لماذا يخشى الفنانون صور ماضيهم؟

11 مايو 2015
مجموعة من النجوم في بداياتهم
+ الخط -

وسط فورة وسائل الاتصال الحديثة، وسرعة تناقل الخبر والصور، لم يعد للكلمة أو الصورة تأثيرها، الذي كانت تلقاه في الماضي من احترام لخصوصية ظهورها، فالحدث الفني بقي حتى أوائل الألفية الجديدة، محصورا بين "صانعه الفنان، ومرسله وسائل الإعلام، ومتلقيه الجمهور".

وقتها كان للحدث أهميته الخاصة، حيث يحترم الصناع توقيت الناقل في عرض ما صنعه، فيما يتلقف المستقبِل الحدث بشوق واحترام للموعد، الذي يُضرب ليصل خبر الحدث في موعد متفق عليه.


مع تنامي وسائل الاتصال الحديثة، وسرعة تناسخ الأخبار والصور، وحتى الأغنيات، لم يعد احترام الوقت من شيم الأطراف الثلاثة سالفة الذكر، ففي عصر السرعة صارت الصورة والكلمة تنتقل أسرع من النار في الهشيم، وصار الترويج لأي عمل يريده الفنان أسهل بعد أن صارت العلاقة مباشرة بين الفنان وجمهوره دون وسيط، في أمر يعده الجميع سيفاً ذا حدين، فحده السهل: وصول المعلومة من الفنان لجمهوره بسرعة، وحده القاتل: نسيانه ذات المعلومة مع أي معلومة جديدة.

ووسط ذلك كله، يبرز اهتمام الفنانين بأناقتهم ومفاخرتهم بارتداء أفخر الأزياء العالمية، فتتناقل صورهم وتعليقاتهم بين جمهورهم، الذي يتابعهم لحظة بلحظة، فصارت صفحات فيسبوك وإنستغرام وتغريدات تويتر محملة بالماركات والإطلالات، حيث ينتشر ما يكتب النجوم بين الجمهور بسرعة.

ومن سلبيات انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، عودة  بعض الناس للنبش في أرشيف الفنانين، وإظهار صورهم القديمة إما بحجة السبق الصحافي، أو بحجة إحراج الفنانين أمام جماهيرهم، وفضح ادعاء بعضهم "خاصة الفنانات" بعدم إجراء عمليات تجميل.



يقول التربوي، محمد أبو عمارة، إن معظم المشاهير لا يسرهم انتشار صورهم القديمة بين الناس، ويرد الأمر إلى أن الثقافة العامة لدى الشعوب العربية، مؤطرة بالخجل من الماضي، مهما كان، بعكس ثقافة الغرب، التي تشجع المشاهير على الحديث عن بداياتهم، ليكونوا قدوة أمام الأجيال الجديدة.


وترى الصحافية، رنا حداد، أن الفنان الواثق من نفسه لا تهمه إعادة نشر صوره في مقتبل حياته الفنية، مشيرة إلى أن الزمن يتطور بسرعة كبيرة، "وقد يأتي يوم في قادم الأيام يسخر فيه غيرنا من صورنا  وأشكالنا هذه الأيام"، فالموضوع طبيعي عند الأشخاص، الذين لا يعانون من هذه العقدة الاجتماعية.

إقرأ أيضاً:وجه آخر لأبناء الفنانين في مواقع التواصل الاجتماعي

المساهمون