وقال وزير الخارجية الفرنسي، إثر لقائه الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، ورئيس الوزراء حيدر العبادي، ورئيس البرلمان سليم الجبوري، إن "العملية الانتخابية (التشريعية) في العراق، يجب أن تتم في أفضل الظروف وأن تعتمد على منطق شامل، باحترام كافة الطوائف"، مضيفاً "نحن في مرحلة يحتاج فيها العراق إلى الاستقرار وإعادة الإعمار والمصالحة، وهذه الأمور الثلاثة مجتمعة تسمح بإجراء انتخابات سليمة وحكومة شاملة".
وأضاف لودريان، الذي يشارك غداً في مؤتمر الكويت لإعادة إعمار العراق، "كنا متواجدين في الحرب ضد "داعش"، ويجب أن نكون حاضرين في السلام"، مشيراً إلى أن "العراق بلد غني. بمجرد دخول عملية إعادة الإعمار حيز التنفيذ، سيجد المصادر الضرورية لتمويلها".
من جهة أخرى، أيد الوزير الفرنسي، محاكمة "الجهاديين" الفرنسيين المعتقلين في العراق، رافضاً بشكلٍ قاطع حُكم الإعدام المعمول به في القانون العراقي.
وهناك فرنسيتان معتقلتان في العاصمة العراقية، بالإضافة إلى شيشانية، لانضمامهن إلى تنظيم "داعش" الإرهابي، وبانتظار محاكمتهن التي قد تصل عقوبتها إلى الإعدام.
وفي هذا الشأن، قال لودريان، إن "هؤلاء النسوة كن مقاتلات ضد فرنسا. لم يأتِن إلى العراق للسياحة، بل جئن لمحاربة مبادئنا"، مشدداً على أنه "يجب أن يحاكمن في الأماكن التي ارتكبن فيها جرائمهن، أي في العراق"، ومذكراً، أن الأطفال فقط هم من يمكن إعادتهم إلى فرنسا.
لكن الوزير الفرنسي أضاف، "صحيح أن عقوبة الإعدام معمول بها في العراق، ولكنها موجودة أيضاً في الولايات المتحدة. هذه ليست حالة خاصة"، مؤكداً "معارضة بلاده الدائمة" عقوبة الإعدام، وهو موضوع "أثاره" مع العبادي، مشدداً على أنه "كما يحكم في كل مرة على فرنسي بالإعدام، سنتحرك بقوة لتأكيد موقفنا. لكن، حتى الآن، لم تبدأ الإجراءات بعد".
وكان لودريان، قد وصل، صباح اليوم، إلى بغداد، على رأس وفد رسمي رفيع، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية العراقية، وذلك بالتزامن مع بدء أعمال مؤتمر إعادة إعمار العراق في الكويت، والذي تشارك فيه باريس، عبر وفد وزاري وممثلين عن شركات فرنسية كبرى.
وقال بيان لوزارة الخارجية العراقية، تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، إنّ "وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، استقبل نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، في مطار بغداد الدولي"، مضيفاً أنّ "لودريان سيبحث مع المسؤولين العراقيين إعادة إعمار المناطق المحررة في العراق، من قبضة تنظيم داعش".
في السياق ذاته، قال عضو لجنة العلاقات العراقية الفرنسية، سلام الخصاف، لـ"العربي الجديد"، إنّ الزيارة "تأتي في سياق إنشاء قاعدة تفاهمات مع الجانب العراقي، قبل انتقال الوزير الفرنسي إلى الكويت".
وأوضح أنّ "الفرنسيين يرغبون بتقديم دفعة مساعدات للعراق، تتعلّق بقطاع التعليم والصحة في المدن المدمرة".
وبدأت، اليوم الإثنين، أعمال مؤتمر إعادة إعمار العراق، في العاصمة الكويتية، وتستمر حتى يوم الأربعاء المقبل، وسط توقّعات بحضور أكثر من 70 دولة وألفي شركة استثمارية، بالإضافة إلى عشرات المنظمات الخيرية، في سعي إلى ضخ مزيد من الأموال لإعادة إعمار المدن العراقية المتضرّرة بفعل الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي.
(العربي الجديد)