وقال أرباب الأسر، إن الأسعار الملتهبة، في بداية الشهر الفضيل، ليست في متناول الآلاف من العائلات بالنظر إلى تدني الأجور وانخفاض سعر الدينار الجزائري.
ولا تتغير العادات الجزائرية المرتبطة بمائدة الإفطار، خلال أيام شهر رمضان، إذ تعودت الأسر على تحضير أطباق شهية قوامها العديد من الخضر والتوابل واللحوم، ومختلف أصناف المأكولات الدسمة والمتنوعة بألوانها.
ولم تخف السيدة سكينة دهشتها لارتفاع أسعار الخضر والفواكه، وعجزها عن تغطية حاجيات أسرتها، لأن ميزانيتها لا تسمح، بحيث تقول لـ"العربي الجديد"، إنها قصدت سوق باب الوادي غرب العاصمة الجزائرية، لاقتناء بعض لوازم مائدة الإفطار، لكن الأسعار الملتهبة صدمتها، خصوصاً في ظل انخفاض قيمة الدينار.
وأضافت "بحساب الأثمان الحالية، فإن إعداد "طاجين الحلو"، الوجبة التي لا يمكن للجزائريين الاستغناء عنها في مائدة رمضان، يكلف أكثر من 2000 دينار لأسرة لا يتعدى عدد أفرادها ستة، ويتضاعف السعر في حال زاد عدد الأفراد، ناهيك عن الأطباق الأخرى، وخصوصاً "الشوربة" و"طاجين الزيتون" و"البوراك" و"السفيرية"، وكلها مأكولات تحتاج إلى صنوف الخضر واللحوم والتوابل، التي تزين المائدة الرمضانية".
من جهته، قال المواطن سيد علي لـ"العربي الجديد"، إن الأسعار مرتفعة جداً بالمقارنة مع أجور الموظفين، بحيث توقع انخفاض الإقبال على الشراء في الأسواق، لافتاً إلى أن "غالبية الأسر، تلجأ للديون من أجل إتمام شهر رمضان، الفقير لا يمكنه إتمام الشهر الفضيل دون الاستدانة".
من جانبها، قامت وزارة التجارة بتهيئة 70 سوقاً في شهر رمضان عبر مختلف الولايات من أجل الحفاظ على القدرة الشرائية للجزائريين وتموينهم بالمواد الغذائية بأسعار معقولة، بحيث كشف وزير التجارة، بختي بلعايب، في تصريحات صحافية، أن الأسعار خفضت من 10 إلى 20 في المائة مقارنة بالأسواق الأخرى في أول رمضان، كما جندت المصالح الوزارية 8 آلاف مراقب في الأسواق لمكافحة ظاهرة التخزين غير القانوني، التي تهدف إلى رفع الأسعار خلال شهر رمضان.
وفي جولة بإحدى أسواق منطقة "باب الزوار"، غرب العاصمة الجزائرية، كان لافتاً أن الأسعار في الأسواق التي تدعهما الحكومة كانت منخفضة، حيث بلغ سعر البطاطس 22 ديناراً، فيما بلغ 35 ديناراً في الأسواق العادية، أما الطماطم فبلغ سعرها 80 ديناراً، فيما وصل سعرها إلى 100 دينار في الأسواق العادية، بينما بلغ سعر الكيلوغرام من لحم الخروف إلى 1250 ديناراً، بينما بلغ سعره في الأسواق العادية 1350 ديناراً.
وكانت الحكومة الجزائرية قد أعلنت أن 2016، ستكون سنة صعبة بسبب انخفاض أسعار النفط، بحيث خسرت البلاد أكثر من 90 مليار دولار أميركي بسبب انهيار أسعار البترول في الأسواق العالمية، وهو ما تأثرت به أسعار المواد الاستهلاكية بالنظر إلى انخفاض سعر العملة المحلية، ما تسبب في ارتفاع كبير أثر بدوره على جيوب الجزائريين، ليكون رمضان 2016 أول شهر في زمن التقشف بعد 15 سنة من البحبوحة المالية.