ليبيون يعانون التشرّد والنزوح

28 ديسمبر 2015
مخيمات اللجوء في ليبيا (سكوت بتيرسون/Getty)
+ الخط -
لا تزال مسألة النازحين في ليبيا تشغل مختلف الأوساط الشعبية في ظل شح الموارد المالية، ووجود حكومتين متصارعتين على السلطة، حيث كشف تقرير صادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية في طرابلس منتصف الشهر الحالي، أن عدد الأسر النازحة إلى العاصمة الليبية طرابلس والمناطق المجاورة لها، وصل إلى ما يناهز 3000 عائلة.
وشمل التقرير العائلات الليبية المهجرة من منطقة "أوباري" من الجنوب الليبي، حيث نزح بعضهم إلى العاصمة، فيما توجه البعض الآخر إلى منطقة "زوارة" المتاخمة للحدود التونسية، بالإضافة إلى تهجير عائلات من منطقة "ورشفانة" إلى "ترهونة" ومن منطقة "الجفرة" و"الزاوية" إلى طرابلس.
من جهتها، أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية سميرة الفرجاني، عبر تصريحات صحافية، أن معظم النازحين في طرابلس يحتاجون إلى مساعدات مالية عاجلة.

قصص محزنة
داخل مخيم الفلاح الخاص بالنازحين في منطقة "تاورغاء"، قصص محزنة يعيشها النازح الليبي. قال علي سالم، أب لأربعة أولاد: "الأوضاع الإنسانية داخل المخيم سيئة للغاية. تعيش العائلات منذ ما يقارب 5 سنوات في ظل نقص كل الاحتياجات الإنسانية الأساسية".
أما علي صالح، الذي يقطن في منزل صغير برفقه خمس عائلات نزحت من منطقة "أوباري" منذ سبعة أشهر بسبب الصراعات، يعاني من ضائقة مالية كبيرة، حيث أوضح أن إيجار بيته يصل إلى نحو 750 ديناراً، وهو مبلغ لا يستطيع تأمينه شهرياً، ناهيك عن باقي المصاريف اليومية".
بحسب مديرة جمعية التسامح للأعمال الخيرية ناجية طاهر، هناك تفاوت بين الأسر النازحة، فهناك أسر تعيش حالة ميسورة، الأمر الذي مكّنها من التأقلم في العيش خارج مدنهم، فقاموا باستئجار المنازل وتمكنوا من إدخال أولادهم إلى المدارس، فيما تعيش أسر أخرى أوضاعاً صعبة للغاية، تحتاج إلى مساعدات عاجلة لمواجهة متطلبات الحياة الجديدة.
وقالت لـ"العربي الجديد": "تسعى مؤسسات المجتمع المدني، بالتعاون مع بعض أهل الخير، إلى تأمين قوافل إغاثية للمناطق المنكوبة".
من جهته، وصف المحلل الاقتصادي أحمد المبروك أوضاع النازحين بالصعبة للغاية، وقال: "بينما ينشغل الفرقاء السياسيون في التصارع على المناصب والمراكز، يعيش النازح الليبي وضعاً إنسانياً صعباً للغاية"، لافتاً إلى وجود مفارقة عجيبة في إدارة أزمة النازحين. فالدولة وفي أعقاب الثورة، كانت توفر للنازحين ثمن الإيجارات، وتمنحهم مساعدات مالية، ولكن في العام 2015 تحديداً، اختلف الأمر، ولم نعد نسمع بأي اهتمام حكومي لمساعدة النازحين، سوى حصر أعدادهم.
وفي المقابل، أكدت البعثة الأممية في ليبيا، في تقرير لها، أن نصف سكان ليبيا البالغ عددهم 6 ملايين نسمة تضرروا من الصراعات المسلحة، بينهم الثلث يحتاجون إلى مساعدات إنسانية إغاثية، وما يزيد عن ثلاثة ملايين شخص في مختلف أنحاء البلاد يحتاجون إلى حماية ومساعدة إنسانية عاجلة. كما كشف التقرير بأن مئة ألف نازح يعيشون في العراء أو المدارس والمخازن المهجورة.
بينما تقول هيئة الرقابة الإدارية، وهي هيئة حكومية تابعة للمؤتمر الوطني العام: "هناك 15 ألف أسرة ليبية في مناطق الاشتباكات غرب ليبيا، تفتقد إلى مسكن لائق، ولا تملك الحد الأدنى من متطلبات العيش الكريم، مع عزوف أبناء النازحين عن الالتحاق بالدراسة بسبب الأوضاع المعيشية". وأشارت إلى أن هناك 160عائلة ليبية تقطن في حطام باب العزيزية (مقر معمر القذافي) دون وجود مأوى لهم.

اقرأ أيضاً:8 أسباب تجعل الاقتصاد الليبي في ورطة
المساهمون