في أيّ إطار تأتي المشاركة اللبنانية للمرّة الرابعة في برنامج "ذا فويس" الفرنسي؟
سؤال يقفز إلى الواجهة مجدّداً مع مشاركة الفنانة هبة طوجي في "ذا فويس"، بعد مشاركة الفنانة ألين لحود العام الفائت، وقبلها أنطوني توما اللبناني، وقبله جوني معلوف، الذي كان أوّل الغيث. فهل كانت مشاركاتهم سعياً نحو العالمية؟ أم استثماراً لنجوميتهم وتكريسها في الغرب للعودة إلى بيروت على أحصنة المجد؟ وهل كان قبولهم بالأصل المشاركة في برنامج هواة غربي يبيّت النيّة لهم مسبقاً بعدم الفوز؟ خصوصاً أنّهم كلّهم أصحاب مواهب جبّارة حازت إعجاب المدرّبين الأربعة في البرنامج. فهل كانوا مجرّد "كومبارس" شرقي في فرنسا؟ وإذا لم يكونوا كذلك لماذا كانت هناك دائماً علامات استفهام وراء خروجهم من هذا البرنامج؟
الفنان أسامة الرحباني مدير أعمال الفنانة هبة طوجي رفض الحديث عن هذه المشاركة مكتفياً بالتعليق برأيه، لأنّه اعتبر أنّه لا يحقّ له الكلام عنها، "أقلّه في الوقت الحاضر"، قال في حديث إلى "العربي الجديد"، لكنّه لم يُخفِ حماسته لهذه "المغامرة الجديدة والرائعة" كما وصفها. وقال إنّها "يمكن أن تفتح أبواب الدنيا كلّها أمام هبة"، آملاً أن تجد الدعم المطلوب من كلّ اللبنانيين.
وعن شعور الخوف الذي انتاب اللبنانيين فور معرفتهم بالأمر، اتّقاءً لإمكانية ملاقاتها مصير من سبقها من الفنانين من أبناء بلدها، الذين شاركوا في البرنامج منذ موسمه الأول، وخرجوا من المنافسة، قال: "الموهبة الفنية التي تملكها هبة ليست عادية، فقد أثبتت عن جدارة أنّها فنانة ذات مستوى رفيع، وأنّ قليلة هي نسبة الفنانين الذين يماثلونها، لذلك كان علينا دخول هذه التجربة. ونحن متفائلون بنتائجها وليس العكس. ولا يسعنا إلا أن نتفاءل بالخير".
الحرباني لم يجد ضيراً في مشاركتها كهاوية في البرنامج رغم وصولها إلى مرحلة الاحتراف في حياتها ومسيرتها الفنية. ويشير إلى أنّ إثارة الموضوع تعبّر عن "عقد نفسية لدى بعض اللبنانيين"، وأضاف: "نحن نقوم بعملنا على أعلى مستوى، والباقي ليس عندنا.. ولن أضيف أكثر من ذلك. تابعوا البرنامج وما ينشر عنه وحوله، ولكم التعليق".
اللافت في مشاركة هبة طوجي في البرنامج هو اختيارها من قبل القيّمين عليه للترويج لموسمه الرابع، من خلال إعلان مصوّر شاركت فيه الفنانة اللبنانية من خلف عازل أظهر منها ظلها فقط، وهي تؤدّي، ولثوانٍ قليلة، أغنية «moulins de mon Coeur»، للمغنّي الفرنسي ميشال لوغران، والمعروفة بالإنجليزية بـ«windmills of your mind»، التي غنّتها هبة بالعربية تحت عنوان "لا بداية ولا نهاية".
من جهتها لم تُبدِ الفنانة اللبنانية الشابة ألين لحود ندماً على مشاركتها العام الفائت في البرنامج نفسه، رغم استبعادها منه في مرحلة مبكّرة، وبطريقة أثارت الاستهجان، مع أنّها جعلت المدرّبين الأربعة أعضاء لجنة التحكيم، المشرفين على اختيار أصوات المشاركين، يلتفون بكراسيهم بسرعة ليضغطوا على الزرّ الأحمر في فقرة الاختبار السمعي (blind test) أثناء حلقتها الأولى بالبرنامج، تعبيراً عن إعجابهم بصوتها، وذلك خلال أدائها أغنية "خدني معك" لوالدتها الراحلة.
