ويضمّ الاجتماع الذي دعا إليه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، وزراء دول ما بات يعرف بـ"مجموعة نيويورك"، (ألمانيا، فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة الأميركية، تركيا، السعودية). غير أن وزير الخارجية الأميركي سيتغيب عن الاجتماع، على أن يحضره مكانه أحد مساعديه، الأمر الذي فُسر بغياب الانسجام بين باريس وواشنطن.
يذكر أن الدول الست، التي أطلق عليها دول "مجموعة نيويورك"، تأسست والتأمت للمرة الأولى في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة، الشهر الماضي.
ويأتي هذا قبيل اجتماع يعقد في فيينا الإثنين المقبل، بعد أن كان مقرراً الجمعة، بين وزراء خارجية الولايات المتحدة والسعودية وتركيا وروسيا وربما ينضم إليهم وزراء إيران والأردن وقطر ومصر.
وكان فابيوس قد وجّه، الجمعة الماضي، في ختام لقاء جمعه بالمبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا "، دعوة إلى اصدقائنا في ألمانيا وبريطانيا والسعودية وأميركا لبحث الأزمة السورية.
فيما استبعد فابيوس حضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في هذا المؤتمر، في الوقت الذي كان فيه الأخير يجتمع في فيينا مع وزراء خارجية الولايات المتحدة الأميركية وتركيا والسعودية في غياب تام لفرنسا، التي لم تصلها دعوة لحضور هذا الاجتماع غير المسبوق.
وبحسب مصادر مُقربة من الخارجية الفرنسية فإن "تركيا والسعودية ستحضران هذا المؤتمر وأن الدعوة لم تُوَجَه إلى إيران".
وكثّف فابيوس في الأيام الأخيرة مشاوراته مع الأطراف المعنية بالأزمة السورية في محاولة لإعادة اللحمة إلى النواة الصلبة لمجموعة "أصدقاء سورية" هدفه تثبيت الموقف في وجه روسيا، والتأكيد على الدور الفرنسي، بالنزاع الدبلوماسي المفتوح بينها (باريس) وبين روسيا حول الأزمة السورية بعد استبعاد موسكو لباريس من مفاوضات فيينا.
وتنتقد باريس بشدّة التدخل العسكري الروسي في سورية وتعتبره محاولة لحماية نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي تصر فرنسا على استبعاده من أي تسوية سياسية محتملة للأزمة السورية في حين تصر موسكو على إشراكه فيها.
كما أن تحفظ باريس على إشراك إيران في المحادثات حول الأزمة السورية يزيد من إضعافها أمام الأطراف المعنية بهذا النزاع، وهذا ما عكسته تصريحات كيري، الجمعة الماضية، في ختام اجتماعات فيينا، حين أقرّ بضرورة إشراك طهران "في مرحلة ما" في عملية البحث عن مخرج سياسي للأزمة السورية.
وفي ظلّ عدم دعوة فرنسا إلى لقاء فيينا السوري، على خلفية إصرارها على موقفها من ضرورة عدم شمول الأسد في رسم مستقبل سورية، فهي تنوي خلال هذا الأسبوع اقتراح مشروع قرار على مجلس الأمن الدولي يمنع النظام السوري من استعمال البراميل المتفجرة ضد المدنيين.
اقرأ أيضاً: دي ميستورا وفابيوس يبحثان الملف السوري بعيداً عن فيينا