وبعد استكمال انتقال عناصر "النصرة" وآلاف اللاجئين إلى محافظة إدلب السورية دون أي إشراف أممي أو من منظمات دولية مُعترف بها، أعلن "جهاز الإعلام الحربي"، التابع للحزب، عن "بدء ترتيبات خروج 350 مسلحاً من (سرايا أهل الشام)، وهم آخر التنظيمات السورية التي تنتشر على حدود لبنان الشرقية مع سورية، إضافة إلى عشرات العوائل من مخيمات عرسال اللبنانية باتجاه منطقة الرحيبة في القلمون الشرقي".
وحُدّد يوم غد، السبت، موعداً لنقل عناصر "سرايا أهل الشام" من جرود عرسال في القلمون الغربي إلى مناطق سيطرة "الجيش السوري الحر" في القلمون الشرقي بريف دمشق الشمالي.
وقالت مصادر سورية محلية إنه سيتم، غداً السبت، البدء بنقل عناصر "سرايا أهل الشام" من جرود عرسال تنفيذاً لاتفاق تم مع "حزب الله" اللبناني، ونص على إجلاء العناصر والراغبين بالخروج معهم من المدنيين إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية المسلحة و"الجيش السوري الحر" في القلمون الشرقي.
وعلم "العربي الجديد" من المصادر، أن الاتفاق ينص على خروج مسلحي "سرايا أهل الشام" بسلاحهم الفردي والمتوسط فقط عبر الحافلات إلى مدينة الرحيبة. ويقدر عدد الراغبين بالخروج قرابة خمسة آلاف شخص ثلثهم مدنيون.
وكان مقاتلو "أهل الشام" قد أثاروا الجدل بسبب دورهم في معركة جرود عرسال بين "النصرة" و"حزب الله"، التي خاضوها إلى جانب "النصرة" بعد تعثر مفاوضاتهم مع "حزب الله" لإجلاء آلاف اللاجئين إلى بلدات القلمون مقابل توليهم دور الشرطة العسكرية في المنطقة، قبل أن يُعلنوا انسحابهم من المعركة في يومها الأول واستئناف المفاوضات مع الحزب.
وكادت عملية انتقال أعداد كبيرة من اللاجئين أن تتم، لولا إطلاق الحزب معركته ضد "النصرة"، بعد أيام على إعادة عشرات العائلات إلى بلدة عسال الورد السورية.
ويفتح انتقال "سرايا أهل الشام" إلى الداخل السوري الباب أمام تطورين حدودين يتمثلان في تسليم "حزب الله" المواقع التي سيطر عليها في جرود بلدة عرسال إلى الجيش اللبناني بعد تمشيطها ومصادرة الأسلحة الثقيلة التي تركتها "النصرة" بحسب اتفاق التبادل، واستكمال الجيش للطوق من الجهة اللبنانية على منطقة انتشار عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي في جرود بلدات الفاكهة ورأس بعلبك والقاع، شمالي عرسال.
يذكر أن الجيش اللبناني كثّف منذ الشهر الماضي عمليات الاستطلاع والقصف الجوي والمدفعي على مواقع "داعش" في تلك المنطقة تمهيداً لإطلاق عملية عسكرية للسيطرة على هذه المواقع بعد استقدام تعزيزات كبيرة إلى البلدات المذكورة.
وتعاني المؤسسة العسكرية اللبنانية وخلفها الحكومة من حرج بسبب التنسيق الميداني الذي تفرضه المعطيات الميدانية مع "حزب الله" ومع قوات النظام السوري، في مقابل استمرار تلقي الدعم العسكري والسياسي الأميركي الذي يسمح للجيش بإطلاق عمليته العسكرية المُرتقبة.
ولا يزال مصير 9 عسكريين خطفهم مقاتلو "داعش" من بلدة عرسال عام 2014 مجهولاً، مع رفض السلطات اللبنانية ممثلة باللواء إبراهيم التفاوض مع التنظيم قبل كشف مصيرهم. ويمثل العسكريون التسعة ورقة قوية بيد قيادة "داعش" في الجرود للتفاوض مع الجيش بعد إطلاق المعركة في حال كانوا أحياءً.