لوبوان: السيسي يشهر ورقة التقرب من موسكو لإزعاج واشنطن

16 يونيو 2015
قواسم كثيرة تجمع بين السيسي وبوتين (الأناضول)
+ الخط -
ذكرت مجلة "لوبوان" الفرنسية أنه في الوقت الذي أدارت فيه مصر ظهرها لحليفها الأميركي التقليدي، استغل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هذا الوضع لصالحه من أجل التموقع بشكل أفضل بالضفة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط.

المجلة الفرنسية أوضحت أن عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين بينهما الكثير من القواسم المشتركة، مشيرة إلى أنه في 10 يونيو/ حزيران الماضي قامت الغواصات الروسية والمصرية بشن مناورات بحرية، بالقرب من الإسكندرية.

ورأت المجلة الفرنسية أن هذه المناورات العسكرية تعد تحولا كبيرا، لاسيما أن آخر مناورة مشتركة بين القاهرة وموسكو تمت في العام 1972، وهو ما يجسد، حسب "لوبوان"، حالة الاستياء لدى الماريشال السيسي إزاء الحليف الأميركي التقليدي لمصر، وحالة الانجذاب الروسي لاستغلال هذا الفتور في العلاقات.


كما أشارت المجلة الفرنسية إلى أن العامين الماضيين سجلا عودة قوية للروس إلى مصر، بعد وصول السيسي إلى السلطة، في يوليو/ تموز 2013، موضحة أن السوفييت يعرفون جيدا البلاد، لاسيما أنهم كانوا مستشارين عسكريين للجيش المصري في حقبة جمال عبد الناصر، قبل أن يتغير هذا الأمر في العام 1972، بعد وصول الرئيس أنور السادات إلى الحكم، وهو ما توج بحصول مصر على مساعدات أميركية تفوق قيمتها 2 مليار دولار، يحصل الجيش المصري على معظمها.

"لوبوان" أوضحت أن هذا الوضع سيدوم على حاله حتى ظهور الربيع العربي، مؤكدة أنه في يناير/ كانون الثاني 2011، لم تقم واشنطن فحسب ببذل أدنى جهد للدفاع عن حليفها السابق، حسني مبارك، الذي أطاحت به الثورة الشعبية، ولا بدعم الاتفاق الضمني بين كبار الضباط لضمان استمرار نفوذهم، لكن الولايات المتحدة الأميركية قامت كذلك بالترحيب بوصول مرشح الإخوان المسلمين، الرئيس محمد مرسي، إلى السلطة عن طريق صناديق الاقتراع.

إلى ذلك، أكدت المجلة الفرنسية أنه منذ عدة عقود، تعتبر الدبلوماسية الأميركية أن وصول الإسلاميين إلى السلطة يعد النتيجة "المنطقية" لتحول سياسي ديمقراطي داخل البلدان العربية. وبالتالي، لم تنظر واشنطن بعين الرضى للانقلاب الذي شنه الجنرال السيسي في 3 يوليو/ تموز 2013، باسم الجيش، على الرئيس المنتخب محمد مرسي، وهو ما دفع واشنطن لوقف دعمها العسكري للقاهرة، وتعطيل تسليم صفقات السلاح الموقعة سابقا.

في المقابل، أشارت المجلة الفرنسية أن الرئيس المصري منزعج جدا من الإدراة الأميركية التي لم تقم فحسب بقطع الإمدادات عن الجيش، لكنها وجهت كذلك انتقادات صريحة للسياسة التي ينهجها، لا سيما في مجال انتهاك حقوق الإنسان في التعامل مع الإسلاميين والمعارضة الديمقراطية والعلمانية.

كما أوضح مقال "لوبوان" أن بوتين والسيسي لديهما الكثير من القواسم المشتركة تجعل التواصل بينهما سهلا، فكلاهما اشتغل بالجيش، وتحديدا داخل مصالح الاستخبارات، ويحملان سويا كراهية متساوية للإسلاميين، ويود كلاهما رد الصاع صاعين للولايات المتحدة الأميركية. حالة الوئام هذه توجت بزيارة بوتين للقاهرة في ثلاث مناسبات خلال 2014، فيما أصبحت مصر أول مقتن للقمح الروسي، بينما تقوم روسيا بإرسال المزيد من السياح لمصر.

واعتبرت المجلة الفرنسية أن هذا التقارب الروسي المصري، هو ما دفع واشنطن إلى إعادة المساعدات العسكرية، بشكل جزئي، لمصر بداية العام 2015، ورفعها الحظر عن تسليم بعض الأسلحة، مع استمرارها برفض تسليم مروحيات "أباتشي" التي تطلب القاهرة الحصول عليها.

اقرأ أيضاً: زيارة السيسي إلى روسيا: رسائل إقليمية ودولية
اقرأ أيضاً: الأسد وبوتين يؤزّمان علاقة السعودية والسيسي
اقرأ أيضاً: صحيفة فرنسية: مصر اشترت طائرات "رافال" بدون الحاجة إليها

المساهمون