كشفت اللجنة البرلمانية لتقصي الحقائق فى وقائع الفساد ومافيا التلاعب في توريدات القمح وإهدار المال العام لصالح مستوردي القمح عن تباين في السياسات والشفافية بين نظام، الدكتور محمد مرسي، والجنرال عبد الفتاح السيسي.
في أحد حقول القمح بقرية بنجر السكر، التابعة لمحافظة الإسكندرية، افتتح الدكتور محمد مرسي موسم حصاد القمح، وفي هذا اليوم قال "الفلاح المصري في عين الشعب المصري، ننتج حتى لا يتحكم فينا أحد، من يريد أن يكون عنده إرادة لازم ينتج غذاءه، أوقفنا استيراد مليون طن من القمح".
في عهده وفرت الحكومة التقاوي، والأسمدة ومياه الري، والسولار، ولم تسجل أسعار الأسمدة الزراعية أي زيادة في عهده، فزادت مساحة القمح 10%، وزاد محصول القمح بنسبة 30% عن موسم 2012! حسب إحصائيات وزارة الزراعة الأميركية.
في عهد، الجنرال عبد الفتاح السيسي، زادت أسعار الأسمدة بنسبة 42%، والسولار بنسبة 75%، وأعلنت الحكومة عن تخفيض سعر القمح بحدود 1000 جنيه في كل طن عن السعر الذي سبق وأعلن في عهد الدكتور مرسي.
وعلى الرغم من انخفاض المساحة بنسبة 16%، فقد أعلن وزير التموين، خالد حنفي، شراء 5 ملايين طن من القمح، سرعان ما كشفت اللجنة البرلمانية، عن عمليات شراء وهمي بنسبة 40%، وأقيل الوزير على خلفية هذا الفساد!
وعلى الرغم من تخفيض الجنرال السيسي وزن رغيف الخبز إلى 90 غراماً نزولاً من 130 غراماً، وتحديد عدد الأرغفة بخمسة للفرد، وادعاء توفير 1.9 مليون طن من القمح ناتجة عن تطبيق منظومة الخبز، ولكن قفز الاستيراد في عهده إلى 11 مليون طن! وعلى الرغم من انخفاض أسعار القمح إلى 170 دولاراً للطن، فإن فاتورة دعم الخبز زادت في الموازنة إلى 30 مليار جنيه، ضل نصفها أفواه الفقراء وامتلأت به كروش المستوردين وأصحاب المطاحن والمخابز والموظفين المقربين من النظام!
في عهد الدكتور مرسي انخفض معدل استيراد القمح إلى 7 ملايين طن، ولم تزد فاتورة دعم الخبز عن 21 مليار جنيه، على الرغم من ارتفاع السعر العالمي في عهده إلى 330 دولاراً، ما يعكس سياسة النزاهة والشفافية التي تميز بها وزير التموين، باسم عودة.
وعلى الرغم من ذلك كانت جبهة الإنقاذ تطالب بإقالته.
وفي الوقت الذي كان نظام، الجنرال السيسي، يعرقل مزارعي القمح أثناء بيعهم المحصول ووزير التموين يسهل للتجار ورجال الأعمال التربح من توريدات القمح الوهمية ونقاط الخبز، كان البنك الدولي يستقبل وزير التموين لعرض منظومة الخبز الناجحة للاستعانة بها في الدول الأخرى!
استهدف مرسي أن تكتفي مصر ذاتياً من القمح في 4 سنوات، تحقق 30% منها في عامه الأول، وربما كان هذا أحد أسباب مباركة الولايات المتحدة الانقلاب عليه. أما الجنرال السيسي فلم ينطق بالاكتفاء الذاتي من القمح مطلقاً، وكان تصريح وزير تموينه "لا يجب أن يكون عندنا اكتفاء ذاتي من القمح، وليس من مصلحة مصر أن تكتفي ذاتياً من القمح" مستهجناً، وكتبت جريدة الأهرام القومية عن مخطط لوزارة التموين لتدمير القمح لصالح مافيا المستوردين، وهو ما انكشف في قضية فساد القمح، هذا الموسم، واعتبرته الإيكونوميست أكبر دليل على عدم كفاءة الحكومة المصرية!
يواجه الدكتور مرسي ووزيره المؤتمن أحكاماً بالسجن والإعدام، أما خالد حنفي المتهم من البرلمان في قضايا فساد القمح مازال حراً طليقاً، وحظي بشكر وتقدير مجلس الوزراء، وربما انتقل للعمل بالبنك الدولي!