وفي خراسان بابٌ فيه أبواب وفي كل باب نافذة أضاعها بورخيس ووجدتها أنا الآخر في عينيك؛ والشاعر آجلاً في فراق مشهده جعل شبابه يناهز القبور.
2
النسيان حزنٌ عارٍ؛ الورقـة مثقلة بهجوم الكلمات، من اضطراب العبور إلى كثافة الحروف. الصحف مليئة بالأخبار الباردة والصور المؤطرة. علو النهار ليس في متناول يد المسافر والأميرة ضائعة بين الكلمات.
3
أنت ضائعٌ في الفاصلة بين إناء الماء والمدى الذي تحوّل إلى درب. أنت عابرٌ لكنّ الدرب باقٍ والعلو مقلوب. أنت ضائعٌ وبعيدٌ عن الجنون تبحث عن اسمٍ؛ أنت هاربٌ في جلد مجنون وسرعة اللحظات مطرٌ يجعل الجلود حقول قصب.
4
ملمسُ اليد. الأصابع. السيقان. ساقان في الجانبين. صوت الخطى. ارتعاش الشفتين. مخلب الشاهين. قبضة النسر. نيوب الليث. تفجّر الأحمر. تلمّس الأبيض في الأسود. في الأجنحة، في الأقدام. حضن منتصف الليل. ابتلاع اللون. العضلات المبتلّة. نفس بعد نفس. ازدهار الأبيض من الأحمر.
5
جدْ بعيدي الأبعد؛ وراء الجرح، كنت أسود؛ خلف الستار، خلفي.
6
مثل مصباحٍ أنام في ظلي.
7
رعدٌ من الحمام أضاء الجزيرة؛ والشِعر مرّ عن العتبات. كثافة الريش وطيران الحمام يلطخ الليل.
8
انتهى كلّ شيء. العيون نسيت رائحة إبرة الراعي. نعود الآن إلى مانخوليا مرسومة، جهة نزول السلالم والمطر؛ وأهداب حبّ بعيد تمطر من جانب المقابر.
9
الرسول هنا لا يتجاوز بأورشليم الجسر. المدينة بين الأنهر تتوزع كما الصحف. في جانب المحترقين تخفق خياشيم.
10
منفيٌّ في الهوامش؛ وعلى الأكتاف مجرّة من الكلمات. بين الشمس والقمر يتقلّب ترابٌ بلا مأوى.
11
القدمُ تعرف العَديَ فقط؛ وقدرُها هو أن لا تصل. وصلتْ إلى ليالي اليقظة ورأت أنها قد طوت نفسها. كان الزجاجُ متناثرًا في الحديقة؛ رقصت بجنون. ربما كانت الكلمات مجنونة طليقة مثل الهنود على صفحةٍ بيضاء.
* شاعر إيراني ولد عام 1962، وهاجر إلى السويد عام 1986 ورحل فيها عام 2016 إثر حادث سير. من مجموعاته "الرسم الهندسي للمانخوليا".
** ترجمة عن الفارسية: حمزة كوتي