وقالت لحّود في حديث إلى "العربي الجديد": "خرجتُ في مرحلة مُبكرة قليلاً لكنّني لا أضع التجربة في خانة الفشل، بل هي تجربة غنية جداً، وقد فتحت لي أبواباً عدّة. وهذه المرحلة كانت مفيدة جداً في مسيرتي المهنية".
وردّاً على سؤال عن تأثير مشاركتها سلباً كونها محترفة، قالت: "البرنامج ليس مخصّصاً للهواة، بل يشارك فيه أيضاً فنانون فرنسيون معروفون، وهو أهم برنامج في أوروبا كونه يشكل فرصة مهمة لتحقيق الانتشار ولتعريف الجمهور إلى شركات إنتاج عالمية، ناهيك عن أنّه يفتح أمام الفنان آفاقاً واسعة لأنّ الجمهور الأوروبي كبير جداً، بالإضافة إلى الجمهور العربي الكبير الذي يعيش في أوروبا. وهو يستقطب نحو عشرة ملايين مشاهد" في الحلقة الواحدة.
وتابعت لحّود: "عموماً، لست أنا من اتخذت قرار المشاركة فيه، بل اتّصل بي أحد المنتجين الفرنسيين من باريس، وهو يعرفني عندما سافرت إلى فرنسا لتمثيل لبنان في eurovision. فقال لي: ما زلتُ أتذكر صوتك وأعرف أنّكم قررتم الانسحاب من المسابقة لأسباب سياسية وأنا أحبّ أن تشاركي في برنامج the voice، فقلت له: لكنّني أصبحت مشهورة جداً في بلدي ولا يمكنني المخاطرة أبداً. فأجابني: أنا لا أعتقد أنّه يوجد في الأمر مخاطرة، بل أتوقّع أن تكون إطلالتك مميزة جداً لأنّك سوف تُحضرين معك الثقافة الشرقية - اللبنانية التي تشمل ثقافات عدّة".
وبعد أن اجتمعت بالمنتجين أكثر من مرّة، قرّرت لحّود خوض التجربة "لأنّني شعرت أنّها ستفتح أبواباً جديدة لم تفتح أمامي في لبنان على الشكل الذي أريده".
قبل ألين كان لأنطوني توما مشاركة أحدثت هزّة إيجابية في البرنامج، تمثّلت بالمشهد الشهير حين ترك فيه المدربون أماكنهم وراحوا يرقصون على نغمات صوته بحماس، واكتمل المشهد عندما اعتلوا خشبة المسرح ليشاركوه، وهو يعزف على البيانو، أداء أغنية فرنسية، أبهرت الجميع.
ورغم أنّ توما وصل إلى مرحلة النهائيات، لم يحالفه الحظّ يومها ليكون صاحب لقب "ذا فويس"، لا سيما أن المغنية الفرنسية جنيفر التي ساندته طوال مشواره في البرنامج (كان من ضمن فريقها الغنائي وقد أشرفت على تدريبه)، قد تخلّت عنه في مرحلة التصفيات نصف النهائية، لتعطيه 15 علامة فقط، مقابل 35 لمنافسه المشترك الفرنسي أوليمب، ما أدّى إلى خروجه. إلا أنّ اللبنانيين لم ينسوا طعنتها هذه له، كما وصفها كثيرون، كون هذه العلامة تشكّل ثلث العلامة الإجمالية للمدرّب، في حين يمنحه الجمهور الثلثين منها. هذا التصرف من قبل جنيفر أغضب الشارع اللبناني يومها، ما دفعه إلى اعتبار أن البرنامج لا يتمتع بالمصداقية المطلوبة، وأنّ تعصّب الفنانة المذكورة لفرنسيتها حال دون ذلك، ولا سيما أنّ توما حصل حينها على أعلى نسبة تصويت من قبل المشاهدين.
