لبنان: استدعاء مدير صفحة في "فيسبوك" بسبب طائرة عون

25 سبتمبر 2018
طائرة عون أثارت جدلاً في لبنان (جوزيف عيد/فرانس برس)
+ الخط -
استدعت الأجهزة الأمنية اللبنانية الشاب محمود المصري، وهو مدير صفحة متخصصة بالطيران على مواقع التواصل الاجتماعي، على خلفية نشر خبر يتضمن معلومات عن موعد إقلاع الطائرة الرئاسية التي أقلت الوفد الرئاسي المتوجه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو الوفد الذي يرأسه رئيس الجمهورية ميشال عون.

وعلمت صحيفة "العربي الجديد" أن المصري تلقى اتصالاً، يوم أمس، تضمن طلباً بضرورة إزالة منشور على صفحة "Olba_Aviation" على "فيسبوك"، ويتضمن معلومات عن الطائرة الرئاسية، وتجاوب المصري، الذي يدير الصفحة، إلا أنه تلقى اتصالاً آخر طلب حضوره إلى إحدى الثكنات للتحقيق معه".


وتواصل موقع "العربي الجديد" مع أحد أصدقاء المصري، الذي أكد أن المنشور الذي استدعي بسببه المصري ليس سوى خبر يشير إلى نوع الطائرة وموعد إقلاعها، ومصدره موقع عالمي يرصد أخبار الطيران والرحلات (flight radar 24)، لافتاً إلى أنه بالنسبة الى هواة الطيران، فإن خبر تسيير رحلة جوية لطيران الشرق الأوسط من بيروت إلى نيويورك، هو خبر هام، خصوصاً أنه لا رحلات جوية مباشرة بين المدينتين، إضافة إلى مدة الرحلة، وكلها عوامل تجعل الخبر مهماً بالنسبة للمهتمين بهذا الشأن.

والمصري يبلغ من العمر 22 عاماً، ويحمل شهادة ماجستير في إدارة الأعمال، وليس له أي نشاط سياسي، وفق ما يقول صديقه. كما أن صفحة "Olba_Aviation"، هي صفحة متخصصة بأخبار الطيران والمطارات والرحلات، وموجهة لهواة الطيران وتصوير الطائرات.

وفي سياق آخر، بدأ مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، القاضي بيتر جرمانوس، تحقيقاته في معلومات قيل إنها توافرت لديه عن وجود معطيات عن خرق أمني للأمن الشخصي لرئيس الجمهورية أثناء توجهه من مطار بيروت إلى نيويورك.


وفي هذا الإطار، زار جرمانوس المطار واستمع إلى عدد من الأمنيين والموظفين المدنيين للتثبت من صحة هذه المعلومات ودقتها، واتخاذ المقتضى القانوني في هذا الشأن، بحسب ما أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام".

وأشار وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي، في بيان، إلى "تحرك مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية التلقائي، والذي برره بالخرق الأمني، عن طريق تسريب تفاصيل الرحلة الجوية ومسارها ومواقيتها والطائرة المستخدمة".

كما استنكر وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد في حكومة تصريف الأعمال، نقولا تويني، في بيان، "التسريب الأمني الذي حصل بشأن أسماء الأشخاص الذين يرافقون الرئيس في رحلته"، معتبرًا ذلك "وشاية واستهتارًا واختراقًا أمنياً"، وطالب بـ"معرفة الأسباب الكامنة وراء ذلك ومحاسبة المسؤولين عنه، فتحركات الرئيس تبقى سرية، وخصوصًا أنّنا في منطقة محفوفة بالأخطار".

وحتى الساعة، لم يعلن أي رابط بين توقيف المصري والتصريحات الأخيرة لبعض الوزراء وتحرك جرمانوس، لكن المصادر المقربة من المصري تقول إن ما نشر على الصفحة من معلومات لم تكن سرية، بدليل وجودها على أهم موقع عالمي للطيران، مؤكداً أن المصري لم يحصل على هذه المعلومات من أي جهة من داخل المطار أو من لبنان، بل من هذا الموقع الذي عادة ما يعرفه أي مطلع على قطاع الطيران، أو حتى الهواة.

يشار إلى أن رحلة عون إلى نيويورك شهدت سجالًا لبنانيًا حاميًا، خصوصًا أنه تم إنزال نحو 200 راكب من طائرة كانت متجهة إلى القاهرة، لتوضع في تصرف الرئاسة والوفد المرافق، وسط تقاذف للمسؤولية بين الرئاسة وشركة الطيران. كما شهد الداخل اللبناني سجالًا آخر متعلقًا بحجم الوفد المرافق، والذي فاق الخمسين شخصًا.