لتونس وردة..

08 أكتوبر 2014
+ الخط -

مرة كان للفلسطيني دفء مديد، وشعب حمله وتحمله، فتح قلبه وبلده، وزاد من زرع أرضه لتكفي ضيفه وتكفيه. كان هذا بعدما ضاق الجميع بعواصمه، وحتى أصغر مدنه، بهذا الضيف ثقيل الحمل الثوري، ثقيل بما يحمله ويحلم به، ثقيل برحلته تجاه الغرب من نهر الأردن.

وبعد أكثر من ثلاثة عقود، يقف الشعب التونسي، كما عودنا، بجمال بهي، وبهيبة وقورة، أمام أحد أبرز وأعمق أسئلة حصاد الحرية، يقف منافحاً عن الربيع وعن العربي، مدافعاً عن الحرية، غير هارب من ثمنها، ليقول للفلسطيني، وللعربي، لا تتعب يا أخي، وإن طال الاستعمار، وإن تجبرت الديكتاتوريات، فنحن على موعد مع دق أجراس حريتنا، ولن نتلكأ، ولن نتأخر، ومن تعب سنحمله معنا، وسنرفض انسحابه، ونثنيه عنه، لأن الربيع هناك.. خلف إرادة الشعوب وحزمها.

كثيرون هم شهداء ثورة الياسمين، وغزير هو العطر الفواح من دمائهم، وكريم هو الشعب الذي ولدهم وحضنهم وخرج معهم في ثورتهم، ولم يعد إلى منازله، بعد أن طالتهم يد القمع والغدر السلطوي. كما لم يتوقف  هذا الشعب الدافئ عند "بن علي هرب"، بل وأصر أن يكون له دستور ودولة ورئيس، وأن يعيش ما يعرف بالمرحلة الانتقالية، وأن يصل إلى ما سيتم بعد أسابيع قليلة من تتويج لمسار الثورة الديمقرطية الشعبية.

هنيئا لتونس شعبها، وهنيئا للتوانسة تونسهم، هنيئا لنا بتونس، التي "لن نشفى من حبها"، ولها من القلب وردة، ومن فلسطين نتطلع إلى شواطئ الحرية فيك تونس لتزهر مع مقاومتنا علينا.

avata
avata
أدهم الداموني (فلسطين)
أدهم الداموني (فلسطين)