير في أبحاث الإعلام. تُدرِّس ليلى في جامعة الملك كارلوس الميديا والإعلام المعاصر والعلاقة بين العنف والميديا، ولا تتوقف عند ذلك، فهي أيضاً كاتبة صحافية في أهم المنابر الإسبانية، مثل إل بايّس (EL PAIS)، وإل دياريو (EL DIARIO)، كما أنها تكتب في صفحة الجزيرة الانكليزية.
قبل انطلاق شرارة الربيع العربي، كانت ليلى من أهم الناشطات في الدفاع عن القَضية الفلسطينية ومناصرتها في إسبانيا، عملت وأسست لنشاط سياسي واجتماعي مع مجموعات شبابية من الجالية العربية والناشطين الإسباني، وكانت مع تلك المجموعات من المناهضين للحرب الأميركية على العراق في 2003، الذين ملأوا الشوارع في مدريد بتظاهرات عارمة، ووجهوا نقدهم اللاذع للحكومة الإسبانية التي شاركت في الحرب بإرسال بعض من قواتها. كما علينا أن نذكر رفضها، العام المنصرم، دعوة وزارة خارجية كازاخستان للحضور على طاولة نقاش تحت عنوان العلاقات الإعلامية بين أوروبا وآسيا، وكان سبب رفضها وجود إيهود باراك وسفير النظام السوري في روسيا رياض حداد على طاولة النقاش.
تُعتبر ليلى في إسبانيا "المرأة" المتحدثة عن حال المشرق العربي وقضاياه، قبل الثورات وبعدها، ولم يكن ذلك صدفة. تلك الصبية الثلاثينية التي لم تعش في سورية سوى أربع سنوات تتحدث اللهجة العامية (الشامية) بطلاقة، وكأنها عاشت طيلة حياتها في سورية، ما سمح لها بتأسيس علاقة سليمة مع الجاليات العربية المقيمة في إسبانيا، فعملت معهم على ندوات ونقاشات فُتِحت أبوابها للجمهور، للتعرف ولنقل ما لا ينقله الإعلام من أحداث ومشاكل عانت منها الشعوب العربية في ظل الديكتاتوريات.
ترى ليلى نفسها جسراً يصلُ بين طرفي المتوسط، وتزيد على ذلك بالقول، لـ"العربي الجديد": "أنا أستطيع أن أفهم مشاعر الإسباني، ولديّ تلك المشاعر العربية التي ورثت الكثير منها"، بهذا تعبّر أيضاً عن السبب الذي جعلها تتحمّل مسؤوليتها تجاه الجالية العربية.
عملت ليلى في 2013 على بحث حول فكرة اللافتات الأسبوعية التي استخدمتها بلدة كفرنبل السورية ودورها في الإعلام الحديث وتأثيرها على المجتمعات الأخرى، فكُرِمت بتسجيل شرفي لرسالة الدكتوراه في جامعة الملك كارلوس الثالث.
كما شاركت ليلى في تأسيس مشروع "حكاية ما انحكت"، وهو موقع الكتروني يوثّق الأحداث ويوميات الثورة السورية والصراع المسلح بشكل حكايات وقصص، وهي من تتابع صفحة المشروع باللغة الإنكليزية، وتعمل على ترجمة الحكايات من العربية إلى الإنكليزية. ولا يجب أن ننسى أن متابعي ليلى على تويتر وصل عددهم إلى أكثر من 20 ألف متابع من إسبانيا والعالم والعربي وبلدان أخرى.
كان حلم ليلى أن تكتب روايتها الأولى باللغة الإسبانية، وقد انتهت من ذلك، والرواية في الطريق إلى دور الطباعة والنشر، حيث تدور رواية ليلى الأولى حول الفترة السلمية من الثورة السورية.
دلالات