توعّد وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، بالرد على إيران، محذراً من أنّ إسرائيل "لن تسمح" لطهران بتحويل سورية إلى قاعدة أمامية ضدها.
وقال ليبرمان، في كلمة أمام مؤتمر هرتسليا الأمني قرب تل أبيب، اليوم الخميس، "لن نسمح لإيران بتحويل سورية لقاعدة أمامية لها ضد إسرائيل. لقد ضربنا الليلة غالبية المواقع والبنى الإيرانية في سورية، وعليهم أن يدركوا أنّه إذا أمطرت عندنا، فسيكون عندهم الطوفان".
وتأتي تصريحات ليبرمان، في وقتٍ قالت فيه إسرائيل إنّ القوات الإيرانية في سورية، شنّت هجوماً صاروخياً على قواعد عسكرية إسرائيلية في مرتفعات الجولان المحتلة، في وقت مبكر اليوم الخميس.
واعتبر ليبرمان أنّ من "يحدد السياسة في إيران، هو المرشد الأعلى علي خامنئي، وليس الرئيس حسن روحاني" واصفاً خطاب الأول، أمس الثلاثاء، بأنّه "فظ" ضد الولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب.
كما رأى أنّ "توجّه إيران اليوم هو نحو التصعيد والمواجهة"، معتبراً أنّ "النظام أمام معضلة بين البقاء، وبين مواصلة المغامرات في إيران ومناطق أخرى".
وقال إنّ "هناك حالة من عدم الهدوء في إيران، لا سيما عند الشباب والطلاب والطبقة الوسطى، وكافة المقاييس الاقتصادية تشير إلى انهيار الاقتصاد"، مضيفاً "لا صراع لنا مع الشعب الإيراني، نحن لا نحاول المس بهم، وآن الأوان لأن نتعاون جميعاً في مجالات العلم والطاقة، لا تبذير الطاقات على صراعات يبدو في القرن الحادي والعشرين أنّه لا لزوم لها".
وأكد ليبرمان أنّ "الصراع حالياً محدود بين إسرائيل وبين فيلق القدس في سورية"، مضيفاً "نحن نحاول ضمان أمن الإسرائيليين، وليس لنا مطامع باحتلال سورية، ولا نتدخل في الحرب الدائرة فيها"، مطالباً بأن يتوقف الإيرانيون عن الحديث عن إبادة دولة إسرائيل، بحسب تعبيره.
كذلك، أشار الوزير الإسرائيلي إلى أنّ إيران "تحاول للمرة الأولى المس بأراضينا وسيادتنا"، متحدّثاً عن "مرحلة جديدة يجب الحذر خلالها، وعدم الانجرار وراء الاستفزازات".
وتابع أنّ رئيس النظام السوري بشار الأسد "يحارب من أجل البقاء، ونظامه القاسي لا يتردد في قتل مواطنيه"، مضيفاً أنّ الأسد "قتل نحو 600 ألف سوري، خلال 7 سنوات من الحرب الأهلية بمساعدة حزب الله وإيران والمليشيات الشيعية".
ورأى أيضاً أنّه "بدون الدعم الإيراني والميلشيات، لم يكن نظامه ليصمد، ولذلك قدرته على معارضة السياسة الإيرانية محدودة للغاية".
كما تطرّق ليبرمان إلى الوضع في لبنان، بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت الأحد، فقال إنّ "الانتخابات الأخيرة في لبنان، كانت عملياً إكمال حزب الله لسيطرته على لبنان بشكل ديمقراطي، وقد نجح هتلر بالوصول للحكم بطرق ديمقراطية".
واعتبر أنّ "سيطرة حزب الله على لبنان، تعني أيضاً سيطرته على الجيش اللبناني الذي سيعمل من الآن تحت إشراف حزب الله، وهذا واقع جديد. لا نريد العودة للبنان لكننا نواصل الحفاظ على حدود هادئة معه"، على حد قوله.
وشدد لبيرمان على أنّه "لا يمكن الاعتماد على القوة العسكرية، وهناك حاجة لقوة دبلوماسية"، معتبراً أنّ "ما يميز إسرائيل هو قدرتها على العمل مع القوتين العظميين الولايات المتحدة وروسيا"، معترفاً بالوقت عينه بأنّ "مصالحنا في سورية مع روسيا ليست متطابقة، ولكن بفضل التنسيق يمكن الامتناع عن الاحتكاك"، كما قال.
وذكر أنّه تحدّث، الليلة الماضية، مع الروس والأميركيين بشأن ما يحدث في سورية، محذراً من "مظاهر النشوة أو الاستخفاف لأنّه لا يمكن تحقيق كل شيء بالقوة العسكرية، ويجب إكمال ذلك بالتحرك الدبلوماسي".
وقال ليبرمان إنّه "آن الأوان لتشكيل محور معتدل علني في المنطقة، وعلى دول المحور المعتدل أن تخرج من الخزانة".