أسبوع موجع ومزدحم شهدته الساحة اللبنانية، بعد انفجار المرفأ الذي سبّب مجزرة ودماراً هائلاً أصاب العاصمة بيروت، تلاه تخبّط على المستوى السياسي، ومبادرات إنسانية من المواطنين وهيئات الإغاثة، في ظلّ غياب الوجود الرسمي للدولة، وصولاً إلى "سبت المحاسبة" الذي شهد احتجاجاتٍ غاضبة ومسيرة تشييع لضحايا "النكبة"، كما يسميها اللبنانيون، قمعتها السلطات اللبنانية، ما تضمّن اعتداءاتٍ وحشيّة على مواطنين غاضبين، من قبل عناصر أمنية وحزبية.
وعكست مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان الأحداث على الأرض، وبينها الدعوات إلى الاحتجاج عبر وسم #السبت_بكل_الساحات، وتحديداً الدعوات إلى "تعليق المشانق في الساحات" للمسؤولين عن المجزرة، عبر وسم #علّقوا_المشانق_بالساحات، بالإضافة إلى "#سبت_الانتقام".
كذلك غرّد اللبنانيون عبر وسوم #لبنان و#بيروت و#لبنان_ينتفض و#نظام_الأمونيوم و#بيروت_منكوبة، معبّرين عن حزنهم الشديد لما أصابهم في المجزرة وقبلها من انهيار اقتصادي وقمع ومصادرة للحقوق والحريات من قبل السلطات، في تغريداتٍ لفّها الغضب وتضمّنت تعبيراً جامعاً عن انعدام الأمل بغدٍ أفضل في هذا البلد، فيما تضمّنت أخرى دعوات إلى "تحرير" المؤسسات الرسمية والجمهورية اللبنانية من النظام الحاكم، وتدعو بيروت إلى أن "تقوم من تحت الردم" وتعلن الثورة.
This is nothing like October 17. This feels like the downfall of a regime #Beirut
— Anis Tabet (@AnisTabet23) August 8, 2020
الرصاص حي والشعب قتيل! #بيروت_منكوبة #بيروت
— Salam khoder (@salam_khoder) August 8, 2020
#سلطة_الأمونيوم pic.twitter.com/Qiq1ipZyRI
— Rawad Taha (@rawadtaha) August 8, 2020
وأثار الانفجار حزناً عميقاً وغضباً واسعاً لدى اللبنانيين، لكنّه أعاد إلى مشهد الانقسام حول الأوجاع في لبنان. وفيما أثار تساؤلاتهم عن سبب تخزين كميات كبيرة من مادة نيترات الأمونيا في المرفأ منذ ست سنوات، من دون أن تحرّك السلطات المعنية ساكناً أو تتخذ أي تدابير حماية خاصة، وجدت السلطات في الانفجار "فرصةً" لما تسمّيه "فكّ الحصار عن لبنان".
الكسندرا نجار، طفلة الثلاث سنوات التي قتلوها في #انفجار_بيروت سننتقم لضحكتك التي سرقوها، نزلت من اجلنا في ١٧ تشرين وسنتظاهر من اجلك ومن اجل كل الضحايا اليوم ٨ آب. دم كل الاطفال برقبة المسؤولين السياسيين. pic.twitter.com/qN5k6YJ3GY
— Sobhiya Najjar صبحية_مع_الناس@ (@Sobhiyanajjar) August 8, 2020
وأعلنت وزارة الصحة، السبت، في حصيلة جديدة ارتفاع ضحايا الانفجار، الذي يعدّ من بين الأكبر في التاريخ الحديث، إلى 158 قتيلاً وأكثر من ستة آلاف جريح، فيما بات عدد المفقودين 21 شخصاً. وشرّد الانفجار نحو 300 ألف من سكان بيروت، نحو مئة ألف منهم أطفال، بحسب "فرانس برس".
وفي الساحات، رفع بعض المحتجين الغاضبين حبال مشانق رمزية، تضمّنت صوراً للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ما يعتبر سابقةً في وسط بيروت، حيث لا تُرفع هذه الشعارات والصور، خوفاً من الاعتداءات. واعتدت عناصر حزبية مؤيدة لحركة أمل وحزب الله، بالفعل، على مواطنين يشاركون في التظاهرات، خلال دخولهم إلى ساحة الاحتجاج وخروجهم منها، في منقطة الرينغ قرب الخندق الغميق.
