لا يخشى السوريّون الموت والدمار والتشرّد الناتج عن القصف الجوّي والصاروخي لقوّات النظام السوري وروسيا فقط. فالقصف اليومي يؤدّي إلى جرح مئات المدنيّين في مدينة دوما في ريف دمشق الشرقي. وهذه الإصابات قد تؤدي في بعض الأحيان إلى عاهات دائمة. والأكثر خطورة يتمثّل في القنابل التي لا تنفجر مباشرة.
في هذا السياق، يفيد المكتب الطبّي في دوما، في حديث إلى "العربي الجديد"، بأن طفلاً يدعى جاسم (10 سنوات) كان قد فقد أصابعه حين كان يلعب مع أشقائه الأصغر سناً. في ذلك اليوم، أمسك بقطعة حديدية وأخذ يطرق بها على الأرض. فجأة، انفجرت فيه وبابن خالته، ولم ير نفسه إلا في المستشفى. يضيف أنه بعد إجراء الإسعافات الأولية للطفلين، خضعا لجراحة، إلا أن إصابة جاسم كانت بليغة، وقد فقد أربعة أصابع من يده اليمنى، بالإضافة إلى تشوّه كفّ يده اليسرى، ولم يعد قادراً على استخدامها إلا بنسبة 20 في المائة.
يشير المكتب الطبي إلى أن الطبيب المشرف على علاج جاسم أكد أن الطفل بات عاجزاً عن الكتابة أو حتى حمل الملعقة لتناول الطعام. كذلك، لا يستطيع القيام بالأعمال اليدوية الدقيقة.
في السياق، نقل المكتب الطبي عن الطبيب المتخصّص بأمراض العظام، أبو القاسم، أن حالة الطفل جاسم ليست الأولى في دوما، بل هناك حالات كثيرة بترت أطرافها. هذه الحالات لا تقتصر على دوما، بل هي موجودة في عموم بلدات الغوطة الشرقية. يضيف أن الإصابات في الأطراف في دوما كثيرة، لافتاً إلى أن البعض تعرضوا إلى جروح في الجلد أو إصابات في العضل أو إلى كسور. يتابع أن بعض الإصابات البليغة قد تؤدّي إلى بتر الأطراف "أحياناً نكون قادرين على معالجة الكسور".
ويلفت المكتب الطبي في دوما إلى تسجيل زيادة في حالات البتر في الأطراف مع بداية الشهر العاشر من عام 2015، من جراء استخدام القنابل العنقودية من قبل الطيران الحربي، ما أدى أيضاً إلى زيادة عدد الأشخاص الذين بترت أطرافهم، خصوصاً الأطراف السفلى. وما بين أغسطس/ آب 2015 ويوليو/ تموز 2016، وثّق المكتب 126 حالة بتر أطراف.
اقــرأ أيضاً
يشار إلى أنه خلال تلك الفترة، بدأ الطيران الحربي الروسي شنّ غارات على المدنيّين في سورية، وكانت البداية في نهاية سبتمبر/ أيلول 2015. يلفت المكتب الطبي إلى أن "أية حالة تستوجب البتر تحدث بوجود عدد من الأطباء المتخصّصين. هؤلاء يناقشون جميع الحالات قبل اتّخاذ القرارات".
المكتب الطبّي تحدّث أيضاً عن الطفل فراس (13 عاماً)، الذي أصيب مؤخّراً خلال قصف مدينة دوما في بطنه ويديه. ونتيجة لإصاباته الكثيرة، أجريت له عدة عمليات جراحية. لم تبتر يده اليسرى، إلا أنه بالكاد بات قادراً على تحريكها. كذلك الأمر بالنسبة لأصابع يده اليمنى.
وعن الخطوات التي يعتمدها المكتب للحدّ من وقوع إصابات، يقول مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني في ريف دمشق، محمود آدم، لـ "العربي الجديد"، إنهم أطلقوا حملات توعية في الغوطة الشرقية حول كيفيّة التعامل مع مخلفات القصف العنقودي، لافتاً إلى أن "الحملات استهدفت الأطفال، كونهم الأكثر عرضة للإصابات التي تؤدي إلى البتر، والناجمة عن القصف ومخلفاته، خصوصاً أنهم يلعبون بالأجسام التي قد تنفجر من دون إدراكهم خطورتها. يضاف إلى ذلك استهداف النظام السوري وروسيا المدارس مؤخراً".
ويلفت آدم إلى أن الدفاع المدني "يواجه صعوبة كبيرة لدى قيامه بعمليات الإسعاف، خصوصاً إذا كانت الإصابات في الأطراف السفلية، إذ إن القنابل العنقودية تنفجر لدى ملامستها الأرض أو أي جسم صلب، ما يؤدي إلى البتر أو الموت فوراً. وعادة ما يكون عناصر الدفاع المدني عرضة للخطر أثناء قيامهم بعمليات الإسعاف".
ويؤكّد مدير مكتب الهيئة السوريّة للإعلام في دمشق، ياسر الدوماني، لـ "العربي الجديد"، أن المجلس المحلي في مدينة دوما وثّق مقتل 684 مدنيّاً، بينهم 1147 طفلاً و522 امرأة، عدا عن آلاف الجرحى غير الموثّقة أسماؤهم في مدينة دوما، وذلك منذ اندلاع الثورة السورية في مارس/ آذار في عام 2011.
