لهما وحلُ المخيّم

11 يناير 2015
لا يأبهان لأقدامها شبه الحافية.. ويلعبان (فريق فرج/الأناضول)
+ الخط -

في وحل المخيّم، يلعب الصغيران العراقيان.

بعيداً عن منزلَيهما حيث تركا جزمتَيهما الشتويّتَين الدافئتَين، يلعبان في الوحل البارد.

لا يأبهان لأقدامها شبه الحافية، ولا لانخفاض الحرارة التي تسجّل درجة واحدة دون الصفر. فالأمطار توقّفت، وسُمِح لهما أخيراً بالخروج إلى الساحة. هذا ما يهمّهما.

هنا، في مخيّم أربات في إقليم كردستان العراق، وتحديداً في مدينة السليمانيّة، يعيشان منذ أشهر تطول مع عائلتَيهما.

مذ بدأ فصل الشتاء، يُحتجزان في خيمتَيهما. فذووهما لم يصدّقوا في الأمس، أنهم نجحوا في إنقاذهما من مسلحي تنظيم الدولة الإسلاميّة (داعش) الذين هجّروهم من بلدتهم. واليوم، لن يسمحوا للصقيع أن يجمّد أطرافهما وقلبَيهما ويخطفهما منهم.

في مخيّم أربات، قليلة هي المعونات التي تصل اللاجئين العراقيّين، وصغارهم لم يحصلوا أسوة بلاجئي المخيّمات الأخرى - لا سيّما مخيّم دياربكر التركي - على أحذية دافئة وسترات واقية من الريح ولعب محشوّة على شكل حيوانات.

لكن للصغيرَين وحل مخيّمهما، وهما سعيدان باللعب فيه.. ويكفيهما.

عندما وصلا إلى هذه البقعة بعد مسير طويل تحت أشعّة شمس حارقة في أوائل فصل الصيف الماضي، راحا يلعبان في هذه الساحة ويتشقلبان على عشبها الأخضر وترابها الدافئ. هو التراب نفسه التي يُغرِق أقدامهما الصغيرة اليوم، وقد تشرّب مياه أمطار سقطت غزيرة في الأيام الماضية.