لماذا لم تحتج "بي بي سي" على حبس صحافييها؟

13 يوليو 2014
"بي بي سي" ساندت صحافيي الجزيرة المعتقلين (العربي الجديد)
+ الخط -
لماذا لم تدافع "بي بي سي" عن سجن الصحافي المتعاون معها في إيران، رغم أنها قادت حملة من أجل الإفراج عن صحافيي قناة الجزيرة المسجونين في مصر، ورغم أن الصحافي الإيراني حوكم بتهمة وجود صلات بينه وبين "بي بي سي"؟

هذا السؤال طرحته صحيفة "ذي جارديان"، فخلال الأشهر الأخيرة قامت السلطات الإيرانية بتصعيد ملاحقتها لأفراد تشتبه في صلاتهم بقناة "بي بي سي" التي يعتقد المتشددون الإيرانيون أنها أداة بريطانية للتجسس. وفي الشهر الماضي تم الحكم بسجن علي أصغر هنرمند، أحد المتدربين السابقين في برنامج "الصندوق العالمي" داخل "بي بي سي"، والحائز على جائزة الصحافة لبرنامج صحافة التنمية، لمدة 11 سنة.

ورغم أن إيران والمملكة المتحدة تعملان على إغلاق صفحة الماضي، من خلال ترقية العلاقات الدبلوماسية بعد سنوات من الجمود، يصرّ المتشددون في طهران على إرسال إشارة للمعتدلين في إيران وللمسؤولين البريطانيين، بأنهم لا يزالون يعتبرونهم من ضمن الأعداء.  

صحيح أن الرئيس حسن روحاني، الذي تلقى تعليمه في مدينة غلاسكو شمال بريطانيا، قد يكون على استعداد لإعادة العلاقات مع لندن، ولكن السلطة القضائية الإيرانية التي هي مستقلة عن حكومة روحاني، جنباً إلى جنب مع الحرس الثوري، ينويان أن يجعلا رفضهما واضحاً للجميع.

هنرمند، وهو مؤسس "موقع الأخبار نارينجي"، اعتُقل في ديسمبر/كانون الأول الماضي، مع عدد من زملائه، وقد أدين على الأقل عشرة منهم، فتمّ الحكم على حسين نوزاري بالسجن لمدة سبع سنوات، بينما تمّ الحكم على إحسان باكنيجاد بالسجن خمس سنوات، وعلى فادي عباس بالسجن عامين ونصف العام، بتهمة وجود صلات بينهم وبين "بي بي سي".

وصرح رئيس إدارة العدل بمقاطعة كرمان، علي توكلي، أن المتهمين الذين تم إلقاء القبض عليهم، شاركوا في مشاريع تديرها هيئة الإذاعة البريطانية، كما تلقوا أموالا من لندن. وأوضح أن "هذا التشكيل العصابي كان يدير عدداً من المشاريع، ويخطط للقيام بثورة مضادة، مستغلا الإيرانيين في الخارج، خاصة قناة "بي بي سي فارسي" التي يتخذ منها ستاراً، باعتبارها نشاطاً مشروعاً. 

 سياسة غضّ البصر

بعد كل هذا، فإن ما يلفت الانتباه، هو كيفية تعامل هيئة الإذاعة البريطانية مع أفعال إيران، فلم تنشر "بي بي سي الإنجليزية" أي شيء عن المحاكمة والأحكام عموما، سواء على موقعها على شبكة الإنترنت أو على شبكة الأخبار التلفزيونية الخاصة بها، رغم أن خدمة الـ"بي بي سي فارسي" قامت بتغطية الاعتقالات، ما دفع بعض العاملين الحاليين في "بي بي سي" إلى القول، إن هيئة الإذاعة البريطانية "متحفظة جداً حول هذا الأمر".

 من ناحية أخرى، صرحت "بي بي سي"، في بيان، أنها تدين سجن الصحافيين في إيران، وأنها قد رفعت أمر التحرش بصحافييها في إيران للأمم المتحدة. ولكنها لم تعلق على قضية هنرمند رغم ضغط صحيفة "ذي جارديان" عليها، وصرّح المتحدث باسم هيئة الإذاعة البريطانية: "إننا قلقون على سلامة الصحافيين أينما كانوا، وعندما ناقشنا محنة الصحافيين في مصر، وهي القضية الأشهر الآن، فقد كنا متسقين في ما يتعلق بربط قصتهم بمحنة الصحافيين الذين تم اعتقالهم عبر العالم".

وبالنظر إلى العقوبة القاسية التي تلقاها هنرمند، فمن الصعب تخيل كيف أن احتجاح "بي بي سي" سيجعل وضعه أسوأ!

دلالات
المساهمون