في خطوة تهدف لإعادة ترتيب العلاقة بين القيادات الجنوبية اليمنية، عقد اليوم في العامصة اللبنانية بيروت، لقاءً تشاورياً ثلاثياً ضم نائب الرئيس اليمني السابق، علي سالم البيض، الزعيم الشعبي للحراك الجنوبي، حسن باعوم، والرئيس اليمني الجنوبي الأسبق، علي ناصر، أجمعوا فيه على رفض مخرجات الحوار الوطني، الذي أفضى إلى تقسيم اليمن إلى ٦ أقاليم (٤ في الشمال و٢ في الجنوب).
وفيما كان لافتاً غياب رئيس الوزراء اليمني الأسبق، أبو بكر حيد العطاس عن الإجتماع التشاوري الجنوبي، الذي يأتي قبل يوم واحد من مرور عامين على انتخاب الرئيس الانتقالي، عبد ربه منصور هادي، دان المجتمعون "ما يتعرض له أبناء شعب الجنوب الأبي من انتهاكات وجرائم مستمرة والتي آخرها القمع المتواصل لمسيرات الزحف السلمي الى العاصمة عدن للمشاركة في فعالية ذكرى يوم الكرامة ورفض تقسيم الجنوب".
وفيما اعتبرت الشخصيات الجنوبية أن "هذا القمع المتواصل ينفذ أمام صمت عربي وإقليمي ودولي وبدم بارد من قبل قوات الجيش اليمني"، دعت الجنوبيين إلى "الزحف صوب مدينة عدن وتنفيذ فعالياتهم السلمية واسماع العالم رفضهم تنفيذ تقسيم الجنوب ورفض مخرجات حوار صنعاء والتأكيد على أهداف شعب الجنوب التي يناضل من أجلها المتمثلة باستعادة الدولة".
وينفذ الجيش اليمني انتشاراً واسعاً في عدن، وتحديداً في ساحة العروض، التي يصرّ أنصار الحراك الجنوبي، المطالب بفك الارتباط بين الشمال والجنوب، على الوصول إليها غداً الجمعة للتظاهر فيها، وسط مخاوف من وقوع صدامات على غرار ما حدث العام الماضي في الذكرى الأولى لانتخاب هادي عندما سقط ما لا يقل عن ٧ قتلى.
من جهةٍ ثانية، تطرق المجتمعون إلى ما يجري في الضالع التي تشهد منذ أسابيع قصفاً من قبل قوات الجيش اليمني، أفضى إلى مقتل عشرات المدنيين، قبل أن تتطور الأمور وتشهد عمليات ضد الجيش اليمني تنفذها مجموعات محسوبة على الحراك الجنوبي وتطلق على نفسها "المقاومة الجنوبية"، كان آخرها اختطاف عدد من الجنود قبل أيام.
واعتبر المجتمعون أن ما يجري في الضالع "حرب مفتوحة وغير معلنة ترتقي الى جرائم الإبادة الجماعية وكذا الحصار المفروض على منطقة غيل بن يمين في حضرموت وبقية مدن الجنوب".
وحذر البيض وباعوم والعطاس نظام صنعاء "من مغبة التمادي في سفك دماء أبناء الجنوب"، مؤكدين ان هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم.
ويكتسب اللقاء الذي عقد في بيروت بين أبرز القيادات الجنوبية أهميته كونه يأتي بعد احتدام الخلافات بين هذه الشخصيات نتيجة تباين وجهات النظر حول الحل الأنسب لحل القضية الجنوبية.
وبينما يحسب علي ناصر على التيار المنادي بالفدرالية اذ كان ينادي ضمن مؤتمر القاهرة بتبني خيار الفدارلية من إقليمين، ويحسب باعوم والبيض على التيار المطالب بفك الارتباط، فإن جميع القيادات الجنوبية البارزة أجمعت على رفض الدخول في الحوار الوطني وقاطعته قبل أن تتوحد في موقفها الرافض لتقسيم اليمن إلى ٦ أقاليم.