لهذه الأسباب لن يكون سهلاً الوثوق بالسيارات ذاتية القيادة

24 مارس 2019
سعر السيارات ذاتية القيادة أحد عراقيل انتشارها (Getty)
+ الخط -

رغم الخطوات المتسارعة التي اتخذتها العديد من شركات السيارات العالمية لتطوير مركبات ذاتية القيادة تكون قادرة على المنافسة خلال السنوات القليلة القادمة، إلا أنه لن يكون سهلا للكثيرين الوثوق بهذه السيارات، خاصة ما يتعلق بعوامل الأمان الكافية والقوانين المنظمة لوجودها.

وذكرت مجلة "فوربس" الأميركية، في تقرير في فبراير/شباط الماضي، أن جميع كبار صانعي السيارات في العالم ضخوا استثمارات ضخمة في تكنولوجيا المركبات ذاتية القيادة. وقد شهد العام الماضي 2018 العديد من المشاريع النموذجية والتجارب التي تمت على الطرق السريعة وشوارع المدن.

وأضافت المجلة أنه، بنهاية العام الجاري 2019، ربما لا نكون جميعا جالسين في المقعد الخلفي للسيارة بصدد تصفح الفيسبوك، بينما يقوم برنامج آلي بتولي القيادة، ولكننا سنكون أقرب من أي وقت مضى إلى ذلك اليوم.

لكن الواقع يشير إلى عكس ما ترنو إليه الشركات، فلا يزال الغالبية من العملاء المحتملين يخشون هذه النوعية من المركبات، كما أن ثغرات جسيمة كشفت عن أن السيارات ذاتية القيادة لا يمكنها التعامل مع أصحاب البشرة السمراء، ما يزيد التكهنات بارتفاع الحوادث الناجمة عنها، فضلا عن محدودية سوقها في بعض الدول.

ووفقا لمسح أجرته جمعية السيارات الأميركية، فإن 71 في المائة من الأميركيين يخشون ركوب السيارة ذاتية القيادة، بينما كانت هذه النسبة تبلغ 63 في المائة في أواخر عام 2017، ما يشير إلى تزايد القلق حيال هذه المركبات، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية، في وقت سابق من مارس/آذار الجاري.

وفي إحدى القضايا البارزة، اصطدمت سيارة أوبر ذاتية القيادة وقتلت امرأة في ولاية أريزونا، في 18 مارس/آذار من العام الماضي 2018، وصدر حكم قضائي مؤخرا بأن شركة "أوبر" لم تكن مسؤولة جنائيا في الحادث.

وفي وقت لاحق من الشهر نفسه، قُتل سائق كان يحمل سيارته تسلا على "الطيار الآلي" في ماونتن فيو، بكاليفورنيا، ومن المحتمل أن يكون لهذه الحوادث تأثير على الطريقة التي ننظر بها جميعًا إلى الثورة القادمة في السيارات الآلية. ووفق المسح، فإن 44 في المائة من الأميركيين يرحبون باستخدام المركبات ذاتية القيادة لتوصيل الطعام والمتعلقات الشخصية.

ووقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب في صف الخائفين من السيارات ذاتية القيادة، فقد ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي مؤخرا أن ترامب تحدّث، في سياق غير علني، عن اعتقاده بأن ثورة السيارات ذاتية القيادة أمر "مجنون"، وأنه "لن يسمح أبدا لكمبيوتر بقيادة سيارة يكون في داخلها".

وبجانب الشعور بعدم الأمان، فإن السيارات ذاتية القيادة ستكون عدائية تجاه أصحاب البشرة الداكنة، فحظوظ هؤلاء بالتعرض لحادث من قبل هذه السيارات سيكون أكبر من أصحاب البشرة البيضاء، بحسب دراسة نشرها معهد جورجيا التقني، في وقت سابق من مارس/آذار الجاري، وذلك كونها قد تكون قادرة على تمييز الأشخاص البيض أكثر من غيرهم.

وقال جيمي مورغنسترن، أحد القائمين على هذه الدراسة: "أهم ما خلصنا إليه هو أنه يجب التأكد من أنظمة الرؤية والتعرف على هذه السيارات".

وباتت شركات السيارات تتوخى الحذر عند حديثها عن السيارات ذاتية القيادة، فبجانب عوامل الأمان المشددة التي تتطلبها هذه النوعية من السيارات، فإن كلفتها عالية، خاصة في ظل التكنولوجيا المطلوبة وتعقيداتها.

وفي معرض جنيف للسيارات، الذي استمر في الفترة من 7 إلى 17 مارس/آذار الجاري، ظهرت السيارات الكهربائية بشكل جلي، بينما لم تسجل المركبات ذاتية القيادة حضوراً. وقال رئيس مجلس إدارة شركة فولكسفاغن الألمانية، هربرت ديس، في تصريحات على هامش المعرض، وفق فرانس برس: "لقد تبخّر جزء كبير من الحماسة".

كما قال توماس موريل، المسؤول عن السيارات في شركة ماكينزي: "ثمة عراقيل عدة يجب تجاوزها" ومن بينها السعر، موضحا "تحتاج السيارة لكي تكون ذاتية القيادة إلى 50 ألف يورو، على صعيد التكنولوجيا فقط". وتوقع أن تشكل السيارات ذاتية القيادة، بحلول عام 2030، نحو 15 في المائة من السوق، في أكثر السيناريوهات تفاؤلا، وأقل من 3 في المائة في السيناريو الأسوأ.

المساهمون