أجمعت المواقف السياسية التي عبّرت عنها الكتل النيابية اللبنانية اليوم على ضرورة إيجاد مخرج سريع لأزمة الشغور الرئاسي في البلاد، في حين مضى الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، في ترجمة المواقف الإيرانية من خلال مهاجمة السعودية وضم تركيا إلى قائمة الدول التي يستهدفها في خطاباته، دون التطرق إلى الملف السياسي اللبناني الأبرز.
وأكد نصر الله في ذكرى "القادة الشهداء"، مجدداً على وقوفه إلى جانب النظام السوري عسكرياً وسياسياً؛ لأن "سورية هي عامود خيمة المقاومة في المنطقة، وسقوط نظامها يعني تحقيق مصلحة الإسرائيلي في المنطقة، والذي يُفضّل تنظيم القاعدة بجناحيه (داعش والنصرة) على بقاء الرئيس الأسد".
وزعم نصر الله أن "إسرائيل تقدم نفسها حامية للسنة، وتسعى لإقامة تحالفات مع بعض الدول السنية في المنطقة"، مُعتبراً أن الصراع الحالي "سياسي وليس طائفياً".
ووصف استعداد التحالف الغربي لمواجهة تنظيم "الدولة" بـ"التطور المهم"، لكنه شكك في نوايا السعودية وتركيا اللتين أعلنتا عن استعدادهما للمشاركة، داعياً البلدين إلى "قطع إمدادات النفط عن داعش ووقف تسليم جنوب اليمن لها قبل ادعاء محاربتها في سورية، ثم المسارعة لحجز مقاعد على طاولة التفاوض حول سورية".
وقال نصر الله إن "تقاطع التركي والسعودي والإسرائيلي تتم ترجمته في سورية من خلال محاولة داعش إقامة دولة جاهلية مُتوحشة في المنطقة بعد محاولة تقسيم سورية".
اقرأ أيضاً: حزب الله والرئاسة اللبنانية... لهذه الأسباب لا انتخابات قريبة
حرب لبنان الثالثة
كما تطرق نصر الله إلى ما وصفها بمقدمات الحرب الإسرائيلية الثالثة على لبنان، وهي "الحرب النفسية التي يحاول فيها الإسرائيليون شيطنة حزب الله وتشويه صورته واتهامه بالسرقة وغسيل الأموال وتجارة المخدرات، إلى جانب محاولات الاختراق الأمني وتجفيف المنابع المالية واللعب على عامل الحاضنة الشعبية".
واعتبر أن العائق الوحيد أمام إقدام إسرائيل على مهاجمة لبنان هو "وجود مقاومة معها شعبها وجيشها الوطني تمنع الانتصار الإسرائيلي".
وحذّر الأمين العام للحزب الإسرائيليين من خلال التذكير بوجود "15 ألف طن من الغاز في حيفا لا يكلفنا ضربها سوى بضعة صواريخ، وقد وصفها الإسرائيليون بالقنبلة النووية".
واكتفى نصر الله في بداية الحديث بتناول الشأن المحلي من خلال تقديم التعازي بـ"استشهاد الرئيس الراحل رفيق الحريري، وهو واجب أخلاقي وإن اختلفنا مع بعض ورثته"، متمنياً أن "يأتي اليوم الذي تجمع فيه الذكرى جميع اللبنانيين".
اقرأ أيضاً: السلطة اللبنانية تستنفر دبلوماسياً في خدمة المصارف وحزب الله
الهم الرئاسي
ولكن الملف الرئاسي الذي غاب عن حديث نصر الله حضر في مواقف الكتل النيابية التي اجتمعت اليوم، فاعتبرت كتلة "المستقبل" النيابية التي اجتمعت بحضور النائب سعد الحريري أن عودة الأخير "تُسهم من جهة أولى في استعادة وحدة قوى الرابع عشر من آذار، كما تسهم من جهة ثانية وبقوة في استعادة أولوية قضية إنهاء الشغور الرئاسي وضرورة التحرك الجاد من قبل جميع القوى السياسية اللبنانية لإنهاء هذا الفراغ الخطير".
كما جددت الكتلة أيضاً موقف الحريري في دعوة "جميع النواب للمشاركة في جلسات مجلس النواب من أجل ممارسة الحق والواجب الدستوري والطبيعي لنواب الأمة في انتخاب رئيس الجمهورية"، وشددت على "ضرورة الالتزام الكامل من قبل الجميع بالقواعد الديمقراطية البرلمانية المستندة إلى الدستور اللبناني، وبنتائج الانتخابات، ورفض منطق التعيين والتعطيل المستند والمستقوي بالسلاح غير الشرعي".
ودعت الكتلة إلى "إعادة الاعتبار والاحترام لنص وروح اتفاق الطائف والميثاق الوطني، وإلى الأسس الدستورية التي يتمسك بها اللبنانيون على قواعد التشارك في المسؤوليات والواجبات، واحترام حقوق الإنسان وضرورة التقدم على مسارات تحقيق الدولة المدنية السيدة والحرة والمستقلة".
وحيت كتلة المستقبل "الجهود التي تقودها المملكة العربية السعودية لإنقاذ الشعب السوري من أهوال القتل والتهجير الطائفي، ولمحاربة الإرهاب، وفرض الملاذ الآمن للمهجرين".
أما تكتل "التغيير والإصلاح" الذي اجتمع برئاسة النائب ميشال عون، فاعتبر أن "ترجمة الحديث عن الميثاق والدستور لا يمكن أن تُترجم إلا من خلال الشراكة الفعلية وإرادة الشعب، فأين نحن منها؟".
واستنكر التكتل ما سماه "تهميش المكون المسيحي بعد أن قال كلمته (بتبني القوات ترشيح عون للرئاسة)، واختزال التمثيل المسيحي في كل استحقاق نيابي أو حكومي أو رئاسي".
اقرأ أيضاً: نصر الله لحلفائه: "الرئيس القادم من 8 آذار"