ليستر في أوروبا..محرز يظل الأفضل دون نسيان هذا الثنائي

16 سبتمبر 2016
ليستر سيتي يواصل حلمه الأوروبي (Getty)
+ الخط -
يستمر ليستر سيتي في حلمه الكبير، فبعد فوز رجال رانييري بالدوري في أكبر مفاجآت العام، واصل بطل إنكلترا مسيرته بنتيجة مذهلة، بعد الفوز على كلوب بروج بثلاثة أهداف دون رد، ضمن الجولة الأولى من مباريات دوري الأبطال الأوروبي، ليتحدث كلاوديو بجانب من الفخر عن لاعبيه، ويؤكد أنه يريد فقط الاستمتاع بهذه اللحظات التي لن تتكرر كثيرا.

عكس المجريات
حقق ليستر أول ثلاث نقاط، وخطف فوزا مهما من الأراضي البلجيكية، واستمر الرجل الإيطالي في الحفاظ على نهجه، باللجوء إلى لعبة امتصاص ضغط الخصوم، والتركيز على استغلال هفواته، لذلك يركز دائما على أسلوب رد الفعل الخططي، عن طريق ترك الكرة للمنافس ومن ثم محاولة الحفاظ على نظافة الشباك، قبل التفكير في التسجيل والمباغتة الهجومية.

تؤكد لغة الإحصاءات أن ليستر استحوذ على الكرة بنسبة أقل من 40 % طوال المباراة، مع دقة تمرير ضعيفة بعض الشيء، 74 % لا تناسب أبدا فرق السيطرة، لكن مع نجاعة أكبر على المرمى، فالفريق الإنكليزي سدد 13 كرة منها 7 على المرمى، مع 3 أهداف في النهاية، ليعيد البطل ما فعله محليا، وينقل التجربة الإنكليزية إلى المحافل الأوروبية.

في عنوانه لهذه المباراة، كتب حساب "أوبتا" المهتم بالأرقام، "من العدل القول إن ليستر لم يكن أفضل كثيرا من بروج، فالثنائي صنع فرصا شبه متساوية، مع سيطرة أكبر للفريق البلجيكي على الكرة، لكن التحكم والحسم لصالح الضيوف، ويعود السر إلى الأهداف المبكرة التي سهلت من المهمة كثيرا".

تجربة دورتموند
حقق بروسيا دورتموند نجاحا أسطوريا مع يورغن كلوب خصوصا في فترة 2012-2013، لكن بعد الوصول إلى نهائي التشامبيونز والخسارة أمام بايرن، تحول كل شيء حتى استقالة المدرب الشهير، بعد أن لعب الفريق بشكل سيئ كأداء ونتائج في البوندسليغا، لدرجة صراعه على الهبوط في بعض أوقات الموسم.

تحدث ماركوتي، أحد الصحافيين المهتمين بالكرة الأوروبية، عن هذه المعضلة موضحا أن بروسيا في الدوري هو أحد الفرق الكبيرة التي تنافس على اللقب، وتهاجم من البداية وحتى النهاية، ولكن في دوري الأبطال يلعب معظم المنافسين بأسلوب هجومي، ولا يتراجع أحد للخلف بشكل مبالغ. وبلغة الأرقام، فإن متوسط استحواذ دورتموند بالدوري يصل إلى 60.8%، بينما في بطولة التشامبيونز 45.6%، لذلك يلعب بأسلوب المرتدات القاتلة خلال دوري الأبطال، ولكن في الدوري يجب أن يبني الهجمة من الخلف ويمرر ويحاول فتح ثغرة في الدفاعات.

وبالمقارنة مع حالة ليستر سنجد تشابها كبيرا، فالفريق يعاني بشدة في بطولة الدوري هذا الموسم، بعد خسارته أمام هال سيتي وليفربول، وعدم إجادته اللعب أمام الفرق التي تدافع بشكل منظم أو تلعب بنفس طريقته القائمة على المرتدات، بينما وجد النموذج المثالي في أوروبا، حيث أن معظم منافسيه سيهاجمونه، ويتركون فراغات واضحة في دفاعهم.

ثلاثي رائع
خسر ليستر أمام هال مع استحواذ وصل إلى 50 %، وفاز بشق الأنفس على سوانزي مع نسبة سيطرة 51 %، وبالتالي فإن رانييري يجد نفسه محاصرا بشدة حينما يُطلب منه الابتكار ومحاولة صنع شيء، لأنه يفضل استمالة المنافس للهجوم، حتى يستطيع تطبيق مرتداته، واستغلال عناصره التي تجيد ذلك بنجاح.






لعب ليستر أوروبيا بخطة قريبة من 4-2-3-1، ثنائي محوري لا يدافع كثيرا، بل يتمركز على خط واحد أمام رباعي الدفاع، مع وجود جيمي فاردي في الهجوم كرقم 9 صحيح، لكن يبقى كل العمل التكتيكي بين الثلاثي ألبرايتون، محرز، والمفاجأة السارة إسلام سليماني، بعد قدرتهم على القيام بكافة التركيبات الهجومية بالثلث الأخير.

يعتبر ألبرايتون خير مساند لمحرز، بسبب قدرته على اللعب بين الطرفين، تجده على اليسار قبل أن ينتقل إلى اليمين، في سبيل دخول الجزائري إلى العمق كصانع لعب حقيقي في المركز 10، بينما حصل سليماني على دور المهاجم المزور أو الوهمي، حيث أنه يعود كثيرا إلى المنتصف، يسحب المدافعين في سبيل حصول محرز على أريحية أكبر، وسهولة استلام فاردي للكرات.

يعتبر سليماني سلاحا مناسبا جدا لفريقه في دوري الأبطال، بسبب قدرته على لعب دور المهاجم المتأخر في فرق المرتدات، حيث أنه يضغط ويمرر ويستلم، بينما رياض يستمر في أهميته كفارس أحلام هذه المجموعة، لأنه الوحيد القادر على ترجمة التمريرات إلى فرص وأهداف.

لن يحصل ليستر على مركز متقدم في الدوري، المعجزة لا تتكرر في كل عام، مع حفظ معظم الفرق لطريقة لعبهم، بينما الفرصة مواتية أمام رانييري لتكرار إنجاز كلوب في أوروبا. ليس بالضرورة الوصول إلى النهائي، ولكن استراتيجية المرتدات ستحصد الكثير من النجاحات في القادم، خصوصا في مباريات خروج المغلوب.



المساهمون