وقالت إدريس "اتصل بي فريق برنامج "قهوة عربي" قبل أربعة أسابيع لأكون ضيفة البرنامج. تحولوا إلى سوسة بكل أجهزتهم وعتادهم وصُوّرت الحلقة.. كل شيء كان على ما يرام. مرّ الأسبوع الأول فالثاني فالثالث.. ولا حياة لمن تنادي.. هاتفت مدير القناة الوطنية 1 واستفسرت منه عن سبب تأخير بث الحلقة، فقال إنها ما زالت تحت أنظار المونتاج، فسألته هل المونتاج يتطلب ثلاث أسابيع؟ أجابني بتوتر وبنبرة لم ألتمس فيها أدنى درجات الاحترام. بالطبع لم تبث الحلقة هذا الأسبوع، ولن تبث، لأن هنالك أطرافا تتحكم في المرفق العمومي (الإعلام الرسمي)، هنالك أطراف توجّه من بعيد، وأخرى تطبّق التعليمات من قريب".
Facebook Post |
وما كان من مدير القناة الوطنية، إيهاب الشاوش، إلا أن سارع إلى تكذيب الخبر، مؤكداً أن الحلقة ضمت الكثير من الإعلانات للمنشآت السياحية التي تملكها النائبة زهرة إدريس، من خلال الحديث عنها في الحوار، مضيفاً أنه طلب من النائبة إعادة تسجيل الحلقة حتى تستجيب للمقاييس المعمول بها في هذا المجال.
غير أن الإدارة العامة للتلفزيون التونسي أصدرت، مساء أمس الإثنين، بياناً جاء فيه أنها فتحت تحقيقاً في الأمر، وستكلف لجنة من المختصين لمشاهدة الحلقة، والنظر في مدى صلاحيتها للبث من عدمه.
تصريح إدريس تزامن مع تصريح آخر لحمة الهمامي، الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية (ائتلاف حزبي يساري قومي)، أكد فيه أنه يملك وثائق تطلب من الإعلام الرسمي، خاصة التلفزيون الرسمي، عدم بث أخبار الجبهة الشعبية، وعدم استدعاء ممثلين لها للحضور فى البرامج الحوارية. وهو الأمر الذي اعتبره الكثيرون مؤشرًا على سعي بعض الأطراف في تونس، حزبية وحكومية، إلى السيطرة على الإعلام والعودة به إلى بيت الطاعة، بعد أن تحرر منها إثر ثورة 14 يناير 2011.