مهما يكن من أمر، تبقى هذه المشاركات علامة فارقة في سجلّ المواهب العالمية، بعيداً عن نظرة الغرب للعرب كإرهابيين، وعلى أمل الفوز القريب يوماً ما، نسأل النجوم العرب: ممّ تشكو الشهرة العربية!؟
سؤال يقفز إلى الواجهة مجدّداً مع مشاركة الفنانة هبة طوجي في "ذا فويس"، بعد مشاركة الفنانة ألين لحود العام الفائت، وقبلها أنطوني توما اللبناني، وقبله جوني معلوف، الذي كان أوّل الغيث. فهل كانت مشاركاتهم سعياً نحو العالمية؟ أم استثماراً لنجوميتهم وتكريسها في الغرب للعودة إلى بيروت على أحصنة المجد؟ وهل كان قبولهم بالأصل المشاركة في برنامج هواة غربي يبيّت النيّة لهم مسبقاً بعدم الفوز؟ خصوصاً أنّهم كلّهم أصحاب مواهب جبّارة حازت إعجاب المدرّبين الأربعة في البرنامج. فهل كانوا مجرّد "كومبارس" شرقي في فرنسا؟ وإذا لم يكونوا كذلك لماذا كانت هناك دائماً علامات استفهام وراء خروجهم من هذا البرنامج؟
الفنان أسامة الرحباني مدير أعمال الفنانة هبة طوجي رفض الحديث عن هذه المشاركة مكتفياً بالتعليق برأيه، لأنّه اعتبر أنّه لا يحقّ له الكلام عنها، "أقلّه في الوقت الحاضر"، قال في حديث إلى "العربي الجديد"، لكنّه لم يُخفِ حماسته لهذه "المغامرة الجديدة والرائعة" كما وصفها. وقال إنّها "يمكن أن تفتح أبواب الدنيا كلّها أمام هبة"، آملاً أن تجد الدعم المطلوب من كلّ اللبنانيين.
وعن شعور الخوف الذي انتاب اللبنانيين فور معرفتهم بالأمر، اتّقاءً لإمكانية ملاقاتها مصير من سبقها من الفنانين من أبناء بلدها، الذين شاركوا في البرنامج منذ موسمه الأول، وخرجوا من المنافسة، قال: "الموهبة الفنية التي تملكها هبة ليست عادية، فقد أثبتت عن جدارة أنّها فنانة ذات مستوى رفيع، وأنّ قليلة هي نسبة الفنانين الذين يماثلونها، لذلك كان علينا دخول هذه التجربة. ونحن متفائلون بنتائجها وليس العكس. ولا يسعنا إلا أن نتفاءل بالخير".
الحرباني لم يجد ضيراً في مشاركتها كهاوية في البرنامج رغم وصولها إلى مرحلة الاحتراف في حياتها ومسيرتها الفنية. ويشير إلى أنّ إثارة الموضوع تعبّر عن "عقد نفسية لدى بعض اللبنانيين"، وأضاف: "نحن نقوم بعملنا على أعلى مستوى، والباقي ليس عندنا.. ولن أضيف أكثر من ذلك. تابعوا البرنامج وما ينشر عنه وحوله، ولكم التعليق".
اللافت في مشاركة هبة طوجي في البرنامج هو اختيارها من قبل القيّمين عليه للترويج لموسمه الرابع، من خلال إعلان مصوّر شاركت فيه الفنانة اللبنانية من خلف عازل أظهر منها ظلها فقط، وهي تؤدّي، ولثوانٍ قليلة، أغنية «moulins de mon Coeur»، للمغنّي الفرنسي ميشال لوغران، والمعروفة بالإنجليزية بـ«windmills of your mind»، التي غنّتها هبة بالعربية تحت عنوان "لا بداية ولا نهاية".
من جهتها لم تُبدِ الفنانة اللبنانية الشابة ألين لحود ندماً على مشاركتها العام الفائت في البرنامج نفسه، رغم استبعادها منه في مرحلة مبكّرة، وبطريقة أثارت الاستهجان، مع أنّها جعلت المدرّبين الأربعة أعضاء لجنة التحكيم، المشرفين على اختيار أصوات المشاركين، يلتفون بكراسيهم بسرعة ليضغطوا على الزرّ الأحمر في فقرة الاختبار السمعي (blind test) أثناء حلقتها الأولى بالبرنامج، تعبيراً عن إعجابهم بصوتها، وذلك خلال أدائها أغنية "خدني معك" لوالدتها الراحلة.
