ليبيا: حفتر يواصل استهداف المدنيين وسط صمت دولي

25 اغسطس 2019
مقتل ثلاثة أشخاص السبت (محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -

يتواصل استهداف طيران قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر للمدنيين والمنشآت المدنية، منذ إبريل
/نيسان الماضي، وسط صمت دولي وأممي.

وأعلنت هيئة السلامة الوطنية في طرابلس، اليوم الأحد، عن تمكّن فرقها من إزالة بقايا قذائف وصواريخ طيران قوات حفتر، التي سقطت على منطقة زناته في طرابلس بالتزامن مع قصف آخر تسبب في مقتل ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة، صباح أمس السبت.

وفيما أوضحت الهيئة، في بيان لها الأحد، أن عملها جاء بسبب تهديد بقايا هذه المتفجرات لحياة المواطنين في الأحياء السكنية، نفى المتحدث الرسمي باسم قيادة قوات حفتر أحمد المسماري، في تصريح صحافي ليلة أمس السبت، استهداف سلاح الجو التابع لحفتر سيارة مدنية تسبب قصفها في مقتل ثلاثة مواطنين من أسرة واحدة.

وكانت قيادة عملية "بركان الغضب" التابعة لقوات حكومة الوفاق قد أكدت، أمس السبت، أن "قصف الطيران الإماراتي المسيّر الداعم لمجرم الحرب المتمرد حفتر تسبب في مقتل ثلاثة مدنيين، بعد استهداف سيارتهم بشكل مباشر، وإصابة عدد من المدنيين في منطقة الكريمية".

من جانبه، نشر مكتب الإعلام الحربي لعملية "بركان الغضب" صورا على صفحته الرسمية تُظهر ما يبدو أنها دماء على الأرض، إضافة إلى سيارة متفحّمة وسيارات أخرى متضررة.

وردا على نفي المسماري، أكد مصدر تابع لمديرية أمن طرابلس أن تحقيقا ستعلن نتائجه بناء على تحليل بقايا الصواريخ والقذائف التي استهدفت أحياء زناتة والسواني.

المصدر، الذي تحدث لــ"العربي الجديد"، أوضح أن إحدى تلك القذائف سقطت غير بعيد عن مقر مديرية الأمن في منطقة زناتة، مشيرا إلى أن الدلائل الأولية تؤكد أن بقايا الصواريخ هي من طراز تستخدمه الطائرات الإماراتية المسيّرة.

ومنذ بدء هجوم حفتر على العاصمة طرابلس، اكتفى المجتمع الدولي بتوجيه الإدانة بشكل عام لـ"الأطراف الليبية"، والمطالبة بـ"وقف القتال والتصعيد"، من دون إدانة حفتر بشكل مباشر.

وإثر إعلان مطار امعيتيقة تعليق رحلاته الجوية، أمس السبت، بسبب تعرّضه للقصف من قبل طيران حفتر، دعت السفارة الأميركية في ليبيا إلى وقف الهجمات على مطار امعيتيقة، داعية إلى "حماية المدنيين، ومنع الإضرار بالمنشآت المدنية".

البعثة الأممية من جانبها، ورغم إعلانها تأكدها من خلو مطاري زواره وامعيتيقة من "مظاهر التسلح"، وعدم استخدامهما للأغراض العسكرية، إلا أنها واصلت إدانتها للقصف المتكرر على المطارات، من دون توجيه الإدانة بشكل مباشر لقوات حفتر.

ورغم نفي المسماري، إلا أن استهداف طيران حفتر للأحياء والمنشآت المدنية توالى، بحيث أصبح من غير الممكن إنكاره، إذ في منتصف إبريل/نيسان الماضي قتل ما لا يقل من ثمانية مدنيين وأصيب أكثر من 24 آخرين في قصف جوي على حي أبوسليم.

كما أشارت مصادر إعلامية ليبية إلى أن مطار امعيتيقة، وهو المطار المدني الوحيد، استهدف من قبل طيران حفتر أكثر من 15 مرة، منذ عدوان حفتر في إبريل/نيسان الماضي، رغم الإدانات الدولية المتكررة والمطالبة بوقف استهداف المطار.

وفي مطلع يوليو/تموز الماضي، اتهمت حكومة الوفاق قوات حفتر بتنفيذ غارة جوية على مقر لمهاجرين غير شرعيين في منطقة تاجوراء، شرق طرابلس، أدت إلى مقتل قرابة الستين مهاجرا، بالإضافة إلى عشرات المصابين.

 

وفي الخامس من الشهر الجاري، استهدف طيران حفتر حي القلعة في مدينة مزرق، جنوب البلاد، ما أدى إلى مقتل 42 مدنيا، وإصابة 51 آخرين، بحسب بيان للبعثة الأممية، اكتفت فيه بالتنديد باستهداف المدنيين من دون توجيه الإدانة لقوات حفتر التي اعترفت بشكل رسمي بالقصف على لسان المسماري، في مؤتمر صحافي في اليوم ذاته.

بل طاولت غارات حفتر مرافق الرعاية الصحية، التي أكدت البعثة أنها رصدت 37 اعتداء على تلك المرافق والعاملين فيها منذ بدء عملية حفتر على العاصمة طرابلس.

والبعثة، التي لم تشر أيضا إلى تورط حفتر في هذه الاعتداءات رغم توصيفها بأنها "جريمة حرب"، أكدت، في بيان لها منتصف الشهر الجاري، أنها ألحقت الضرر بما لا يقل عن 19 سيارة إسعاف و19 مستشفى، وأسفرت عن مقتل ما مجموعه 11 شخصاً، وإصابة أكثر من 33 آخرين بجروح، مشيرا إلى احتمال أن يكون العدد الفعلي للضحايا أعلى من ذلك بكثير.

من جانبها، ذكرت منظمة الصحة العالمية أنه حتى مطلع الشهر الجاري سقط ما لا يقل عن 106 مدنيين من أصل 1048 قتيلا هم حصيلة ضحايا حرب حفتر على العاصمة طرابلس، بالإضافة إلى أكثر من 5 آلاف جريح.