ليالي أبو نؤاس في رمضان تخرج ساسة العراق من حصونهم
براء الشمري
حيدر الطفيلي الذي يمتلك مطعماً للسمك المسكوف على رصيف شارع أبو نؤاس قال لـ"العربي الجديد"، إنّ رمضان هذا العام مختلف لأنه يشهد إقبالا غير مسبوق على مأكولاتنا.
وأضاف: "لا يفصلنا عن المنطقة الخضراء سوى نهر دجلة، إلا أننا لم نكن نشاهد أيا من الساسة الذين كانوا غالبا ما يرسلون حماياتهم ليحضروا لهم الطعام"، مبينا أنه شاهد عددا من النواب الذين خسروا الانتخابات على حدائق أبو نؤاس.
وتساءل "لماذا تذكر هؤلاء اليوم أنّ عليهم أن يعيشوا ويتصرفوا ويأكلوا مثل بقية الناس؟ هل هي الصحوة؟ أم أن خسارتهم الانتخابات هي التي جعلتهم يشعرون بقيمة الشعب؟" موضحا أن كبار الضباط يأتون أيضا مع أسرهم إلى مطاعم أبو نؤاس لتناول وجبة الفطور المصحوبة بالسمك المسكوف.
و"سكف" السمك طريقة عراقية تعتمد على شويه بعد إضافة خلطة من التوابل تمنحه مذاقا مختلفا.
ولا يرى الحاج حامد الفضلي وهو صاحب مقهى في شارع أبو نؤاس أية قيمة لوجود سياسيين على الشارع، مؤكدا لـ"العربي الجديد" أن خروجهم من قلاعهم وحصونهم وجلوسهم مع عامة الناس لا يمكن أن يعتبر فضلا بأي حال من الأحوال.
وحذّر من قيام بعض السياسيين بتعكير هذه المنطقة التي تعتبر متنفسا لكثير من العراقيين الذين يتدفقون عليها بكثافة، بسبب طواقم حمايتهم والعربات المصفحة التي تأتي للشارع فتغلق المكان.
أمّا الإعلامي محمد القيسي الذي غالبا ما يرتاد أبو نؤاس ليلا، فقد أكد أن الشعب يجب أن يعاقب من تخلى عنه سابقا، موضحاً لـ"العربي الجديد" أنّ السياسيين الذين تعودوا أن يسيروا بمواكب كبيرة وحمايات ضخمة لا يمكن أن يختلطوا بالناس من دون مصلحة.
وأضاف ساخرا "أخشى على تماثيل شهرزاد وشهريار الموجودة في حدائق أبو نؤاس من أيدي الساسة التي طاولت بخفتها ثروات البلاد طيلة الخمسة عشر عاما التي أعقبت سقوط نظام صدام حسين عام 2003".