لورا التي تقاوم

14 أكتوبر 2015
+ الخط -
كانت لورا إنسانة من نوع خاص. هي فنانة بالأصل، لكن المرض أخذ منها الكثير. استنفد كل طاقاتها، فهي تعاني كثيراً، ويأبى المرض أن يفارقها، وكلما ظنت أنه ذهب بلا عودة، يأتي بشكل جديد، وكلما حاولت أن ترفضه أو تتناساه، يعود ويهاجمها بقوة أكبر وأعنف. تكون، أحياناً، عادية، وتتعامل بشكل عادي. وأحياناً أخرى، تصبح كئيبة، وتظل تبكي ساعات متواصلة، ثم تتصالح مع الحياة، وتقبل عليها بتفاؤل، أو قد تكون حانقة عليها، وعلى كل ما فيها، تقلبات مزاجها لا يفهمها إلا من يعرفها ويعرف مشكلتها، ومعاناتها، فأوجاعها مؤلمة وكثيرة.
بلغ منها المرض درجةً أصبح هو من يسيطر عليها، وعلى جسدها، وكأنه قوة خارجية تملكتها، ولا تستطيع معها حولا ولا قوة. تذهب في دروب غريبة، يشعر كل من حولها بضيق شديد، وبصعوبة التعامل معها. نعم، إنه المرض الذي يتحكّم بها، وليست هي من تتحكم به، وكأن هناك انفصال بينها وبين جسدها، وكأنهما اثنان في جسد واحد، يتعاركان كل يحاول الانتصار على الآخر. ولكن، من دون جدوى، ففي كل يوم تكون الغلبة لأحدهما على الآخر. هي تقول إلى متى سأظل هكذا، أتعارك أنا وذاتي، أنا ومرضي وسقمي، أريد حلا! إما أن أغلبه، أو يغلبني وتكون النهاية، فأرتاح من كل هذا العذاب.
96C4D61E-8801-4C34-9F6A-A9AEED67B0A0
96C4D61E-8801-4C34-9F6A-A9AEED67B0A0
منال فتياني (الأردن)
منال فتياني (الأردن)