18 اغسطس 2020
لجوء نجوم... "سيارة ومنزل"
أُصيبت شابة ولدت في الغرب، لأم غربية ووالد عربي، بحماسة نشاط شبابي في المهاجر مع تدفق اللاجئين، لمساعدتهم بالترجمة. ذهبت برفقة "الموظفة الاجتماعية" (أو ما يسميه الناس المرشدة الاجتماعية) لزيارة رسمية لسكن أسرة، بعد حضور الزوجة حديثا بصفة "لمّ شمل"، ملتحقة بزوجها المحظوظ قبل وقف لمّ الشمل.
عند مدخل المنزل درج حديدي يصعد بك إلى بوابته، على اليسار حمام وبجانبه مطبخ وغرفة صغيرة وممر يؤدي من خلال درج إلى صالون صغير وغرفة نوم رئيسة في الأعلى.. بابتسامة يرحب الزوجان الشابان المنتظرين للمولود الأول..
20 دقيقة مدة اللقاء، زيد عليها 10 دقائق عند "بروتوكول التوديع".. حيث ألحت الزوجة أن يسأل الزوج.. وهو متمنع.. فقالت للمترجمة بصيغة صارمة وغير محبذة عند المترجمين: اسأليها، متى سنحصل على البيت؟..
تسمّرت المترجمة في مكانها، تقلّب السؤال في ذهنها، قبل أن تستشعر المشرفة أن ثمة شيئاً، ملحة على معرفة ما قيل.. امتقع وجهها وهي تكرر "بيت؟! أنتما تعيشان في منزل الآن".. فأردفت الزوجة: "لأنه سيكون لدينا طفل وسمعنا أنه يحق لمن لديهم طفل الحصول على منزل أكبر".
يبدو أن "سمعنا" خففت قليلا الجو الذي شحن.. ابتسمت الموظفة، وبشكل آلي فعلت المترجمة، لتعيد بطريقة اسكندنافية خاصة، خالطة بين الجد والهزل اللاذع: من قال لكما أخطأ كثيرا، وقالوا لغيركم أنه نعطي سيارة مع المنزل.. لدينا نحو 25 ألف طالب/ة في المرحلة الجامعية يعيشون الآن، مع بدء الموسم، بلا مسكن، وبعضهم أزواج مثلكما، هم محظوظون إن كان أهلهم في مدينة الجامعة نفسها.. فكونوا قنوعين بأن لكم بوابة خاصة بكم"..
إشكالية قالوا لنا.. خلقت لكثيرين، ممن أصروا على الوصول إلى السويد خيبات وصدمات.. بنى بعضهم تصورات وآمال.. واشتبك بالأيدي مع الشرطة الدنماركية على طرقاتها، مصرا على منع تسجيله لاجئاً في البلد، للوصول إلى السويد.. لكن الواقع أوصل بعضهم اليوم إلى ترديد "لو كنت أعرف أن الواقع هكذا لما جئت".
بالمناسبة، يفرح اليمين المتشدد بقصص امتعاض بعضهم.
حين سألت المترجمة: وكيف كانت الزيارة الثانية؟
عند مدخل المنزل درج حديدي يصعد بك إلى بوابته، على اليسار حمام وبجانبه مطبخ وغرفة صغيرة وممر يؤدي من خلال درج إلى صالون صغير وغرفة نوم رئيسة في الأعلى.. بابتسامة يرحب الزوجان الشابان المنتظرين للمولود الأول..
20 دقيقة مدة اللقاء، زيد عليها 10 دقائق عند "بروتوكول التوديع".. حيث ألحت الزوجة أن يسأل الزوج.. وهو متمنع.. فقالت للمترجمة بصيغة صارمة وغير محبذة عند المترجمين: اسأليها، متى سنحصل على البيت؟..
تسمّرت المترجمة في مكانها، تقلّب السؤال في ذهنها، قبل أن تستشعر المشرفة أن ثمة شيئاً، ملحة على معرفة ما قيل.. امتقع وجهها وهي تكرر "بيت؟! أنتما تعيشان في منزل الآن".. فأردفت الزوجة: "لأنه سيكون لدينا طفل وسمعنا أنه يحق لمن لديهم طفل الحصول على منزل أكبر".
يبدو أن "سمعنا" خففت قليلا الجو الذي شحن.. ابتسمت الموظفة، وبشكل آلي فعلت المترجمة، لتعيد بطريقة اسكندنافية خاصة، خالطة بين الجد والهزل اللاذع: من قال لكما أخطأ كثيرا، وقالوا لغيركم أنه نعطي سيارة مع المنزل.. لدينا نحو 25 ألف طالب/ة في المرحلة الجامعية يعيشون الآن، مع بدء الموسم، بلا مسكن، وبعضهم أزواج مثلكما، هم محظوظون إن كان أهلهم في مدينة الجامعة نفسها.. فكونوا قنوعين بأن لكم بوابة خاصة بكم"..
إشكالية قالوا لنا.. خلقت لكثيرين، ممن أصروا على الوصول إلى السويد خيبات وصدمات.. بنى بعضهم تصورات وآمال.. واشتبك بالأيدي مع الشرطة الدنماركية على طرقاتها، مصرا على منع تسجيله لاجئاً في البلد، للوصول إلى السويد.. لكن الواقع أوصل بعضهم اليوم إلى ترديد "لو كنت أعرف أن الواقع هكذا لما جئت".
بالمناسبة، يفرح اليمين المتشدد بقصص امتعاض بعضهم.
حين سألت المترجمة: وكيف كانت الزيارة الثانية؟
بحزم مرفق بإشارة كف اليد: هي المرة الأولى والأخيرة.. ففي طريق العودة بالسيارة مع المرشدة سمعت كلاما لم يُترجم.. فأخبرتها أن تبحث عن مترجمة أخرى للموعد القادم.. لن أترجم بعد الآن.