لماذا اختير مقر الاعتصام في رابعة؟

18 اغسطس 2016
(تصوير: أحمد إسماعيل)
+ الخط -

في إبريل/ نيسان 2013، بدأت حملة "تمرّد" بجمع توقيعات لسحب الثقة من الرئيس المعزول محمد مرسي. وقبيل انطلاق التظاهرات التي كان مقررًا لها موعد 30 يونيو/حزيران 2013، بدأ اعتصام مؤيدي الرئيس في رابعة العدوية في 28 يونيو؛ الميدان الذي يتشعب منه مفترق طرق؛ فيتجه ناحية الشرق إلى شارع الطيران الحي السابع، ومن الغرب امتداد الطيران إلى فندق سونستا ومصر الجديدة، ومن الشمال إلى اتجاه عباس العقاد والنادي الأهلي فرع مدينة نصر ومن الجنوب "المنصة" وأول كوبري 6 أكتوبر.

ويعتبر واحدًا من أهم المناطق العسكرية؛ فيحدّه من الناحية الغربية الأمانة العامة لوزارة الدفاع ومساكن ضباط القوات المسلحة، إضافة لعمارة كبار قادة القوات المسلحة أثناء حرب السادس من أكتوبر، أمثال المشير أحمد إسماعيل والمشير الجمسي والمشير أبو غزالة، إضافة إلى مصنع قادر الخاص بوزارة الإنتاج الحربي.

لماذا إذن اختير "رابعة العدوية" كمقر لاعتصام مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي؟ أحمد رامي الحوفي، القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، والمتحدث باسم حزب الحرية والعدالة المنحل، يقول إن القوى الداعمة للرئيس المعزول، فضلت أن يكون مقر الاعتصام قريبًا من قصر الرئاسة، وبعيدًا عن الاتحادية بعد قوع اشتباكات مع معارضي الرئيس المعزول.

يتابع الحوفي أنه عقب تولي جماعة الإخوان المسلمين السلطة، وهناك مناوشات بين الإخوان ومعارضيهم في ميدان التحرير، ويذكر باللافتة التي علقت على مدخل شارع محمد محمود، في ذكرى الأحداث قائلة: "ممنوع دخول الإخوان".

في مقال لـ وائل قنديل - نشر عبر مدونات هاف بوست بالعربية-  في يوليو الماضي، قال فيه إن "سيناريو واحتمالات يوم الخروج، كلها بنيت على أن الكتلة الكبرى من الحشود التي ستحاصر قصر الاتحادية هي من جمهور دولة حسني مبارك وأحمد شفيق، يقودها ويتولى شحنها رموز وقيادات الحزب الوطني المنحل، وأن هذه الكتلة من المرجح أن تستخدم العنف سلاحاً في اليوم الموعود، غير أن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية مستعدة للتعاون والحسم النهائي". أي أن جماعة الإخوان المسلمين لم تكن ترى في الجيش وقتها خصمًا.

وردًا على هذا الطرح، يتابع الحوفي، أن هناك روايات متضاربة في هذا الصدد لا يمكن الجزم بصحة أحدها، وتغليبه على الآخر، إلا أن هناك إجراءات من جانب قيادات الإخوان تنظيميًا تنفي صحة طرح "أنهم لم يروا في الجيش خصمًا".

في السياق ذاته، يقول الدكتور أحمد البيلي، المعيد بطب الأزهر، وأحد مسؤولي طلاب الإخوان وتأمين منصة رابعة العدوية وقتها، إنه لا يعلم تحديدًا السر في اختيار موقع الاعتصام برابعة العدوية، إلا أن بعض الأسباب ترددت على لسان القيادات وقتها، وهي أن قاعدة أرسيت ألا يكون هناك احتكاك بأماكن معارضي الرئيس المعزول (الاتحادية – التحرير)، وأن يتحقق في الميدان اتساع لاستيعاب أكبر عدد ممكن، وأن يكون قريبًا يمكن أن يتم التحرك منه إلى الاتحادية إذا لزم الأمر.

يتابع البيلي، أنه لم يكن في الحسبان أبدًا مواجهة مع الجيش، ويروي أنه عند انتهاء 30 يونيو وانصراف المعارضين، ذكرت القيادات ذلك بسرور أنه لا اضطرار للتوجه للاتحادية.

ويضيف، أنه يمكن القول إن أمن الصدام مع الجيش، جعل عدم الاحتراز من جعل الاعتصام في مكان فيه منشآت عسكرية.

 

المساهمون