ختم رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اجتماعه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في واشنطن، الذي استمر لأكثر من 70 دقيقة، بمؤتمر صحافي جمع الطرفين في البيت الأبيض، أكد خلاله الرئيس الأميركي أنّ لدى بلاده عدداً محدوداً من الجنود في العراق، مؤكداً أنّ "الولايات المتحدة الأميركية ستقدم المساعدة إذا أقدمت إيران على شيء".
وأشار إلى أنّ أميركا تتطلع إلى مغادرة العراق حين تنتفي الحاجة العراقية للقوات الأميركية، مضيفاً أنّ الأميركيين سيدعمون العراق من أجل أن يكون قادراً على الدفاع عن نفسه.
Today, we have fewer soldiers in Iraq, and "our relationship now is better than ever before . . . We're there to help." pic.twitter.com/VgzkznVHOo
— The White House (@WhiteHouse) August 20, 2020
وأشاد الرئيس الأميركي بالقوات العراقية التي قال إنها أدت دورها في قتال تنظيم "داعش" الإرهابي، مؤكداً أنّ الولايات المتحدة الأميركية تريد المشاركة في مشاريع التنقيب عن النفط العراقي.
ونقلت وسائل إعلام عن ترامب قوله، عقب لقائه مع الكاظمي: "انسحبنا بشكل كبير من العراق وبقي عدد قليل جداً من الجنود"، مشيراً إلى التزامه بـ"خروج سريع لقوات التحالف الدولي وعلى مدى ثلاث سنوات".
America has the greatest military in the world, and President @realDonaldTrump continues to bring our troops home! pic.twitter.com/vtE18GzyNB
— The White House (@WhiteHouse) August 20, 2020
وأفادت "وكالة الأنباء العراقية" الرسمية، اليوم الخميس، بحصول اتفاق بين العراق والولايات المتحدة الأميركية على تشكيل فريق خاص يتولى مهمة مناقشة آليات ومواعيد إعادة انتشار التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، موضحة أن الكاظمي نجح في "قيادة الحوار الاستراتيجي للحصول على انسحاب أميركي من العراق".
إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف، إنّ بلاده ترى أن الشراكة مع أميركا استراتيجية، مبينا أن العراق ماض باتجاه تعزيز الخيارات المشتركة بين البلدين.
وأوضح أن "العراق أكد جملة من المصالح، في مقدمتها الابتعاد عن سياسة المحاور"، مؤكداً أن "العراق يريد للشراكة مع الولايات المتحدة الأميركية أن تكون ضمن مظلة مصالح كبيرة تبدأ بالصحة والاقتصاد والتعليم والثقافة، ولا تنتهي عند حدود تبادل القدرات وتطوير الخبرات على كافة الصعد".
ولفت الصحاف إلى أنّ "الحوار مع أميركا يستند إلى اتفاقية الإطار الاستراتيجي السابقة بين العراق والولايات المتحدة الأميركية"، مشيراً إلى أن "المصالح الشاملة بين البلدين تستدعي توفير بيئة آمنة، ويتطلب ذلك التكريس والوقوف بثبات على الجهود المشتركة التي تتصل بمجال مكافحة الإرهاب".
وتابع أن "الجانب الأميركي في هذه الجولة عبّر عن دعمه لحكومة الكاظمي، ودعم العراق اقتصادياً وصحياً، وأكدت الولايات المتحدة الأميركية أنها ماضية لتكريس قدرة وثبات العراق، من أجل أن تنجز الحكومة العراقية متطلباتها الوطنية"، مبيناً أنّ الحوار مستمر لأن "الشراكة الاستراتيجية بين البلدين مستمرة، والحاجة بين البلدين، كل واحد منهما للآخر مستمرة، ولا سيما أن العراق يتمتع بموقعه الجيوستراتيجي الحساس المهم جداً، وضمن هيكل القوى على مستوى المنطقة".
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أنّ بلاده لن تنسى كل من مد لها يد العون لتحقيق النصر على تنظيم "داعش"، مضيفاً أنّ "العراق ماض لتأكيد الشراكة مع الولايات المتحدة الأميركية، في ضوء المتطلبات والحاجات العراقية الجديدة، بما ينسجم مع المصالح الوطنية".
في المقابل، اعتبر عضو البرلمان باسم خشان، أنّ زيارة الكاظمي إلى الولايات المتحدة الأميركية لن تحسم خروج القوات الأميركية من البلاد، معتبراً، خلال تصريح صحافي، أنّ رئيس الوزراء يستغل انقسام القوى السياسية بشأن قضية اخراج القوات الأميركية.
ولفت إلى أنّ حكومة الكاظمي لا تمتلك الجدية في إنهاء ملف الوجود الأميركي، مؤكداً أنّ "جدول حوارات الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي العراقي الأميركي لن يحسم هذا الملف، بل سيبحث قضايا أخرى"، بحسب قوله.
من جهته، رفض عضو البرلمان عن تحالف "الفتح" فاضل الفتلاوي حديث الرئيس الأميركي عن انسحاب القوات الأميركية من العراق خلال 3 سنوات، قائلاً إنّ جدولة الانسحاب لا تتطلب ذلك، وإنّ وضع مثل هذه المدة "يعد أمراً مستغرباً".
ولفت، في تصريح صحافي، إلى أنّ الولايات المتحدة الأميركية قادرة على الانسحاب من العراق في غضون أشهر قليلة، الا أنها غير راغبة بذلك، مطالباً الحكومة العراقية بالالتزام بقرار البرلمان القاضي بإخراج القوات الأميركية بشكل سريع.
ودعا الفتلاوي البرلمان إلى عقد جلسة طارئة من أجل مناقشة قرار البرلمان السابق، والمدة التي حددها الرئيس الأميركي لانسحاب قوات بلاده من العراق.
وبدأت الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأميركية، أمس الأربعاء، بلقاء وزيري خارجية البلدين، في استكمال لجولة الحوار الأولى التي انعقدت في يونيو/ حزيران الماضي.