ليبيا: اضطرابات واسعة النطاق في بنغازي

15 أكتوبر 2014
دعا حفتر إلى الانتفاضة ضد "الإرهابيين" (محمد تركية/فرانس برس)
+ الخط -
تواصلت الاشتباكات داخل مدينة بنغازي، ليل الثلاثاء ـ الأربعاء، بين عناصر تابعة لـ"مجلس شورى ثوار بنغازي"، وآخرين موالين للواء المتقاعد، خليفة حفتر، الذي ألقى كلمة ليلة البارحة حث فيها سكان مدينة بنغازي على الانتفاض المسلح على من وصفهم بالإرهابيين والمتطرفين.

وكانت دعوات ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي دعت إلى الانقضاض على المقرات والمعسكرات التابعة للمجلس، وأماكن تمركز مقاتليه والسيطرة على الشوارع والأحياء في المدينة وقتل مواليه وحرق منازل قادته، تمهيداً لفتح الطريق أمام قوات حفتر المتمركزة في منطقة الرجمة وضواحيها، شرق بنغازي، كي تدخل المدينة.

من جهته، اعتبر "مجلس شورى ثوار بنغازي"، في بيان، أن "الحراك المسلح" الذي ستشهده بنغازي، اليوم الأربعاء، هو محاولة "يائسة" لإنقاذ أتباع ما يسمى بعملية الكرامة على الجبهات.

وفي السياق ذاته، قامت مجموعة مسلحة تابعة لـ"كتيبة 17 فبراير" بشن هجوم، حوالي الثانية من صباح اليوم الأربعاء، على معسكر 204 دبابات، بتنفيذ هجمات انتحارية على المعسكر، أعقبه هجوم بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وأفاد مصدر من الكتيبة عن قرب سقوط المعسكر بين يدي قواته.

على صعيد متصل، شنت مجموعة مسلحة أخرى هجوماً بمختلف أنواع الأسلحة على المعسكر 21 في منطقة "طابلينو" الموالي لحفتر، وما زالت الاشتباكات في محيطه قائمة، من دون أن تعلن مصادر من طرفي الاقتتال أو مصادر طبية عن أعداد القتلى والجرحى.

وفجرت مجموعات ملثمة، من أنصار الانتفاضة المسلحة، بعض المحال التجارية في مدينة بنغازي والمطاعم كمطعم "كودو" في شارع دبي، وإغلاق الطرق المؤدية إلى بعض الأحياء، كحي "بوهديمة" و"السرتية"، وانتشروا في مفترق المساكن في منطقة "بوعطني" ووقعت اشتباكات بينهم وبين قوات تابعة لـ"مجلس شورى الثوار" ما أدى إلى انسحابهم.

وقالت مصادر من المجلس، إن هذه المجموعات المنفذة لما يسمى بالانتفاضة المسلحة ما هي إلا بقايا عسكريين ورجال شرطة مندسين بين السكان المحليين، وهم من سيطر مقاتلو المجلس على مقراتهم ومعسكراتهم، إلى جانب وجود أعضاء جهاز الأمن الداخلي للنظام السابق يدعم هؤلاء، ويعمل على نشر الشائعات وبث روح الخوف والذعر في نفوس الأهالي، وتصميم ملصقات انتشرت عبر فضاء (فيسبوك) تخدم أغراض هذه المجموعات وتعلن عن نواياها لهذا اليوم، إلى جانب إعلاميين وصحافيين يلعبون دوراً في دعم هذا الاتجاه، ومن أبرز القنوات التي تدعم هذا الحراك المسلح قناة "ليبيا أولاً" وقناة "ليبيا الكرامة".

وأفادت المصادر، أن هناك تنسيقاً بين سجناء جنائيين في سجن "الكويفية " في مدخل مدينة بنغازي وسجناء من قادة عسكريين وأعوان النظام السابق في سجن الشرطة العسكرية، مع أشخاص من المحرضين على هذا الحراك والمشاركين فيه من المسلحين لإطلاق سراح السجناء عقب الهجوم على السجن.

وحظيت الانتفاضة المسلحة المدعو لها في مدينة بنغازي، اليوم الأربعاء، بدعم بعض أعضاء مجلس النواب المنعقد بطبرق شرق ليبيا، من أبرزهم، يونس فنوش، الذي يحرض عبر صفحته على موقع (فيسبوك) على ضرورة دعم قوات حفتر في هذا اليوم.

على الصعيد الإنساني، ساد الاضطراب والقلق جراء الاشتباكات والدعوات للانتفاضة، وسط توقعات بأن تتجه الأوضاع نحو الأسوأ.

وشهدت مدينة بنغازي ازدحاماً على محطات الوقود ومحلات وأسواق المواد الغذائية والمخابز، إضافة إلى حالة نزوح جماعي لأسر تركت بيوتها بعد ورود شائعات بأن قوات حفتر ستجتاح مناطق معينة، تقول إن هناك من مقاتلي "مجلس الثوار" من يختبئ فيها ويتخذها منطلقاً لعملياته.

من جهتهم، وصف محللون هذا الحراك والدعوة إلى الانتفاضة المسلحة في بنغازي، بأنه محاولة من اللواء، حفتر وداعميه الإقليميين، لخلق واقع جديد على الأرض، ومراكز تفاوضية تسمح لهم بالمناورة في حال حكمت الدائرة الدستورية في المحكمة العليا الليبية بعدم دستورية مجلس النواب الليبي المنعقد في مدينة طبرق أقصى الشرق الليبي.

ورأى المتابعون، أن مجرد الدعوة إلى انتفاضة مسلحة في بنغازي ضد "مجلس شورى الثوار"، هو إعطاء صك على بياض لقوات "مجلس الشورى" أن ترد برمي الرصاص وقتل كل من يواجهها أو يحمل السلاح أو يقترب من معسكراتها ومقراتها، واجتياح أماكن ونقاط معينة والهجوم عليها وضرب كل من يوجد فيها.

وأشارت معلومات إلى أن مقاتلي المجلس جهزوا سيارات مفخخة تكون جاهزة للتفجير في حال تفاقم الأمر في المدينة وخرج عن السيطرة، كما أن هناك معلومات عن وجود غرفة عمليات كاملة داخل المدينة لمتابعة التطورات، وهناك أيضاً سرايا ومجموعات مسلحة موالية للمجلس جاهزة للتحرك في نواح عدة من المدينة إذا طلب منها ذلك، كما أن هناك صفحات موالية له على موقعي "فيسبوك" و"تويتر" تحرض على التصدي لمن تقول إنهم يحاولون إثارة القلاقل في المدينة وضربهم بيد من حديد، وعدم التهاون معهم بأي حال من الأحوال. خصوصاً وأن معلومات وصلت قادة "مجلس شورى الثوار" تفيد، أن حفتر زود المشاركين في الانتفاضة المسلحة بأموال وأسلحة وذخائر.

المساهمون