— VIVIANE AKIKI (@VIVIANEAKIKI) August 8, 2020
رجال نصرالله وبري كسرولي سيارتي وحاولوا يضربوني انا واختي والجيش عم يتفرج عادي. نحنا كنّا بين الناس عبشارة الخوري المتوجهين عالساحة ونزلوا مجموعة حاملة أعلام حزب الله كانت عم تضرب العالم بالعصي عم يقولوا "اللي بشوفوا حامل علم لبنان منقتله" pic.twitter.com/zNWcMOr01G
— basic ghiwa (@GhiwaAbiHaidar) August 9, 2020
لكل واحد شاف صورة زعيمه وحبل المشنقة ملفوفة على رقبته وزعل وصار يبكي وما حرّكتو كل مجازر السلطة الحاكمة من ٣٠ سنة لليوم، رح نقلو : رح تبكي كتير بس تصير الصورة حقيقة اذا مش اليوم بكرا واذا مش بكرا بعد شهور أو سنين.
— Ahmad Issaoui (@IssaouiAhmad) August 8, 2020
باقون وعمر الطغاة قصير. #نظام_الأمونيوم #عبيد_النظام #لبنان
وشنّ هؤلاء حملةً تحريضيّة على مواقع التواصل، تضمّنت عبارات تشفٍّ بضحايا تفجير بيروت، بل وتمنيات بتفجير المتظاهرين في وسط بيروت. ولجأوا إلى نظرية المؤامرة للتصويب على المتظاهرين، متهمين إياهم تارةً بالعمالة، وتارةً بالوقوف وراء انفجار المرفأ تارةً أخرى، ومروّجين أيضاً لاتهام بأنّهم "مدفوعون لإحراق وثائق تدين الفساد منذ عام 1992 في الوزارات"، وذلك بعدما اقتحم متظاهرون وزارات الخارجية والاقتصاد والبيئة والطاقة، بالإضافة إلى جمعية المصارف.
— بامزي عليها السلام (@ChangeLebanon) August 8, 2020
نابغة من نوابغ الحزب الالهي الذي فشلت منظومته الامنية في اكتشاف ٢٧٠٠ طن من الأمونيا على بور بيروت، يحمل المسؤولية عدم الكشف عنها للصحافة!! اللذه انو استاذ جامعي بيدرس صحافة بجامعة المعارف 🤣🤣🤣🤣🤣#صبيان_حمودي pic.twitter.com/N0rBK8jMyz
— riad kobaissi (@riadkobaissi) August 8, 2020
اي اشاعة عن تدمير الداتا بالوزارات منشان التحقيقات كذب
— Assaad Thebian (@Beirutiyat) August 8, 2020
١. كل قطوعات الحساب من ١٩٩٧ حتى اليوم موجودة عند ديوان المحاسبة للتحقيق فيها
٢. في نسخة عن معظم الوثائق وكتير من الادارات بالارشيف بالمحفوظات الوطنية
الحساب جايي جايي ومستحيل تهربوا منه#لبنان. #بيروت #السبت_بكل_الساحات
بيوتنا بلا كهرباء و وزارة الطاقة كلها مضواية و داير المكيفات فيها هي و فازغة pic.twitter.com/1ulmtyuEgQ
— Michel Chamoun (@Michelshamoun) August 8, 2020
اقتحام جمعية المصارف#لبنان_ينتفض pic.twitter.com/FDe1MkFbMn
— Adham Hassanieh أدهم الحسنية (@AdhamMG) August 8, 2020
اقتحام وزارة الاقتصاد في مبنى العازارية #لبنان_ينتفض pic.twitter.com/MyL3hOKT8A
— Larissa Aoun (@LarissaAounSky) August 8, 2020
وكانت مواقع التواصل تغطّي كل الأحداث تلك، من الاقتحامات وما حصل داخل الوزارات، والقمع الأمني للمتظاهرين، والهتافات والشعارات ودعوات المحاسبة، كما التصريحات السياسية التي لم يطّلع عليها المتظاهرون، لكون الاتصال بالإنترنت كان بطيئاً جداً في الساحات. ووثّقت اعتداء عناصر أمنية على المواطنين، وكان بينها إطلاق النار المباشر عليهم، وتوثيق الإصابات بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والرصاص الحيّ.
