يتشارك المواطنون في لبنان هواجس المناخ مع اللاجئين السوريين الذين يُقيم مُعظمهم في مناطق ترتفع أكثر من 600 متر عن سطح البحر، وهي مناطق جبلية باردة لا تتناسب مع الخيم البسيطة التي يُقيم فيها نحو مليون لاجئ مُسجل. وبات انهيار خيام أو وفاة عدد من اللاجئين من البرد خبراً عادياً ضمن نشرات الأخبار في لبنان منذ ستة أعوام.
ويشير رئيس مصلحة الأرصاد الجوية في مطار بيروت الدولي، المهندس مارك وهيبي، إلى أن الحديث عن التوقعات المناخية لا يمكن حصره في لبنان أو المنطقة، بل هي توقعات عالمية تختلف بين منطقة وأخرى بحسب موقعها الجغرافي.
ويؤكد وهيبي لـ"العربي الجديد"، اليوم الاثنين، أن "التغير المناخي أصبح أمراً واقعاً بسبب ارتفاع حرارة الغلاف الجوي عموماً نتيجة الاحتباس الحراري"، مضيفاً أن "المُتوقع خلال الأعوام الخمسين المُقبلة، أن تختلف طريقة تساقط الأمطار حول العالم، وكميتها أيضاً".
وبحسب رئيس مصلحة الأرصاد، فإن "كمية الأمطار قد تنقص بما نسبته 25 في المائة حول العالم، ولكن الأهم هو تحول الشتاء من فصل تتساقط فيه الأمطار بشكل مُعتدل، إلى فصل تتساقط فيه نفس كمية الأمطار ولكن خلال وقت زمني أقصر".
ويؤكد وهيبي أن ارتفاع نسبة تبخر مياه المحيطات وذوبان الجليد سيؤديان إلى "غمر مناطق ساحلية حول العالم بالمياه".
وعلى الصعيد الإقليمي، ينفي وهيبي "توقع حدوث حالة تصحّر واسعة، لكننا نتوقع تناقص كميات الأمطار وازدياد غزارة تساقطها في نفس الوقت"، مشيراً إلى أن "اتضاح صورة المناخ المُتوقع يُسهل عملية تكيّف الإنسان مع العوامل الطبيعية المُستجدة".
وتبرز في هذا المجال المخاوف التي يثيرها المزارعون في منطقتي الساحل وسهل القاع شرقي لبنان. وعادة ما يشكو مزارعو الحمضيات والتفاح والخضار من تعرّض مواسمهم للتلف، في ظل ضعف تدخل الدولة لحماية القطاع الزراعي، وقطاع الدواجن، والماشية التي تعاني من ما يعانيه الإنسان من أمراض يحملها فصل الشتاء.