وتتعرّض مدينة دوما والغوطة الشرقية بشكل عام لحصار من قبل قوات النظام السوري والمليشيات الموالية، الأمر الذي يؤثّر سلباً على إجراء عمليات جراحية وعمليات الإنقاذ في المنطقة بشكل عام، هي التي تعاني من تردٍّ في القطاع الطبي بسبب نقص الأدوية والمعدات الطبية.
اقــرأ أيضاً
في هذا السياق، يفيد المكتب الطبّي في دوما، في حديث إلى "العربي الجديد"، بأن طفلاً يدعى جاسم (10 سنوات) كان قد فقد أصابعه حين كان يلعب مع أشقائه الأصغر سناً. في ذلك اليوم، أمسك بقطعة حديدية وأخذ يطرق بها على الأرض. فجأة، انفجرت فيه وبابن خالته، ولم ير نفسه إلا في المستشفى. يضيف أنه بعد إجراء الإسعافات الأولية للطفلين، خضعا لجراحة، إلا أن إصابة جاسم كانت بليغة، وقد فقد أربعة أصابع من يده اليمنى، بالإضافة إلى تشوّه كفّ يده اليسرى، ولم يعد قادراً على استخدامها إلا بنسبة 20 في المائة.
يشير المكتب الطبي إلى أن الطبيب المشرف على علاج جاسم أكد أن الطفل بات عاجزاً عن الكتابة أو حتى حمل الملعقة لتناول الطعام. كذلك، لا يستطيع القيام بالأعمال اليدوية الدقيقة.
في السياق، نقل المكتب الطبي عن الطبيب المتخصّص بأمراض العظام، أبو القاسم، أن حالة الطفل جاسم ليست الأولى في دوما، بل هناك حالات كثيرة بترت أطرافها. هذه الحالات لا تقتصر على دوما، بل هي موجودة في عموم بلدات الغوطة الشرقية. يضيف أن الإصابات في الأطراف في دوما كثيرة، لافتاً إلى أن البعض تعرضوا إلى جروح في الجلد أو إصابات في العضل أو إلى كسور. يتابع أن بعض الإصابات البليغة قد تؤدّي إلى بتر الأطراف "أحياناً نكون قادرين على معالجة الكسور".
ويلفت المكتب الطبي في دوما إلى تسجيل زيادة في حالات البتر في الأطراف مع بداية الشهر العاشر من عام 2015، من جراء استخدام القنابل العنقودية من قبل الطيران الحربي، ما أدى أيضاً إلى زيادة عدد الأشخاص الذين بترت أطرافهم، خصوصاً الأطراف السفلى. وما بين أغسطس/ آب 2015 ويوليو/ تموز 2016، وثّق المكتب 126 حالة بتر أطراف.
يشار إلى أنه خلال تلك الفترة، بدأ الطيران الحربي الروسي شنّ غارات على المدنيّين في سورية، وكانت البداية في نهاية سبتمبر/ أيلول 2015. يلفت المكتب الطبي إلى أن "أية حالة تستوجب البتر تحدث بوجود عدد من الأطباء المتخصّصين. هؤلاء يناقشون جميع الحالات قبل اتّخاذ القرارات".
المكتب الطبّي تحدّث أيضاً عن الطفل فراس (13 عاماً)، الذي أصيب مؤخّراً خلال قصف مدينة دوما في بطنه ويديه. ونتيجة لإصاباته الكثيرة، أجريت له عدة عمليات جراحية. لم تبتر يده اليسرى، إلا أنه بالكاد بات قادراً على تحريكها. كذلك الأمر بالنسبة لأصابع يده اليمنى.
وعن الخطوات التي يعتمدها المكتب للحدّ من وقوع إصابات، يقول مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني في ريف دمشق، محمود آدم، لـ "العربي الجديد"، إنهم أطلقوا حملات توعية في الغوطة الشرقية حول كيفيّة التعامل مع مخلفات القصف العنقودي، لافتاً إلى أن "الحملات استهدفت الأطفال، كونهم الأكثر عرضة للإصابات التي تؤدي إلى البتر، والناجمة عن القصف ومخلفاته، خصوصاً أنهم يلعبون بالأجسام التي قد تنفجر من دون إدراكهم خطورتها. يضاف إلى ذلك استهداف النظام السوري وروسيا المدارس مؤخراً".
ويلفت آدم إلى أن الدفاع المدني "يواجه صعوبة كبيرة لدى قيامه بعمليات الإسعاف، خصوصاً إذا كانت الإصابات في الأطراف السفلية، إذ إن القنابل العنقودية تنفجر لدى ملامستها الأرض أو أي جسم صلب، ما يؤدي إلى البتر أو الموت فوراً. وعادة ما يكون عناصر الدفاع المدني عرضة للخطر أثناء قيامهم بعمليات الإسعاف".
ويؤكّد مدير مكتب الهيئة السوريّة للإعلام في دمشق، ياسر الدوماني، لـ "العربي الجديد"، أن المجلس المحلي في مدينة دوما وثّق مقتل 684 مدنيّاً، بينهم 1147 طفلاً و522 امرأة، عدا عن آلاف الجرحى غير الموثّقة أسماؤهم في مدينة دوما، وذلك منذ اندلاع الثورة السورية في مارس/ آذار في عام 2011.
وتتعرّض مدينة دوما والغوطة الشرقية بشكل عام لحصار من قبل قوات النظام السوري والمليشيات الموالية، الأمر الذي يؤثّر سلباً على إجراء عمليات جراحية وعمليات الإنقاذ في المنطقة بشكل عام، هي التي تعاني من تردٍّ في القطاع الطبي بسبب نقص الأدوية والمعدات الطبية.