وقالت لحّود في حديث إلى "العربي الجديد": "خرجتُ في مرحلة مُبكرة قليلاً لكنّني لا أضع التجربة في خانة الفشل، بل هي تجربة غنية جداً، وقد فتحت لي أبواباً عدّة. وهذه المرحلة كانت مفيدة جداً في مسيرتي المهنية".
وردّاً على سؤال عن تأثير مشاركتها سلباً كونها محترفة، قالت: "البرنامج ليس مخصّصاً للهواة، بل يشارك فيه أيضاً فنانون فرنسيون معروفون، وهو أهم برنامج في أوروبا كونه يشكل فرصة مهمة لتحقيق الانتشار ولتعريف الجمهور إلى شركات إنتاج عالمية، ناهيك عن أنّه يفتح أمام الفنان آفاقاً واسعة لأنّ الجمهور الأوروبي كبير جداً، بالإضافة إلى الجمهور العربي الكبير الذي يعيش في أوروبا. وهو يستقطب نحو عشرة ملايين مشاهد" في الحلقة الواحدة.
وتابعت لحّود: "عموماً، لست أنا من اتخذت قرار المشاركة فيه، بل اتّصل بي أحد المنتجين الفرنسيين من باريس، وهو يعرفني عندما سافرت إلى فرنسا لتمثيل لبنان في eurovision. فقال لي: ما زلتُ أتذكر صوتك وأعرف أنّكم قررتم الانسحاب من المسابقة لأسباب سياسية وأنا أحبّ أن تشاركي في برنامج the voice، فقلت له: لكنّني أصبحت مشهورة جداً في بلدي ولا يمكنني المخاطرة أبداً. فأجابني: أنا لا أعتقد أنّه يوجد في الأمر مخاطرة، بل أتوقّع أن تكون إطلالتك مميزة جداً لأنّك سوف تُحضرين معك الثقافة الشرقية - اللبنانية التي تشمل ثقافات عدّة".
وبعد أن اجتمعت بالمنتجين أكثر من مرّة، قرّرت لحّود خوض التجربة "لأنّني شعرت أنّها ستفتح أبواباً جديدة لم تفتح أمامي في لبنان على الشكل الذي أريده".
قبل ألين كان لأنطوني توما مشاركة أحدثت هزّة إيجابية في البرنامج، تمثّلت بالمشهد الشهير حين ترك فيه المدربون أماكنهم وراحوا يرقصون على نغمات صوته بحماس، واكتمل المشهد عندما اعتلوا خشبة المسرح ليشاركوه، وهو يعزف على البيانو، أداء أغنية فرنسية، أبهرت الجميع.
ورغم أنّ توما وصل إلى مرحلة النهائيات، لم يحالفه الحظّ يومها ليكون صاحب لقب "ذا فويس"، لا سيما أن المغنية الفرنسية جنيفر التي ساندته طوال مشواره في البرنامج (كان من ضمن فريقها الغنائي وقد أشرفت على تدريبه)، قد تخلّت عنه في مرحلة التصفيات نصف النهائية، لتعطيه 15 علامة فقط، مقابل 35 لمنافسه المشترك الفرنسي أوليمب، ما أدّى إلى خروجه. إلا أنّ اللبنانيين لم ينسوا طعنتها هذه له، كما وصفها كثيرون، كون هذه العلامة تشكّل ثلث العلامة الإجمالية للمدرّب، في حين يمنحه الجمهور الثلثين منها. هذا التصرف من قبل جنيفر أغضب الشارع اللبناني يومها، ما دفعه إلى اعتبار أن البرنامج لا يتمتع بالمصداقية المطلوبة، وأنّ تعصّب الفنانة المذكورة لفرنسيتها حال دون ذلك، ولا سيما أنّ توما حصل حينها على أعلى نسبة تصويت من قبل المشاهدين.
مهما يكن من أمر، تبقى هذه المشاركات علامة فارقة في سجلّ المواهب العالمية، بعيداً عن نظرة الغرب للعرب كإرهابيين، وعلى أمل الفوز القريب يوماً ما، نسأل النجوم العرب: ممّ تشكو الشهرة العربية!؟