لولوة الخاطر: قطر مستعدة لمواجهة كورونا

13 ابريل 2020
لولوة الخاطر: أنشأنا مستشفيات سعتها 12 ألف سرير(معتصم الناصر)
+ الخط -
أكدت مساعدة وزير الخارجية القطري المتحدثة باسم اللجنة العليا للأزمات، لولوة الخاطر، جاهزية الدولة واستعدادها العالي لمواجهة فيروس كورنا الجديد.

وقالت الخاطر، في مقابلة مع برنامج "لقاء خاص"، بثه التلفزيون العربي، مساء الاثنين، إن جائحة فيروس كورونا أزمة عالمية، ولكن قطر من أكثر الدول جاهزية لمواجهة مثل هذه الأزمات، مضيفة أن دولة قطر بنت مستشفيات ميدانية بسعة 12 ألف سرير، عدا المستشفيات القائمة التي خُصص جزء منها لحالات فيروس كورونا، وهي لم تلجأ بعد للقطاع الخاص، الذي سيتم تخصيص جزء منه لاستقبال حالات فيروس كورونا إذا اقتضت الحاجة.
وأضافت الخاطر، أن كل من يعيش على أرض قطر، يستطيع الحصول على الخدمات الطبية كاملة، خصوصا في حالة الإصابة بفيروس كورونا مجانا بالكامل، ولجميع الفئات من دون استثناء أو تمييز.
ولفتت ألى أن تجربة حصار قطر عام 2017، دفعتها إلى الاعتماد على الذات، حيث يتوفر لديها الآن مخزون استراتيجي من الغذاء يكفي لأكثر من عام، وتعمل على تعزيزه، وهي تحتل المركز الأول عربيا، والثالث عشر عالميا في الأمن الغذائي.
وأشارت الخاطر إلى أن قطر باشرت منذ عام بإنشاء مصانع للأدوية، وهي تعمل الآن على تأسيس مصانع للمطهرات والكمامات والمعقمات.
وحول الإجراءات التي اتخذتها الدولة لمواجهة تبعات فيروس كورونا على الاقتصاد، قالت الخاطر، إنه جرى اتخاذ سلسلة من الإجراءات بعضها إجراءات سريعة، وبعضها على المدى البعيد، كما تمّ بناء على توجيهات أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ضخ 75 مليار ريال قطري، لدعم الاقتصاد القطري، منها ثلاثة مليارات كقروض للقطاع الخاص.
كذلك لفتت الخاطر إلى الثقة العالية للمستثمر الأجنبي بقوة الاقتصاد القطري وقدرته على امتصاص الأزمات، إذ طرحت دولة قطر سندات بقيمة 10 مليارات دولار، اجتذبت 40 مليار دولار، مضيفة أن هناك مؤشرا مهما جدا يتمثل بما أعلنته "قطر للبترول" عن استمرار التوسع في إنتاج الغاز المسال، وأنه لن يتوقف بسبب الأزمة، فالخطط مستمرة رغم الصعوبات، ونحن نحاول أن نحفز القطاع الخاص في قطر، بحيث لا يتأثر هذا القطاع ولا يتأثر الأفراد المقيمون في البلاد.
وحول الإجراءات المتخذة في المنطقة الصناعية في الدوحة، قالت الخاطر إنه جرى إغلاق جزء من المنطقة الصناعية بعد اكتشاف مجموعة من السلاسل الانتقالية لفيروس كورونا، لمصلحة سكان المنطقة وللمصلحة العامة، وتزامن الإغلاق مع القيام بإجراءات صحية من خلال ثلاث وحدات متنقلة أجرت آلاف الفحوصات، ووضعت ثلاثة مراكز صحية في خدمة سكان المنطقة، التي تصلها يوميا ألف مركبة محملة بالمواد الغذائية والصحية، وقد أجريت عمليات تطهير للمنطقة من قبل وزارة البلدية، وسنقوم قريبا بإعادة فتحها تدريجيا.



وبخصوص تطبيق "احتراز"، قالت الخاطر إن هدفه الوحيد الإسراع في تحديد السلاسل الانتقالية. وأضافت: "ما يقوم به تطبيق "احتراز" ببساطة، أنه في حال اكتشاف حالة إصابة إيجابية يقوم التطبيق برصد كل الأماكن التي ذهب إليها الشخص أو الأشخاص الذين جرى الاختلاط بهم، ويرسل إليهم رسائل نصية للحصول على الخدمة الصحية وتكون لهم الأولوية في الخضوع للفحص الطبي للتأكد من عدم إصابتهم بفيروس كورونا.
وشددت على أن "الجهات المختصة، معنية بالحفاظ على الخصوصية، وأن المعلومات لن تكون متاحة إلا للطواقم الطبية، وهذه الطواقم أصلا لديها جميع المعلومات، والفرق الوحيد أنهم سيكونون أكثر كفاءة".
وعما إذا كان التطبيق اختياريا، قالت الخاطر: "نحاول أن نشجع الناس على تحميل التطبيق، ودراسة أفضل الممارسات من تجارب الدول بهذا الشأن. وبناء على المصلحة العامة سنقرر ذلك".
كذلك تطرقت الخاطر لقضية الإغاثة للمواطنين البحرينيين الذين كانوا عالقين في مطار حمد بالدوحة، واستضيفوا فيها، وقالت إن جهود قطر ساهمت في إيصال مليون إنسان إلى بلدانهم، بعضهم من خلال رحلات تجارية، وبعضهم الآخر من خلال رحلات إجلاء، شملت على سبيل المثال 100 ألف مواطن بريطاني و70 ألف ألماني و45 ألف فرنسي، وإجلاء الآلاف من رعايا دول أوروبية أخرى وموظفين من الأمم المتحدة في العراق.


ومضت قائلة: "نحن بسعينا هذا لم نكن نقصد جنسية بعينها، بقدر ما نقصد المساعدة الإنسانية عموما. إذا كنا نساعد جميع دول العالم فكيف بأشقائنا البحرينيين، أما ملابسات موضوع مجموعة من الأشقاء البحرينيين والذين كانوا في إيران وحَجَزوا على الخطوط القطرية للسفر إلى سلطنة عمان، ومن ثم كان هناك رحلة لطيران الخليج للسفر من مسقط إلى المنامة، لكننا فوجئنا بإلغاء هذه الرحلة لأسباب نجهلها ولا نعلمها، فبقي الأشقاء عالقين عندنا في مطار حمد الدولي في الدوحة، فخاطبنا الجهات المعنية في البحرين فكان الرد سنعمل على إجلائهم من دون تحديد سقف زمني، وربما يطول ذلك أو يقصر، فهل كان علينا أن ترك البحرينيين في المطار؟"، تتساءل الخاطر.
وبعدما أكدت أن "المسألة ليست سياسية، بل إنسانية، والملف أُغلق من ناحيتنا"، تابعت الخاطر: "ما قمنا به هو الإجراء ذاته الذي قمنا به مع جميع الأصدقاء والأشقاء، إذ تم وضعهم في أحد الفنادق المخصصة للحجر الصحي وإجراء الفحوصات الطبية لهم، ثم قررت البحرين إرسال طائرة لإجلائهم. ولم يكن لدينا أي مشكلة، في ذلك. وقد كنا عرضنا على البحرين طائرة خاصة تقوم بإيصالهم إلى البحرين، لكنهم لم يقبلوا، وقاموا بإرسال طائرة تصنيع عام 1979 لم يعد أحد يستخدمها، ولم يكن بها منقيّات هواء".

المساهمون