ليفربول مع كلوب..تكتيك "جيجن برسينغ" من ألمانيا إلى الأنفيلد

26 يوليو 2016
كلوب يسعى للعودة بليفربول إلى مصاف الكبار (Getty)
+ الخط -

"لا أملك صانع لعب محدد، بل الضغط القوي هو صانع اللعب الأول، لأن دورتموند يضغط سريعاً حينما يفقد الكرة، ولا يعود إلى مرماه في الخلف، بل يتمركز قرب منتصف الملعب، وبمجرد قطع الكرة تتحول الهجمة إلى مرمى المنافس في لمح البصر". فاجأ يورغن كلوب الجميع بهذا التصريح الشهير بعد فوز بروسيا على ريال مدريد في شامبيونزليغ 2013، ليشتهر فيما بعد بأنه واحد من أبرز الأسماء التي تهتم كثيراً بالركض المستمر، ومحاولة خنق الخصم في نصف ملعبه.

ليفربول الجديد
قلت نسبة المرتدات القديمة في السنوات الأخيرة من عمر اللعبة، هكذا تؤكد إحصاءات دوري الأبطال، لأن نسبة الأهداف من المرتدات الكلاسيكية أصبحت ضعيفة بعض الشيء، بعد أن وصلت إلى 40% في نسخة 2005-2006 وفق ما أشارت إليه صحيفة غارديان بعد نهائي الأبطال بين الريال وأتليتكو، ويعود السبب في ذلك إلى تفشي ظاهرة مرتدات الضغط أو ما يعرف بالـ "جيجن برسينغ" كما يقول كلوب.

وتحسن أداء الحُمر كثيرا تحت قيادة المدرب الألماني، ووصل الفريق إلى نهائي الدوري الأوروبي لكنه خسر في الشوط الحاسم أمام إشبيلية. وتأثر زعيم ميرسيسايد سريعاً بفكر وأسلوب يورغن، المدير الفني المؤمن باللعب العمودي السريع، وتحقيق الهجمة بأقل عدد من اللمسات، مع الميل إلى اقتناص الكرات قريباً من مرمى الخصم، دون التركيز على الاستحواذ الكثير أو الحيازة المطلقة.

عرفت ألمانيا كلوب خلال فترته مع ماينز، لكن أوروبا بأكملها أعطته التقدير بعد مسيرته رفقة دورتموند، والسر يعود إلى استراتيجية قطع الهجمة مبكرا، وتطبيق "الجيجن برسينغ" التي تعني باختصار الضغط من منتصف الملعب، وإغلاق كافة الطرق أمام خط الوسط، وبمجرد قطع الكرة، تبدأ المرتدة القاتلة من منطقة المناورات وحتى خط المرمى، وهذا ما يريد كلوب إعادته في البريميرليغ مع ليفربول هذه المرة.

أهل الخبرة
تعتبر فرص كلوب مع ليفربول أكبر من تجربة بيب غوارديولا مع سيتي أو حتى جوزيه مورينيو في اليونايتد، لأن الثنائي الشهير سيحتاج إلى بعض الوقت من أجل التكيف مع التحديات الجديدة، بينما اجتاز الألماني هذه المعضلة، بعد الفترة التي قضاها في إنكلترا خلال الموسم الماضي، لذلك تحركت إدارة الريدز في بدايات الميركاتو، وأنهت عددا لا بأس به من الصفقات بالاتفاق مع المدير الفني.

لجأ يورغن إلى أهل الخبرة أولا، ليبحث في ملاعب البوندسليغا عن أسماء تعالج نقاط ضعف فريقه، ليتعاقد الفريق مع حارس ماينز لوريس كاريوس، ليكون أقوى شريك مع الحارس الأساسي مينوليه، البلجيكي الذي لم يقدم موسما كبيرا مع الليفر، ويحتاج دائما إلى منافس قوي يجعله في مستوى أفضل على طول الخط.

