لعبة القوى الأمنية

28 اغسطس 2015
خلال الاشتباكات في وسط بيروت (حسين بيضون)
+ الخط -
بينما كان لبنانيّون ينشرون صوراً وفيديوهات من قلب التظاهرات، أظهر بعضها اعتداءات القوى الأمنية والاستخدام المفرط للعنف ضدّ المتظاهرين، كانت القوى الأمنيّة تستخدم اللعبة الإعلاميّة لتعكس الصورة.

على حساباتها على مواقع التواصل، قامت "قوى الأمن الداخلي" بحملةٍ إعلاميّة لتخرج في مظهر "المظلوميّة". وبالنسبة للمتظاهرين، كان الأمر واضحاً: تحصل "أعمال شغب"، فتتجاهلها القوى الأمنيّة، بحجّة "حماية حق اللبنانيين في التظاهر وحرية التعبير"، ليقوم عناصر منها بتصوير الأحداث، ونشرها فوراً على مواقع التواصل، مع استخدام لغةٍ عاطفيّة.

على إحدى صور زجاجات المياه "المملوءة بالبنزين"، كما قيل، علّقت الصفحة "صورة لقنابل المولوتوف التي يرميها المشاغبون على القوى الأمنيّة".

وفي منشور آخر، كتبت: "صور مُحزنة لأعمال التخريب في وسط بيروت"، بالإضافة إلى صورةٍ لحريق أشعله متظاهرون على السياج الشائك في ساحة رياض الصلح، وعلّقت بالقول: "قوى الأمن تحافظ على موقعها".

كما نشرت الصفحة صورةً لعنصر درك يُقبّل رأس مواطن، وصورةً أخرى لعنصر أمن يبكي بعد إصابته في المواجهات التي دارت مع المتظاهرين، ولعنصرين يُداعبان طفلاً في إحدى التظاهرات وغيرها مع عبارة "نُكافح الشغب لنحميك".

إلى ذلك، أطلق مستخدمون وسم "#متضامن_مع_قوى_الامن"، لتستغلّه الصفحة على "تويتر" عبر إعادة تغريد "تفويض لبنانيين للقوى الأمنية للتعامل مع المشاغبين"، والذي استُخدم لاحقاً ضدّ متظاهرين سلميين، نشروا شهاداتهم عن تعرضهم للعنف والضرب والاعتقال... لتعود وتُطلق بياناً تؤكّد فيه على "احترامها لحريّة التعبير السلمي".

اقرأ أيضاً: الإعلام اللبناني منقسماً بين السلطة والشعب
المساهمون