لا يعرف كثير من الناس في مختلف بقاع الأرض أن في ليبيا الجريحة حياة أخرى، غير التي يقرأون عنها في وسائل الاعلام. حياة تختلف عن لغة الرصاص وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ومناكفات الشرق والغرب ومبادرات التوافق وأشلاء المهاجرين المبعثرة على شواطئ الأوهام.
ولعلنا نصاب بصدمة ونحن نبحث، كما غيرنا، عن مجريات الأمور في ليبيا ونتجوّل بين عشرات مواقعها المتناقضة بحسب انتماءاتها، فتقرأ أنه "جرت في مقر الاتحاد العام لكرة اليد بطرابلس قرعة كأس ليبيا لفرق المجموعة الأولى"، وأن "رئيس المجلس المحلي في بني وليد، ومدير مكتب السياحة بالمدينة وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني، قاموا بزيارة إلى مدينة بن تليس الأثرية، للاطلاع على الانهيار الذي حصل أخيراً في أحد السراديب التي توصل إلى قصر الحاكم في المدينة الأثرية".
ما يعني أن في ليبيا حياة، فيها رياضة وثقافة وأدب وفكر وآثار ومجتمع مدني، وقلوب نابضة بالأمل تواصل الحياة وتسير على هامش القنابل وصفقات محاولات التقسيم. وأن هذه الحياة الموازية، هي التي ستفرض نفسها في النهاية على تجار السلاح ومحترفي السياسة، لأن ثقافة الحياة تنتصر دائماً على ثقافة الموت.
وفي ليبيا أجيال تواقة إلى الحداثة وقاعدة فنية تفوق حتى بعض دول المشرق، ومدن أثرية لو كتب لها السلام فستصبح منارة في المتوسط، ولكن العالم لا يريد أن يسمع غير صوت البنادق والصواريخ؟
وفي ليبيا أيضاً معاناة تتعاظم وأخبار أخرى تصيبك بالدهشة وأنت تقرأها، مثل: "أكدت الشركة العامة للكهرباء في العاصمة طرابلس، وصول ثلاث ناقلات للنفط تحمل وقوداً خفيفاً إلى محطات الخليج والخمس والزاوية. وأكد مصدر في الشركة أن كمية الوقود تكفي لمدة شهر واحد، وأنه سوف يتبعها كميات أخرى لاحقاً. وتقدمت الشركة في بيانها بالشكر للمؤسسة الوطنية للنفط لتعاونها في مد تلك المحطات بالوقود الخفيف". يبدو الخبر أقرب إلى مشهد في مسرحية ساخرة، سخرية سوداء بطعم الغرابة والدهشة، لبلد يعتبر من أغنى دول المنطقة ومن أهم منتجي الطاقة في العالم. وعلى الرغم من ذلك فإن الأهالي في طرابلس، يعانون من انقطاع الماء والكهرباء لأيام، ولا يجدون دواءً لأطفالهم ومرضاهم، ويقطعون مسافات طويلة إلى تونس أو القاهرة أو مالطا للعلاج.
ولعلنا نصاب بصدمة ونحن نبحث، كما غيرنا، عن مجريات الأمور في ليبيا ونتجوّل بين عشرات مواقعها المتناقضة بحسب انتماءاتها، فتقرأ أنه "جرت في مقر الاتحاد العام لكرة اليد بطرابلس قرعة كأس ليبيا لفرق المجموعة الأولى"، وأن "رئيس المجلس المحلي في بني وليد، ومدير مكتب السياحة بالمدينة وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني، قاموا بزيارة إلى مدينة بن تليس الأثرية، للاطلاع على الانهيار الذي حصل أخيراً في أحد السراديب التي توصل إلى قصر الحاكم في المدينة الأثرية".
ما يعني أن في ليبيا حياة، فيها رياضة وثقافة وأدب وفكر وآثار ومجتمع مدني، وقلوب نابضة بالأمل تواصل الحياة وتسير على هامش القنابل وصفقات محاولات التقسيم. وأن هذه الحياة الموازية، هي التي ستفرض نفسها في النهاية على تجار السلاح ومحترفي السياسة، لأن ثقافة الحياة تنتصر دائماً على ثقافة الموت.
وفي ليبيا أجيال تواقة إلى الحداثة وقاعدة فنية تفوق حتى بعض دول المشرق، ومدن أثرية لو كتب لها السلام فستصبح منارة في المتوسط، ولكن العالم لا يريد أن يسمع غير صوت البنادق والصواريخ؟
وفي ليبيا أيضاً معاناة تتعاظم وأخبار أخرى تصيبك بالدهشة وأنت تقرأها، مثل: "أكدت الشركة العامة للكهرباء في العاصمة طرابلس، وصول ثلاث ناقلات للنفط تحمل وقوداً خفيفاً إلى محطات الخليج والخمس والزاوية. وأكد مصدر في الشركة أن كمية الوقود تكفي لمدة شهر واحد، وأنه سوف يتبعها كميات أخرى لاحقاً. وتقدمت الشركة في بيانها بالشكر للمؤسسة الوطنية للنفط لتعاونها في مد تلك المحطات بالوقود الخفيف". يبدو الخبر أقرب إلى مشهد في مسرحية ساخرة، سخرية سوداء بطعم الغرابة والدهشة، لبلد يعتبر من أغنى دول المنطقة ومن أهم منتجي الطاقة في العالم. وعلى الرغم من ذلك فإن الأهالي في طرابلس، يعانون من انقطاع الماء والكهرباء لأيام، ولا يجدون دواءً لأطفالهم ومرضاهم، ويقطعون مسافات طويلة إلى تونس أو القاهرة أو مالطا للعلاج.