لبنان: سليمان فرنجية ينضم إلى مقاطعي الحوار الوطني ودوائر بعبدا تواصل التحضيرات

23 يونيو 2020
بري يفشل في إقناع فرنجية بالمشاركة بالحوار الوطني (Getty)
+ الخط -
أعلن رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، اليوم الثلاثاء، في تغريدة على حسابه عبر "تويتر" أنّه لن يشارك في الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس ميشال عون بعد غدِ الخميس في قصر بعبدا. 

وتمنّى فرنجية الذي ينتمي إلى "قوى الثامن من آذار" ويعدّ من الحلفاء الثابتين لـ"حزب الله"، للحاضرين "التوفيق بمسيرتهم لإنقاذ الوضع الاقتصادي والأمني والمعيشي وإيجاد الحلول المرجوة". 

وتعدّ خطوة فرنجية الثانية من نوعها في أقلّ من شهرين، إذ سبق له أن قاطعَ "اللقاء الوطني المالي" الذي دعا إليه الرئيس عون في السادس من مايو/أيار الماضي والذي خُصّص لعرض خطة التعافي المالي التي أقرّتها الحكومة في قصر بعبدا بتاريخ 30 إبريل/نيسان الماضي، بذريعة "الحجر المنزلي والتزاماً منه بالقيود الموضوعة على حركة السيارات المفرد والمجوز" فيما السبب الرئيسي وراء "مقاطعة الأمس واليوم" مرتبطٌ بالخلاف الكبير بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل الذي تحوّل أخيراً إلى معركة مفتوحة وعلنية عجز "حزب الله" عن تهدئتها. 

ولم ينجح رئيس البرلمان نبيه بري الذي قاد المشاورات لتأمين حضور مختلف القوى السياسية ودخل على خط مدّ الجسور بين المتخاصمين في إقناع فرنجية بحضور لقاء الخميس.

وانضم فرنجية في مقاطعته إلى رؤساء الحكومات السابقين الذين أعلنوا أمس الاثنين بعد اجتماعٍ مطوّلٍ عُقد في بيت الوسط، عدم المشاركة في الحوار الذي دعا إليه الرئيس عون، وذلك "كرسالة اعتراض صريح على عدم قدرة السلطة مجتمعةً على ابتكار الحلول التي تنقذ لبنان بكل مكوّناته".

واعتبر رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة الذي تحدّث باسم رؤساء الحكومات السابقين، مشيراً إلى أنّ "هذه الدعوة، اليوم، والهدف المعلن منها، تبدو في غير محلّها شكلاً ومضموناً، وتشكل مَضْيعة لوقت الداعي والمدعوين، في وقت تحتاج البلاد في رأينا إلى مقاربات مختلفة لانتشالها من الأزمة الحادة التي تعيشها، ولاستعادة ثقة المواطنين التي انهارت والحاجة لطمأنتهم إلى المستقبل".

وطرحت مقاطعة رؤساء الحكومات السابقين علامات استفهام كبيرة حول مصير اللقاء يوم الخميس ولا سيما أن الهدف الأساسي له يرتكز على حضور كل القوى السياسية من دون استثناء، ومن هنا أتت محاولات الرئيس بري أن يشمل الحضور خليطًا من الطيف السياسي لتعويم اللقاء، وإعطائه جرعة دعم محلية بوجه المفاوضات الدولية التي يخوضها، لا أن يقتصر الاجتماع على لون سياسي واحد.

الجميّل: المطلوب إنقاذ البلد

بدوره، عقد رئيس "حزب الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميّل مؤتمراً صحافياً اليوم الثلاثاء تطرّق فيه إلى اللقاء المرتقب يوم الخميس وقال إن "المطلوب إنقاذ البلد، لكننا نريد حواراً حول استعادة لبنان لموقعه فهل نريد البلد معزولاً أم ساحة للتلاقي؟".
وتمنى الجميّل على الرئيس عون أن "يضع الأمور الأساسية على الطاولة، ونحن أهل الحوار ومن دعاته ونحن من طالبي السلام وأن يكون البلد حضارياً وأن تلتقي الناس مع بعضها البعض، ولا يمكن إلا أن نضع المشاكل الحقيقية على الطاولة لا إسكات الشعب أو تخديره أو أن ننسيه واقعه المرير".

وأضاف الجميّل، "فليكن الحوار حول إعادة انبثاق السلطة وإعادة القرار للناس عبر انتخابات نيابية جديدة وحكومة مستقلة، فالسلطة الحالية غير قادرة على حلّ الأزمات".

و"تواصل دوائر القصر الجمهوري التحضيرات لانعقاد اللقاء الوطني الخميس والذي دعا إليه الرئيس عون بعد التطورات الأمنية المقلقة التي شهدتها العاصمة اللبنانية بيروت وطرابلس (شمال لبنان) قبل أسبوعين، والتي كادت أن تهددَ الاستقرار والسلم الأهلي في البلاد"، وذلك بحسب ما جاء في تغريدة حساب رئاسة الجمهورية عبر "تويتر" كرسالة ردّ على الأخبار التي تحدثت عن احتمال تأجيل اللقاء أو إلغائه بسبب "شحّ الحضور". 

وتمنى رئيس الجمهورية السابق أمين الجميًل على الرئيس ميشال عون تأجيل اللقاء الوطني يوم الخميس، وإعادة ترتيب أولوياته وفق مقتضيات الدستور ومصلحة الدولة العليا بما يحفظ سيادة لبنان ونسيجه الواحد ودوره الريادي وعلاقاته العربية والدولية.

وقال الجميّل، إن الدعوة بالشكل الواردة فيه لا تحاكي الخطر الوجودي المتربص بلبنان في ضوء المخاطر الداخلية والإقليمية ومصادرة السيادة وقرار الدولة، وأي لقاء تغيب عنه هذه الأولويات الثوابت كشرطٍ ملزمٍ لـ"حماية الاستقرار والسلم الأهلي"، كما ورد في نص الدعوة يبقى مشوباً بعيب تكويني ترتد تداعياته على الوطن وأهله.

 

وعمّمت أوساط قصر بعبدا إعلامياً أنّ اللقاء قائم يوم الخميس ولا تأجيل نظراً لأهمية الحوار في الظروف الدقيقة التي يمرّ بها لبنان.

وشملت دعوة الرئيس عون رئيس مجلس النواب نبيه بري ورؤساء الأحزاب والكتل الممثلة في البرلمان، ومن الحاضرين حتى الساعة، إلى جانب الرؤساء الثلاثة عون، بري ودياب، رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل مع توقع حضور "اللقاء التشاوري" رغم التناقضات في مواقف أعضائه، علماً أنه الفريق الوحيد في الطائفة السنية الذي سمّى حسان دياب لرئاسة مجلس الوزراء ومنح الحكومة الثقة في مجلس النواب.
"حزب القوات اللبنانية" برئاسة سمير جعجع، الذي حضر شخصياً لقاء بعبدا الأخير وخرق مقاطعة "قوى 14 آذار" ما زال يدرس مشاركته، وهناك تردد هذه المرة بعدما فشل حوار 6 مايو/أيار في إحراز أي تقدّم ملموس ونتيجة ميدانية، كما أن حزب "القوات اللبنانية" منزعج أيضاً من المؤتمر الصحافي الذي عقده باسيل يوم السبت ووجه فيه رسائل سياسية حادة إلى غالبية الفرقاء السياسيين، بدل تهدئة الساحة وتقريب المسافات حيث تحرص دوائر بعبدا على الجمع لا التفرقة.

دلالات