منذ أكثر من 15 يوماً تحاول قوات النظام السوري ومليشياتها المدعومة من روسيا السيطرة على تلال "كبينة" الواقعة في جبل الأكراد، شمال شرقي مدينة اللاذقية، غربي سورية، واستخدمت في ذلك كافة أنواع الأسلحة، إضافة إلى الغازات السامة.
وبحسب إعلام "هيئة تحرير الشام"، فإن قوات النظام خسرت خلال 15 يوماً ما لا يقل عن 150 عنصراً، أثناء محاولات تقدم فاشلة إلى تلال الكبينة الاستراتيجية.
وتتمركز في التلال كتائب تابعة لـ"الجيش السوري الحر"، وأخرى لـ"هيئة تحرير الشام"، منذ عام 2016، حيث تقدّمت إليها بعد معارك مع قوات النظام أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
وتأتي أهمية التلال، بحسب الناشط وابن إدلب أحمد رسلان، لكونها منطقة مرتفعة، وتشرف على منطقتي سهل الروج في إدلب، وسهل الغاب في ريف حماة.
وأضاف رسلان في تصريح لـ "العربي الجديد"، أن روسيا والنظام يسعيان للسيطرة على التلال لإبعاد مدفعية المعارضة عن مطار حميميم في ريف اللاذقية أولاً، ومن ثم الإشراف على منطقة سهل الروج التي تسيطر عليها المعارضة.
كما أشار إلى أن قوات النظام وروسيا استكملتا السيطرة على المناطق التي كانت هدفاً لهما، وبدأت أنظارهما تتجه إلى تلال كبينة، حيث شنّت حملة قوية اليوم، تصدّت لها فصائل "الحر" و"هيئة تحرير الشام".
ويوافق العميد الركن والمحلل العسكري أحمد رحال ما ذهب إليه رسلان، لكنّه يرى أن ادعاء روسيا نيتها إبعاد مدفعية المعارضة عن مطار حميميم محض كذب، لأن مدى المدفعية 40 كيلومتراً، وهنالك مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في إدلب تقع دون 40 كيلومتراً.
وأضاف رحال في حديث مع "العربي الجديد"، أن "هدف النظام وروسيا من التقدم لتلك المنطقة هو قضم المزيد من المناطق، والإشراف على ريفي إدلب وحماة".
وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الخميس في بيان، أنه تم اعتراض أربع ذخائر أطلقت باتجاه قاعدة حميميم، مساء يوم 22 مايو/ أيار.
وأضاف البيان أنه تم رصد وتدمير جميع الصواريخ بواسطة الوسائط الروسية للدفاع الجوي، ومن ثم ردّت القوات الجوية الفضائية الروسية بتدمير منصة الإطلاق للمسلحين في ريف إدلب.