لم يكن الوضع أفضل

07 ديسمبر 2014
+ الخط -
لم تكن الجالية العربية والإسلامية في فرنسا في حالة جيدة، حتى نتحدث عن صدمة كبيرة أحدثها ظهور تنظيم داعش في الرأي العام الفرنسي، ولدى النُّخَب السياسية الحاكمة. فرغم أننا نعيش الجيل الثالث للهجرة، ورغم تراكمات رهيبة من النضالات التي تريد المساواة والإدماج الصحيح وتحديد مفهوم المواطنة تحديداً مساواتيّاً بين كل الفرنسيين، فما زالت الجالية تعيش عنصرية ووصماً وإسلاموفوبيا. ولعل انتفاضة الضواحي سنة 2005 لا تزال ماثلة للعيان، وما زالت مسبباتها موجودة ولم تُعالج، وآثارها قائمة لم تمَّحِ.

لا تزال أحزاب سياسية كبيرة وتيارات مهمة داخل أحزاب في فرنسا ترى في الأجانب والإسلام أكبر خصم لها. لا نتحدث فقط عن الجبهة الوطنية، بل حتى عن تيارات مهمة في حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية. 

وليست الهجمات التي تطالُ كل الوزراء المتحدرين من الهجرة العربية الإسلامية إلا الدليل الناصع على أن أقساماً كبيرة من المجتمع الفرنسي لا تزال لحد الساعة ترفض تقبل وجود فرنسيين من أصول عربية إسلامية (بريس هورتوفو يقول إنه يمكن قبول عربي واحد في الحزب، أما أكثر من ذلك فالأمر قد يسبب مشاكل، رشيدة داتي، رغم تمسُّحها لا تزال المغربية الجزائرية، كما قال ساركوزي، أخيراً، نجاة فالو بلقاسم رغم تزوّجها من غير مسلم تظل هي "آية الله"، كما عنونت مجلة فالور أكتيال، والمسلمة التي تريد تغيير برامج التعليم الفرنسية، إلخ...) 

دخول ظاهرة داعش ومشتقاتها في المشهد السياسي والاجتماعي والديني الفرنسي، زاد من احتقان الوضع، وأخرج مقتل الرهينة الفرنسي، غورديل، في الجزائر من تنظيم صغير أعلن مبايعته تنظيم داعش، العنصرية والإسلاموفوبيا من عُقالها، وحرّر كثيراً من الأسئلة، وأصبح العرب والمسلمون مُطالَبين، بإلحاح، بأن يُثبتوا وطنيتهم وإخلاصهم لفرنسا.


المساهمون