سلّمت لجنة صيانة الدستور الإيرانية، اليوم الثلاثاء، أسماء من قبلت ترشحهم ومنحتهم صفة الأهلية للمشاركة في الانتخابات المقبلة لمجلس خبراء القيادة، لوزارة الداخلية في البلاد، مستثنية اسم حسن الخميني، حفيد الإمام روح الله الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية.
وسمحت اللجنة لـ166 مرشحاً بخوض السباق الانتخابي، في 26 فبراير/شباط القادم، وهذا العدد من أصل 800 شخص سجلّوا أسماءهم للترشح في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ومن بين الأسماء التي لم تقر أهليتها، اسم حسن الخميني، فضلاً عن إمام جمعة طهران آية الله كاظم صديقي، وعضو الهيئة العلمية في مؤسسة الإمام الخميني مرتضى طهراني، ومدرس الحوزة العلمية في قم مهدي طائب، بالإضافة إلى النائب السابق في البرلمان الإصلاحي رسول منتجب نيا، ومستشار الرئيس الإيراني للشؤون البرلمانية مجيد أنصاري.
ونقل موقع "تسنيم"، أن السبب الرئيسي لرفض ترشح هؤلاء رغم استيفائهم لبعض الشروط، هو تغيبهم عن الامتحان، الذي يحدد مدى مطابقة امتيازاتهم العلمية لمعايير العضوية في مجلس الخبراء، حيث وجهت لهم الدعوة مرتين لحضور الامتحان الذي جرى على مرحلتين لكنهم تغيبوا عنه، بحسب هذا الموقع.
غير أنّ مقربين من الخميني، المحسوب على كل من المعتدلين والإصلاحيين، ذكروا أنه لم توجه له أي دعوة بهذا الشأن، معتبرين أنه يستوفي المعايير، وأشاروا إلى أنه من المفترض أن تكون شهادة أساتذة الحوزة العلمية التي يعد الخميني واحداً منهم حول كونه رجل دين حائز على درجة الاجتهاد كافية، فلا داعي للمشاركة في الامتحان ليثبت هذا الأمر، كما اعتبر البعض.
ويشارك عادة في امتحان مجلس خبراء القيادة الشفهي والكتابي على حد سواء، من توجه لهم الدعوة فقط، وغالبيتهم ممن يتقدمون لانتخابات هذا المجلس للمرة الأولى، وممن لم يكونوا أعضاء فيه في دورة سابقة.
ونقلت وكالة "إيسنا" الرسمية، أن من بين الأسماء التي تم تأييد ترشحها اسم الرئيس الحالي حسن روحاني، ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام أكبر هاشمي رفسنجاني، ورئيس مجلس الخبراء الحالي محمد يزدي، ورئيس لجنة صيانة الدستور أحمد جنتي.
وفي مؤتمر صحافي، قال المتحدث باسم لجنة صيانة الدستور، سيامك راهبيك، إنّ 207 أشخاص من المتقدمين رفض ترشحهم، و158 آخرين انسحبوا من أنفسهم، فضلاً عن وجود 118 اسماً، وصفهم بغير المستوفين للشروط الأساسية ولا يحق لهم المشاركة أو تقصي أهليتهم من عدمها، بالإضافة لوجود 150 شخصا تغيبوا عن الامتحان المطلوب، وهو ما يجعل عدد المقبولين لخوض السباق الانتخابي 166 وحسب.
من جهته، قال وكيل وزارة الداخلية الإيرانية حسين علي أميري، إنه تم تأييد أهلية 37 مرشحاً عن مدينة طهران، مشيراً إلى أن من تم رفض ترشحهم يستطيعون تقديم اعتراضهم من تاريخ 28 إلى 30 الشهر الجاري، ليتم التشاور حول ملفهم وأسباب اعتراضهم من قبل لجنة صيانة الدستور مجدداً.
يذكر أن مجلس خبراء القيادة، هو المؤسسة التي تشرف على عمل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، وهو الجهة الوحيدة التي يحق لها عزله وتعيين خلف له، سواء بحال الوفاة أو بحال فقدان الأهلية، بحسب ما جاء في الدستور الإيراني.
ويبلغ عدد أعضائه الحاليين 99 شخصاً، وينتخب هؤلاء وكلهم من رجال الدين، مرة كل ثماني سنوات، ويتمثل كل نصف مليون نسمة في كل محافظة إيرانية بعضو واحد في المجلس، ما يعني أن زيادة عدد السكان في كل مدينة إيرانية تسمح بزيادة عدد الأعضاء والمرشحين في كل دورة انتخابية للخبراء.