ليبيا: حكومة الحاسي تؤدي اليمين الدستورية

06 سبتمبر 2014
تظاهرات في طرابلس دعماً لحكومة الإنقاذ (محمود تركي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
أدّت حكومة الإنقاذ الوطني الليبية، برئاسة عمر سليمان الحاسي، يوم السبت، اليمين الدستورية أمام نائب رئيس المؤتمر الوطني صالح المخزوم، خلال الجلسة الصباحية المنعقدة في العاصمة طرابلس.

وأدى اليمين إلى جانب الرئيس المُكلّف 13 وزيراً من أصل 18، وذلك بعد تفويض أعضاء المؤتمر الوطني لرئاسته بأداء القسم أمامها. غير أنّ اللافت هو عدم تقديم رئيس الحكومة المستقيلة عبد الله الثني، تشكيلته الجديدة لمجلس النواب المنعقد في طبرق، وسط أنباء عن محاولة المجلس إقحام وزراء من مدن ليبية عدة أبرزها مدينة مصراتة.

وأرجع محللون عجز الثني عن تقديم تشكيلته الوزارية إلى منطق الترضيات، الذي يعتمد عليه في محاولة إظهار الحكومة وكأنها ممثلة لليبيا كلها، إذ رفضت شخصيات عديدة الانضمام إلى حكومة محسوبة على تيار تحالف "القوى الوطنية" وعملية "كرامة" التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، والتي مُنيت بهزيمة عسكرية في طرابلس وتراجع كبير في بنغازي.

وكشف مصدر، تحفّظ عن ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن مجلس النواب عرض على سفير ليبيا في البحرين فوزي عبد العال، من مصراتة، حقيبة نائب رئيس الوزراء الذي رفض تولي هذه الحقيبة.

وأضاف المصدر أن عبد العال، على الرغم من معارضته لعملية "فجر ليبيا" وتأييده لعملية "الكرامة"، رفض التخلي عن منصب سفير بلاده في المنامة، مقابل منصب نائب رئيس وزراء قد لا يدوم طويلاً في ظل الأوضاع المتحركة عسكرياً وسياسياً في ليبيا.

ميدانياً، أفاد مصدر عسكري من قوات "فجر ليبيا" بأنهم توغّلوا في مناطق ورشفانة، غربي العاصمة طرابلس، بقوات من مدينة الزاوية وجنزور ولم يلقوا مقاومة، غير أنهم تراجعوا خوفاً من الوقوع في كمائن.

إلى ذلك، نفت مصادر من قوات "فجر ليبيا" في طرابلس ومجلس "شورى ثوار بنغازي"، صحة المعلومات التي أفادت عن استعدادات عسكرية كبيرة من جانب مليشيات "الصواعق" و"القعقاع" و"المدني" في الزنتان وورشفانة، بهدف معاودة السيطرة على مواقعها السابقة، أو الحشد من قبل مليشيات حفتر للدخول إلى مدينة بنغازي.

وأكدت المصادر عينها، أن تلك المعلومات ليست دقيقة بالصورة التي تعرضها وسائل إعلام قريبة من تحالف قوات حفتر في بنغازي وطرابلس، مضيفة أن الهدف من إشاعة هذه الأخبار هو عرقلة عودة الحياة إلى طبيعتها في بنغازي وطرابلس.

وأوضحت المصادر أن عودة الحياة إلى طبيعتها تعطي رسالة واضحة بهزيمة تحالف حفتر عسكرياً في طرابلس وبنغازي، مستندين إلى معارضة نواب مدينة بنغازي في مجلس النواب المنعقد بطبرق.

من جهة ثانية، أشار المراقبون إلى أن الأسلوب الذي تتبعه مليشيات حفتر في العاصمة الليبية وبنغازي، عبر إبقاء الشارع والحالة العامة للناس في حالة توتر وقلق دائم، فضلاً عن قطع الخدمات عنهم، يهدف إلى تهيئتهم لتقبل أي سيناريو مقبل، على غرار السيناريو الذي اتبع في مصر قبيل الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو/تموز 2013.
المساهمون