تحسن الدفاع بعض الشيء خلال النسخة الفائتة، وطور المدرب من قدرات ساخو، وحصل لوفرين على ثقة أكبر، لكن راجنار كلافان صفقة قوية ومهمة لكلوب، لأن مدافع أوغسبورغ مميز في إغلاق مناطق مرماه جيدا، ويعتبر أفضل من كل مدافعي ليفربول في ما يخص العرقلة والافتكاك والتشتيت، والكرات الهوائية، ليكون بمثابة التدعيم المثالي للمنطقة الخلفية من الملعب.

أهل الكفاءة
وبعد أن لجأ كلوب إلى من يعرفهم في ألمانيا، اختار بذكاء من يشبهونه تكتيكيا بالدوري الإنكليزي، لذلك تعاقد الليفر مع الثنائي المميز ساديو ماني وفينالدوم من ساوثهامبتون ونيوكاسل بالترتيب. ماني ابن مدرسة الضغط العالي، ولا عجب في ذلك، خصوصا عندما نعلم أنه قادم من ريد سالزبورغ قبل اللعب في إنكلترا، إنه واحد من أعظم أندية الضغط في أوروبا، خصوصا خلال فترة وجود الرائع روجير شميدت، مدرب ليفركوزن الحالي.

ساديو لاعب سريع، قوي، مهاجم أثناء الدفاع، ومدافع مع الهجوم، لاعب أقرب إلى صيغة التحولات الخاطفة، لذلك يستطيع التألق في أي مركز بالملعب، هو ظهير، جناح، لاعب وسط مهاجم، مهاجم متأخر، ارتكاز، وأكثر من ذلك. ورغم أنه ليس أفضل ممرر أو مراوغ، إلا أن وجوده مهم جدا في أي تشكيلة، لأنه يسجل كثيرا ويضيف صبغة مطلوبة من اللعب المباشر السريع.

فينالدوم في المقابل ليس صانع لعب صريحا أو كلاسيكيا، بل نسخة قريبة من المهاجم المتأخر "الديب لاينغ، أي اللاعب المتأخر خلف المهاجم الأساسي، نصف لاعب وسط ونصف مهاجم، ينطلق في العمق لتسجيل الأهداف، ويعود إلى المنتصف لكي يصبح لاعب ارتكاز إضافيا، وسيكون تدعيما مثاليا لإضافة عامل عدم التوقع في توليفة ليفربول.

4-2-3-1
مخطئ من يتصور أن يورغن كلوب سيحيد عن طريقته المفضلة 4-2-3-1، الخطة التي تعتمد على مهاجم متحرك لا يرتبط فقط بمنطقة الجزاء، وتحته ثلاثي مرن ومتنوع، رفقة ثنائي الارتكاز الذي يقوم بحماية الملعب عرضياً. وسيلعب الليفر بنفس الطريقة لكن مع مزيد من الخيارات، فالفريق يضم مجموعة مهارات مثل كوتينهو ولالانا، وفيرمينو، لكنه أضاف بعدا آخر متمثلا في القوة البدنية كساديو ماني، والغزارة التهديفية في فينالدوم.

مع وجود تدعيمات إضافية في مركزي الدفاع وحراسة المرمى، ليكون أمام الطاقم التقني أكثر من اسم للبدء في كل مباراة، من أجل التكيف مع كثرة عدد المواجهات في إنكلترا، من خلال البوكسينغ داي ووجود بطولتي كأس وخلافه، هذه الأمور التي اشتكى منها كلوب في أكثر من مناسبة، ليزيد من عدد أسلحته لمواجهة ذلك مستقبلا.

يستطيع الألماني التحول بعض الشيء إلى 4-4-1-1 أو 4-2-2 مع الوقت، كذلك من الممكن التضحية بمهاجم صريح واللعب بثنائي متحرك وقوي في الأمام كفيرمينو وفينالدوم، لكي تصبح الخطة قريبة من 4-6-0، لعمل كثافة عددية في المنتصف، ومحاولة تطبيق المرتدة القاتلة التي تبدأ من المنتصف تقريبا، في حضرة الضغط الأحمر المنتظر.
المساهمون