لغة التهديد تسود البرلمان العراقي

18 مارس 2015
تهديدات لسياسيين يقفون ضد "الحشد الشعبي" (فرانس برس)
+ الخط -

بات التهديد بالقتل أو الإقصاء عن العمل السياسي، من الوسائل المعتمدة للضغط على بعض السياسيين العراقيين ممن يقفون على الحياد أو يتخذون مواقف تختلف مع توجّهات بعض الجهات الداعمة للمليشيات المتنفّذة في الساحة العراقيّة، الأمر الذي يجبرهم على التنازل عن مواقفهم وتغييرها حرصاً على أرواحهم ومناصبهم.

وتعوّل الكثير من الجهات في "اللعبة السياسيّة" العراقية على القتل والتهديد لمعارضيها، مما يجعل من العملية السياسية في البلاد عملية هشّة لا تكاد تستقر، كما تتسبب في عدم إمكانية حدوث إصلاحات فعلية في البلاد، خصوصاً أنّ الإصلاحات تتعارض مع مصالح المليشيات التي تهدّد وتتوعد.

وفي هذا السياق، قال القيادي في ائتلاف "دولة القانون"، الذي يتزعمه نائب الرئيس العراقي نوري المالكي، النائب موفق الربيعي، إنّ "السياسيين الذين يحاولون النيل من انتصارات القوات الأمنية والحشد الشعبي في صلاح الدين هدفهم إنقاذ ما تبقّى من عصابات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ولن يكون لهؤلاء مكان في العملية السياسية بعد نهاية الدواعش عسكرياً".

وأضاف الربيعي في بيان صحافي، أنّ "أبناء المناطق الغربية أصبحوا الآن أكثر وعياً من ذي قبل لأنهم عرفوا حقيقة السياسيين الذين يدعمون "داعش"، ويحاولون النيل من انتصارات القوات الأمنية والحشد الشعبي في صلاح الدين التي وصلت مراحلها الأخيرة، لذلك فإنّ الانتخابات المقبلة لن تفرز السياسيين الدواعش الذين يدعمون تلك العصابات بالمال وإثارة الرأي العام بتصريحات طائفية تستفز الحشد الشعبي".

وشدّد على أنّ "هؤلاء السياسيين الذين يتحدثون باسم داعش، سيرون أنّهم في الجانب الخطأ من المعادلة الوطنية في ميزان العملية السياسية القائمة في العراق"، معتبراً أن "العراق لن يوافق على الوقوف في الحياد أو الانتظار على التل لرؤية من هو الغالب للوقوف معه".

وهدّد الربيعي بعض السياسيين بالقول "إذا لم تكونوا مع القوات الأمنية والحشد الشعبي فأنتم مع داعش، ولن نسمح بالأصوات النشاز القديمة الحديثة التي أوصلت العراق إلى مرحلة داعش أن تتكلم من جديد".


اقرأ أيضاً: البرلمان العراقي يدعم المليشيات

ويقول نائب عن تحالف القوى (السنيّة)، إن "النواب السنّة أصبحوا الحلقة الضعيفة بالعمليّة السياسية في البلاد"، موضحاً أن "سيطرة المليشيات على الساحة العراقيّة وتهديدها لنا بشكل علني وغير علني، يحتم علينا التزام الصمت في بعض الأحيان، أو الحديث خلافاً لقناعاتنا".

ويرى النائب الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "العمل السياسي في العراق أصبح عملاً لا أخلاقيّاً، فأنت مسؤول كسياسي وممثل للشعب، أمام الله والناس عن قول الحق والعمل لنصرة المظلوم، لكنك تُجبَر على المحاباة والمجاملات التي تجرّدك من الأخلاق".

ويؤكد أن "لا شيء يحميك في العراق من المليشيات، ولا قانون يحميك من إلقاء التهم عليك، ومقاضاتك بتهمة الإرهاب ودعمه، والتي توصلك الى الإعدام بلا ذنب، إلا لأنك خالفت رأي الآخرين".

ويبدو أن تلك التهديدات كانت السبب في تغيير نواب الكتل السنيّة أخيراً مواقفهم تجاه الأزمات السياسية التي يمر بها البلد، الأمر الذي أفقدهم ثقة ناخبيهم. وكان القيادي في "تحالف القوى" طلال الزوبعي، قد قال في حديث سابق لـ"العربي الجديد"، إنّ "هاجس الخوف غيّب هوية السنّة من خلال ممثليهم، الذين يخشون أن يُحسبوا على داعش، فسعوا إلى تغيير مواقفهم".

وكان ممثلو هذا المكوّن في العراق يتحدثون عن معاناة أبناء المحافظات الست وما لحق بهم من أذى من قِبل "داعش" والمليشيات، غير أن الكثير من مواقفهم تغيّرت وبات بعضهم يؤيد المليشيات.

المساهمون