كشفت مصادر ميدانية من قوات أمن صبراتة الليبية، وأهالي المدينة، أن غياب التنسيق الأمني خلال عملية مداهمة منازل في مدينة صبراتة ومحيطها، هو ما سهّل تحرك عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وفرض سيطرتهم على مركز المدينة وعدد من مرافقها العامة.
وهاجمت قوة الإسناد الأمني في صبراتة، يوم أمس الثلاثاء، عند الساعة الثالثة ظهراً بتوقيت ليبيا، بعض المنازل بدعوى وجود مقاتلي "تنظيم الدولة الإسلامية" داخلها، بناءً على معلومات من قوة الردع الخاصة بطرابلس.
وأفادت معطيات حصل عليها "العربي الجديد" من مصادر خاصة، بأن مقاتلي التنظيم كانوا على علم مسبق بالهجوم، وكانوا مستعدين له، وعندما انطلقت العملية، ردوا بكثافة وقتال شديد، مع قوات الإسناد الأمني، ومنها انطلقت الخلايا النائمة وفتحت أكثر من جبهة قتال، تضيف المصادر ذاتها.
وقال أحد الضباط الذين شاركوا في القتال، وهو برتبة نقيب، لـ"العربي الجديد"، إنه و"في بداية الاشتباك، ذهبت كعسكري من أبناء المدينة لدعم القوات المهاجمة، ولكن عندما فُتحت أكثر من جبهة، وقع إرباك للقوة الأمنية، ما جعلنا نتراجع أمام مقاتلي داعش. وفقدنا خلال المعركة خمسة من شباب أهل المدينة، وأربعة من أفراد الشرطة عند اقتحام مقاتلي التنظيم لمديرية الأمن هناك".
اقرأ أيضاً: قيادي في "فجر ليبيا": قوات أفريقية في جيش حفتر
وأضاف النقيب الليبي أن سرية "الوادي" دخلت برفقة كتيبة تابعة لأحد الثوار اسمه أحمد العمو، وبعض من الشباب في الاشتباك، موضحاً أنه، وبسبب خلايا تنظيم "داعش" النائمة، داخل صبراتة، كانت المواجهة صعبة، وهذا ما جعلهم يسيطرون على وسط المدينة ومديرية الأمن، وبعض المرافق الحكومية، ومحاولتهم السيطرة على مستشفى المدينة.
وتابع المتحدث ذاته أنهم اضطروا لمعالجة جرحى المواجهة في بعض البيوت القريبة من مواقع الاشتباك، خوفاً من سيطرة التنظيم عليه، وتصفيتهم هناك.
وكشف أن الحصيلة الإجمالية لمن سقطوا خلال عملية الدفاع عن المدينة وصل إلى 16 قتيلاً.
وقال أحد شهود العيان في مدينة صبراتة، لـ"العربي الجديد"، عن تفاصيل المواجهات: "سمعنا أصوات النيران، وعندها عرفنا أن هناك قتالاً بين كتائب الثوار الموجودين في المدينة، ومقاتلي داعش، وخرجنا إلى الشوارع، حيث رأينا التحركات العسكرية، ومع قرابة الساعة العاشرة ليلاً من مساء يوم أمس، تمت السيطرة على وسط المدينة، وتم رفع الأعلام السوداء الخاصة بداعش فوقها، حتى أن راديو صبراتة المحلي قد أقفل".
ورجح المصدر ذاته أن عنصار "داعش" سيطرت على مقر الراديو، كما لاحظ الأهالي أحد أفراد التنظيم ورايته بين يديه فوق إحدى العمارات، واسمها "أبو صبيع"، وهي عمارة معروفة لأهل صبراتة.
وأوضح مصدر "العربي الجديد"، أن تنظيم "الدولة الإسلامية" وضع قناصين فوق مباني عالية وسط المدينة بعد السيطرة عليها.
وانتهت المعركة، حسب مصادر أمنية، بوصول كتائب أمنية من مدينة الزاوية، التي دفعت عناصر "داعش" للتراجع والفرار، مؤكدة أن غياب التنسيق الأمني خلال عملية مداهمة المنازل، هو ما تسبب في الهجوم المباغت الذي شنه عناصر التنظيم على مركز مدينة صبراتة.
اقرأ أيضاً: "داعش" يسيطر على وسط صبراتة الليبية لساعات قبل طرده