ليبيا: صراعات طرابلس تفتح أبواب العاصمة لخليفة حفتر

17 أكتوبر 2016
شهدت طرابلس تحركات عسكرية مكثفة (محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -
دخلت الأزمة في ليبيا منعطفاً جديداً بعد عودة المؤتمر الوطني العام إلى الواجهة السياسية وتكليف حكومته، التي يترأسها خليفة الغويل، بمعاودة نشاطها، عقب تمكّنها من الدخول إلى مقراتها السابقة التي كان المجلس الأعلى للدولة يشغلها كوريث للمؤتمر منذ يونيو/حزيران الماضي، مما يعني تشظّي الوضع السياسي في البلاد بوجود ثلاث حكومات.
ويخشى مراقبون للوضع في البلاد من عودة الصراع المسلح بشكل عنيف إلى العاصمة طرابلس، التي تتواجد فيها العديد من المجموعات المسلحة مجهولة الانتماء. وكان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج قد أعلن، بعد ساعات من إعلان حكومة الغويل عودتها للعاصمة، عن إصدار قرارات لمباشرة إجراءات القبض على من خطط ونفّذ عملية اقتحام مقر مجلس الدولة مساء الجمعة، بينما وصف المجلس الأعلى للدولة العملية بأنها "حلقة في مسلسل محاولات عرقلة الاتفاق السياسي"، معلناً استمراره في القيام بأعماله.
لكن اللافت في بيان المؤتمر الوطني وحكومة الغويل دعوتهما حكومة برلمان طبرق إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية ومواصلة ما وصفاه بالحوار الليبي-الليبي، وهي الدعوة التي أعلنت حكومة البرلمان قبولها ونيّتها تشكيل لجنة لتدارسها حالما يوافق البرلمان عليها.
وربما تعكس الخطوة وقوف الرافضين للاتفاق السياسي، الذي وُقّع في الصخيرات، وراء تمكين حكومة الغويل من الدخول إلى العاصمة، لا سيما أن رئيس الحراسة التابع للمؤتمر الوطني، العقيد علي الرمالي، من الضباط المعارضين للاتفاق السياسي وسبق له أن رفض وجود المجلس الأعلى للدولة في مقرات قصور الضيافة.
وفي مؤشر لوجود ظهير عسكري مكّن حكومة الغويل من الرجوع إلى مقراتها، شهدت العاصمة، منذ ليل السبت وحتى صباح أمس، تحركات عسكرية كثيفة بموازاة سماع إطلاق نيران كثيف بالقرب من قاعدة بوستة البحرية مقر المجلس الرئاسي.
وأكدت مصادر محلية من طرابلس وصول رتل عسكري كبير ليلة السبت من مصراتة إلى مقرات عسكرية شرق العاصمة، موضحاً أن الرتل مكوّن من مسلحين تابعين لكتيبة المرداس المقربة من خليفة الغويل، بالإضافة إلى انتشار كثيف للسيارات المسلحة في محيط قصور الضيافة في طرابلس.


ولا يزال الغموض يكتنف الأوضاع في العاصمة وما ستحمله في الساعات، وسط انتشار تسريبات في الإعلام المحلي بأن مليشيات مسلحة محسوبة على خليفة حفتر تتمركز في منطقة ورشفانة جنوب وغرب العاصمة، تستعد لاقتحام مقرات عسكرية والسيطرة عليها. كما انتشرت وسط العاصمة ملصقات وكتابات بشكل كثيف ترحب بما وصفته "قوات الجيش"، في إشارة إلى قوات حفتر.
ولا تقف الخلافات بين حفتر وحلفائه من جهة، والمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق من جهة أخرى، عند مسألة التعامل مع منطقة الهلال النفطي وعوائدها، بل تتعداها إلى تشكيل الحكومة التي تم رفضها مرتين بسبب عدم تخصيص منصب فيها لحفتر.
ولفتت تصريحات مسؤولين مقربين من حفتر أخيراً إلى قرب دخول قواته إلى العاصمة طرابلس. فقد أكد رئيس أركان القوات التابعة لبرلمان طبرق، عبد الرزاق الناظوري، لصحف مصرية السبت، أن "السيطرة على العاصمة طرابلس ستكون في أقل من يومين". وهاجم الناظوري المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، قائلاً: "لا يوجد شيء اسمه حكومة الوفاق، لا نعتد بذلك، ولا يمكن التعامل معها في ظل تلك الأسماء الموجودة الآن".
كما أن حفتر نفسه أعلن في تصريحات صحافية قبل يومين أن "معركة طرابلس قريبة ولن تراق فيها الكثير من الدماء"، موضحاً أن "أغلب المجموعات المسلحة فيها لا تحمل انتماءات أيديولوجية ولا سياسية" في إشارة لإمكانية توافقها معه في أي حراك عسكري له.
من جهتها، قالت حكومة برلمان طبرق عبر المتحدث الرسمي باسمها، عبدالحكيم معتوق: "لن نقف مكتوفي الأيدي حيال ما يجري في طرابلس". وهدد خصوم حكومته بالقول: "ليس أمامهم سوى الفرار أو تسليم أنفسهم لقواتنا على أبواب العاصمة".

المساهمون