لهذه الأسباب تعثرت معارك الموصل

30 مارس 2016
المعارك تعثرت لعدة أسباب أولها الألغام (Getty)
+ الخط -
بيّنت عدّة مصادر عراقية العقبات التي تعترض المعركة العسكرية في نينوى ضدّ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، والتي سُميت بعملية "الفتح"، وأعلنت القوات الأمنية عن توقفها بسبب الأحوال الجوية قبل يومين.

وقال النقيب فراس حسين الحمداني من قوات تحرير الموصل المساندة للجيش العراقي لـ"العربي الجديد"، إن "المعارك تعثرت لعدة أسباب، أولها الألغام، وسيطرة "داعش" على تلال مرتفعة، بينما مواقعنا منخفضة يسهل استهدافها، فضلاً عن وفرة الانتحاريين لدى التنظيم وسوء الطقس الذي حرمنا من الغطاء الجوي الأميركي".

من جهته، أكد مصدر عسكري عراقي البدء بإعادة النظر في الخطة المرسومة للمرحلة الأولى لتحرير الموصل. وأضاف أن ما تحقق لا يتناسب مع حجم التجهيزات، إذ خسرنا رهان تحقيق "الصدمة الأولى للعدو" في أول هجوم.

وأشار إلى أن المرحلة الأولى تقضي بتحرير 51 قرية حتى منتصف مايو/ أيار المقبل، غير أن المعطيات تشير إلى أننا نتطلب وقتاً أكثر من ذلك". وتابع "نحن نتحدث عن مسافة 47 كليومتراً قبل الوصول إلى حدود الموصل وهذه المناطق كلها خاضعة لـ(داعش)".

بدوره، قال العقيد الركن أحمد حبيب الساعدي من قوات الفرقة الخامسة عشرة بالجيش العراقي في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد" إن "المعركة ليست سهلة ولا يجب على الإعلام الحكومي استسهال المعركة أيضاً". وأوضح الساعدي أن "(داعش) عمل على تحصين المنطقة وكل شبر ندوس عليه نتوقع أن يكون تحته لغم".

وأشار إلى أن "هناك مناطق حشائش وأدغال لا نتوقع أن يكون فيها ألغام، لكن تبين أنهم زرعوها قبل عام، ونما عليها العشب وصار اكتشافها مستحيلاً".

وكانت قيادة العمليات العراقية المشتركة قد أعلنت الخميس الماضي عن انطلاق عملية "الفتح" التمهيدية لتحرير محافظة نينوى وعاصمتها الموصل من سيطرة تنظيم "داعش"، بمشاركة تشكيلات نظامية ومتطوعين وقوات كردية بدعم من التحالف الدولي.

وأعلنت مفوضية حقوق الإنسان العراقية عن نزوح نحو ألفي عائلة من مناطقها بالموصل بسبب المعارك وتوجهها إلى مناطق قريبة من حدود كردستان العراق.

من جهته، قال الشيخ سعدون الشمري، أحد قادة العشائر المنتفضة ضد "داعش" في نينوى، لـ"العربي الجديد"، إن "تعثر المعارك يعود لعدة أسباب أبرزها سوء بعض التفاصيل داخل خطة تحرك القوات والروح المعنوية للجيش العراقي منخفضة جداً على عكس متطوعي تحرير الموصل"، مبيناً أن "الأحوال الجوية لم تكن بصالحها مطلقاً".

وفي السياق، كشف مستشار في ديوان رئاسة إقليم كردستان العراق لـ"العربي الجديد" عن "وجود مشاكل من نوع آخر صاحبت عملية الموصل، تمثلت بدخول العشرات من عناصر (الحشد الشعبي) بزي الجيش العراقي ومشاركتهم في المعارك، وهو التفاف على الاتفاق الذي جرى بين بغداد وكردستان بهذا الشأن".

وأوضح المستشار، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه، أن "الإقليم قد يغلق الباب بوجه إمدادات الجيش في حال استمر الموضوع ومعلومات وصول أفراد المليشيات بناء على تقارير ميدانية مقدمة من قوات البشمركة المصاحبة للجيش العراقي في مخمور".

ومما تبين، فإن القوات لا تزال بعيدة عن طرق أبواب الموصل، وهو الوصف الذي استخدمه قائد عسكري رفيع بالجيش العراقي في بغداد، تحدث لـ"العربي الجديد" حول المعارك هناك، قائلاً "ما يجري الآن يمكن وصفه بتمهيد أو تنظيف الطريق قبل الوصول إلى أبواب الموصل لطرقها". وبين أنه "كان المفترض تسميتها معارك تحرير بلدة القيارة أو معركة قطع الإمداد عن "داعش" بالموصل، وليس معركة تحرير الموصل، فالمعارك لا تزال بعيدة عن المدينة".