وطالب المعتصمون الذين قطعوا الطريق أمام وزارة الداخلية، وافترشوا الأرض، بحلّ قضيّتهم التي مرّ عليها أكثر من ستّ سنوات، وبإقرار حقّهم بالتثبيت من أجل طمأنة عائلاتهم، هم الذين يعيشون، على غرار جميع اللبنانيين في ظل حاضر صعب ومستقبل مجهول معيشياً واقتصادياً ونقدياً واجتماعياً.
ودعا هؤلاء وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي، إلى لقائهم والاستماع إلى مطالبهم وإنصافهم بعد كل هذه السنوات، من خلال تطبيق قانون تثبيت العناصر وانضمام المتطوعين إلى ملاك الدفاع المدني، الذي لا يزال عالقاً، بذريعة عدم تأمين الاعتمادات اللازمة لتغطية كلفة التثبيت. من هنا، دخل مصطفى دمج إلى الوزارة كممثل عن عناصر ومتطوعي الدفاع المدني، لكنه خرج من دون أي جواب إيجابي، ما تسبب في تأجيج غضب المحتجين وإصرارهم على البقاء.
ويقول دمج، لـ "العربي الجديد"، إنّ المسؤول الأمني لوزير الداخلية محمد فهمي، وهو غير معني بالقضية، تدخل شخصياً لتهدئة الأمور بعدما لمس احتمال حصول مواجهات بين القوى الأمنية والمعتصمين، وارتفاع وتيرة التحرّك من قبل عناصر الدفاع المدني، "وطلبني للتحدث إليه، وأخبرني عن أسباب عدم قدرة وزير الداخلية على لقاء عناصر ومتطوعي الدفاع المدني. وكان العذر مقنعاً واحترمت مصارحته لي على الرغم من أن الأمر شخصيّ. ثم فتح المسؤول الأمني أبواب الوزارة ودعا الشبان للدخول، فارتاحوا بدورهم لكلامه".
ويضيف دمج أنّه تم الاتفاق على أن يلتقي المتطوع في الدفاع المدني يوسف ملاح، وزير الداخلية، يوم الإثنين المقبل، لشرح تفاصيل ملف الدفاع المدني، "وعرض وجهة نظرنا وخطتنا البديلة التي من شأنها أن تساهم في تحقيق مطالبنا من دون فرض تكاليف على الدولة اللبنانية". ويشير إلى أنّه تلقى اتصالات من مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق سليم جريصاتي وعدد من المعنيين، وأبلغوه تواصلهم مع وزير الداخلية لإيجاد حلول لهذه القضية.
ويشرح دمج أنّ "المبلغ الذي نحتاج إليه لتثبيت 2500 متطوع في الدفاع المدني هو 75 مليار ليرة لبنانية (نحو 50 مليون دولار)، تبقى منه فقط مبلغ 25 مليار ليرة (نحو 17 مليون دولار)، على أمل تأمين الاعتماد المطلوب وحلّ قضيتنا".
يوسف ملاح الذي تطوّع في جهاز الدفاع المدني التابع لوزارة الداخلية منذ عام 1989، توجه إلى صخرة الروشة في بيروت رافضاً النزول قبل مقابلة وزير الداخلية للاستماع إلى مطالب العناصر والمتطوعين. وناشد، باسم المعتصمين، المسؤولين الاحتكام إلى ضمائرهم وإقرار مشروع تثبيتهم. فهؤلاء العناصر يحملون أرواحهم على أكتافهم من أجل إنقاذ الوطن والمواطن من كل حريق أو غرق أو كارثة طبيعية، غير آبهين لحياتهم التي يعرّضونها للكثير من المخاطر.
وفي هذا السياق، كشف دمج، لـ"العربي الجديد"، أنّ ملاح رفض النزول ومغادرة صخرة الروشة قبل لقاء وزير الداخلية، يوم الإثنين المقبل، "وسنبقى معه حتى موعد المقابلة".