From yesterday #demonstration in #beirut #beyrouth #lebanon #liban after the #explosionBeirut #ImagenNoticias #photojournalism #بيروت تواجه #سلطة_الاجرام pic.twitter.com/u2Gv7aLKd8
— Marwan tahtah (@MarwanTahtah) August 9, 2020
شو عم يلعبوا كاونتر سترايك؟
— Assaad Thebian (@Beirutiyat) August 8, 2020
من اطلاق نار عناصر حرس المجلس النار على المتظاهرين اليوم#Beirut#لبنان_ينتفض#لبنان#السبت_بكل_الساحات pic.twitter.com/J5QhPyvyiU
In these photos, captured yesterday, images of @LebarmyOfficial & people in civilian clothes shooting straight at the protestors. Those are members of the infamous Parliament’s security apparatus, owing its allegiance to the Parliament’s speaker & are mostly members of his party. pic.twitter.com/bNDXRg93H2
— Bachar EL-Halabi | #بيروت (@Bacharelhalabi) August 9, 2020
بعد ما سمعت صوت هيدي القنبلة، نقلنا اكثر من ١٠ إصابات بجروح متفرقة بالجسم مثل شظايا!
— Adham Hassanieh أدهم الحسنية (@AdhamMG) August 8, 2020
من استعمل قنبلة لقتل الناس اليوم بوسط بيروت؟ https://t.co/Rn48vMSH5x
فالين هلأ من الساحة بعد ما ضربوا علينا رصاص حي. عم نمشي بالجميزة. والدنيا مدمرة. نحن بحرب.
— Chajara (@tsokeRawand) August 8, 2020
قبل قليل على مدخل مجلس النواب
— أخبار الساحة (@Akhbaralsaha) August 8, 2020
من بريد الصفحة#أخبار_الساحة #لبنان_ينتفض pic.twitter.com/sFNXuZd8qz
ميليشيات السلطة تسيل دماء فوق دماء،
— Jad Ghosn (@Jad_Ghosn) August 8, 2020
ودموع فوق دموع.
المحرم الذي يتسلق الحكم، ويبقى فيه، على توابيت الناس لا يتوقع منه افضل من الصورة التي نراها اليوم.
ولم يسلم الموثّقون من الاعتداءات. فقد طاولت الصحافيين على الأرض اعتداءات بالضرب بالهراوات والرصاص المطاطي، كما الاختناق بالغاز والإصابات بالحجارة.
وفي وسط بيروت، أصيب مصوّر "ميغافون" مكرم الحلبي بالرصاص المطاطي في رجله أمام جامع العمري. وبحسب "سكايز"، استُهدِف فريق newsgate للخدمات الإعلامية والإخبارية، الذي ضمّ كلاً من المصوّرين والتقنيين ستيفانو روحانا وبيار بطرس ورونالد جورجيوفيتش وجورج مارون وسركيس كشيشيان مرتين وبشكل مباشر بقنابل مسيّلة للدموع أمام جامع محمد الأمين. كذلك أُصيب مراسل LBCI إدمون ساسين، ومراسلة "الجديد" ليال بو موسى، ومصور قناة MTV فادي سكاف، بالحجارة.
وليلاً، اعتدى عناصر من الجيش على مراسل "الجزيرة" الإنكليزية تيمور أزهري، والمصوّرة ريتا قبلان، والباحثة في "هيومن رايتس ووتش" آية مجذوب، بالهراوات، خلال فضّهم المتظاهرين بالقوة من منطقة الرينغ في بيروت، خلال توثيقهم للعملية تلك. وفقدت قبلان الوعي نتيجة الضربة، وخسرت هاتفها. فيما أشار أزهري إلى محاولة جندي أخذ هاتفه من دون أن ينجح.
All of a sudden, Army started beating protesters viscously near ring. As I was filming, army beat me and threw my phone away. Army still beating other protesters. #LebanonProtests pic.twitter.com/COQbWRGzC8
— Aya Majzoub (@Aya_Majzoub) August 8, 2020
Lebanese Army viciously beating protesters at Beirut’s ring road. Was trying to film it and got hit in the head. Am fine. They tried to take my phone. No chance. pic.twitter.com/XBlGJKwmcr
— Timour Azhari (@timourazhari) August 8, 2020
إصابة متظاهرة لبنانية على الهواء مباشرة من قبل قوات مكافحة الشغب خلال الاحتجاجات ضد السياسيين#شاهد_الحرة pic.twitter.com/6cnWsdKVpM
— قناة الحرة (@alhurranews) August 8, 2020